[ أرطغرل والسلطانة السلجوقية حليمة خلال لقطة من المسلسل ]
تربع مسلسل تركي تاريخي يسلط الضوء على النواة الأولى لنشأة الدولة العثمانية على المركز الأول للمشاهدات على مستوى تركيا بين عشرات القنوات التلفزيونية التي تبث الدراما خلال أيام الأسبوع
وحصد مسلسل "قيامة أرطغرل" حصة الأسد من المشاهدات من خلال السرد التاريخي لقصة أرطغرل بن سليمان شاه والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية وممهد الطريق أمام نشأتها.
إحصائية مشاهدات المسلسل في تركيا بالمرتبة الأولى أكثر من 10 ملايين مشاهد
ويسرد المسلسل بحبكات درامية مشوقة حياة "أرطغرل" والمعارك التي خاضها في سبيل حماية قبيلة "الكايي" وتوحيد قبائل الترك خلال حياة والده سليمان شاه وبعد موته وقصة هجرة القبيلة إلى حلب وقيام واليها بمنحهم أرضا للعيش هناك قرب حدود أنطاكيا ثم رحيلهم إلى الأناضول وبدء سلسلة من المعارك مع الروم من جهة والمغول من جهة أخرى خلال حكم الدولة السلجوقية.
ويتضمن المسلسل لحظات عصيبة في كل حلقة يمر بها البطل "أرطغرل" والذي يؤدي دوره الممثل التركي "إنغين ألتان دوزياتان" بدءا من إنقاذه ابنة أمير سلجوقي "السلطانة حليمة" التي تحولت فيما بعد إلى زوجته وأحداث الخيانة التي تتعرض لها قبيلة "الكايي" من داخلها ثم معاركه مع "فرسان المعبد" الصليبيين مرورا بانفصاله عن شقيقيه في القبيلة وتأسيس قبيلة "كايي" قرب حدود بيزنطه.
تدريب الممثلين
وبدأت الاستعدادات للمسلسل في نهايات عام 2014 بتدريب الممثلين على حركات القتال ورمي السهام وامتطاء الخيل تبعها البدء رسميا في بث الحلقات بشكل أسبوعي على مدار ساعتين كاملتين تتضمن لقطات قتال بالسيف وارتداء ملابس محاربي الترك القدامى وكافة تفاصيل الحياة إبان تلك الحقبة.
وبلغ عدد حلقات المسلسل حتى الآن 71 حلقة على مدار 3 مواسم بث منذ نهايات 2014 حتى الآن بواقع حلقة أسبوعية تمتد لساعتين كاملتين يتبعها ملخص تشويقي للحلقة المقبلة .
واستخدم في تصوير المسلسل تقنيات حديثة وكاميرات فائقة الدقة لإظهار المشاهد القتالية والمعارك والجري بالخيول ومنح المسلسل طابعا تشويقيا.
ويحظى المسلسل الذي يعرض على الشاشة التركية الأولى مساء كل أربعاء بدعم وتأييد من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي سبق له زيارة موقع التصوير ولقاء الممثلين والتعرف على طريقة عملهم بل ومدح المسلسل والقائمين عليه في أكثر من مناسبة آخرها قبل أكثر من شهر.
وعلى الرغم من متابعة الجمهور العربي للمسلسلات التركية المدبلجة بصورة كبيرة، إلا أن مسلسل أرطغرل حظي بنصيب متابعة عال فاق بأضعاف مسلسلات أخرى مثل مسلسل حريم السلطان، الذي عدته أوساط تركية بأنه مسلسل مقصود شوه الكثير من حياة السلاطين العثمانين وقدم صورة سيئة عن طبيعة تلك الحقبة .
ورصدت "عربي21" خلال متابعتها حجم الاهتمام العربي على مواقع التواصل الاجتماعي وكتابة اسم المسلسل في خانة البحث، مئات التغريدات والتعليقات ومشاركات الفيديو الخاصة بالمسلسل وبصورة تعكس حجم الاهتمام والانتظار والترقب لكل حركة وسكنة وموقف في المسلسل .
وقام مبرمجون عرب ببرمجة تطبيق على متجر الهواتف الذكية التي تعمل بنظام "أندرويد" يحمل اسم المسلسل يتيح لمن يقوم بتحميله متابعة حلقات المسلسل المترجمة وصور الحلقة الأسبوعية ومقاطع الموسيقى الخاصة به بالإضافة إلى الملخص الأسبوعي الذي يبث بعد انتهاء الحلقة لغرض التشويق للحلقة المقبلة.
ويرى مغردون عربا أن المسلسل يركز على فكرة تجمع المسلمين ووحدة كلمتهم ونبذ الخيانة التي رافقت كافة أحداث المسلسل منذ الحلقة الأولى حتى الآن.
ويرى مغردون أن المسلسل"آمن أسريا لخلوه من اللقطات الخادشة للحياء كما اعتادت الكثير من المسلسلات التركية التي انتشرت حازت شعبية لدى المشاهدين العرب".
ويشير عدد من المغردين إلى أن أهمية المسلسل في الحديث عن جزء مهم من التاريخ الإسلامي المتثمل ببدايات الخلافة العثمانية التي امتدت قرونا طويلة قبل أن تتنهي مطلع القرن العشرين وقال أحد المغردين:
وعلى الرغم من الجدية التي تتسم بها قصة المسلسل والأحداث التي تجري فيه إلا أن الكوميديا تحضر من خلال عدد من أبطاله وأبرزهم "بامسي ودوغان" وهما مقاتلان لهما مكانة كبير لدى "أرطغرل" ومن محاربيه الأشداء.
لكن على الرغم من الآراء الإيجابية التي تعبر عن الاعجاب الكبير بالمسلسل وفكرته وأداء الممثلين يورد عدد من المتابعين انتقادات تتعلق بطول بعض السرديات والقصص الجانبية التي تأتي على هامش الأحداث وتصيب المشاهد بالملل.
وينتقد متابعون كذلك ما يصفونها بـ"تدخلات" محي الدين بن عربي أحد أئمة الصوفية في تلك الفترة بالأحداث الدراماتيكية للمسلسل كما حصل في حادثة تسميم "فرسان المعبد" لأرطغرل ومساعدته عن بعد بالدعاء والنفخ على النار من أجل شفائه.
يشار إلى أن ضجة قامت قبل نحو شهرين بعد قيام وكالة دوغان الإعلامية في حفل فني، بتسليم أحد الدروع التقديرية لأحد ممثلي المسلسل، دون فسح المجال له او زملائه للتحدث من على المنصة ، ما ما دفع بعدد من وسائل الإعلام التركية لمهاجمة الوكالة واعتبار ما قامت به إهانة للشعب التركي الذي يتابع العمل بشكل كبير، وهو ما عوضه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حين دعا خلال أحد الاحتفالات بطاقم المسلسل وتكريمهم بوصفهم حازوا على قلوب الأتراك .