تمّكنت إيطاليا من قتل منفذ اعتداء برلين التونسي أنيس العامري، وفيما أعربت ألمانيا عن ارتياحها ورغبتها في ترحيل التونسيين المرفوض طلبات لجؤهم في أسرع وقت، أحبطت عدة عواصم هجمات إرهابية قبيل حلول أعياد الميلاد.
وأعلنت السلطات الإيطالية مقتل أنيس العامري منفذ اعتداء برلين، خلال عملية تفتيش روتينية للشرطة فجر أمس في ميلانو. وصرح وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي خلال مؤتمر صحافي في روما، أن العامري قتل بالرصاص بعد أن أطلق النار على رجلي شرطة أوقفا سيارته لإجراء تفتيش روتيني على الهويات الشخصية، حيث تأكّد بعد التدقيق في الهوية أن القتيل هو أنيس العامري.
وكشف عن أن العامري سحب سلاحه بهدوء من حقيبة ظهر وبدأ في إطلاق النار، وأصيب أحد رجال الشرطة في كتفه خلال تبادل إطلاق النار، ونقل إلى المستشفى بانتظار إجراء جراحة له، ولكن حالته ليست خطرة.
من جهتها، أعربت ألمانيا عن ارتياحها عقب إعلان السلطات الإيطالية عن مقتل العامري. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر: «نحن ممتنون للسلطات الإيطالية على تبادل معلومات وثيقة وبكل ثقة، زملاؤنا في القنصلية العامة في ميلانو ابلغوا بذلك بسرعة كبيرة».
على صعيد متصل، توجه فريق متخصص من مكتب مكافحة الجريمة الاتحادي الألماني إلى إيطاليا. وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أمس في برلين، إن الفريق غادر إلى إيطاليا، مشيراً إلى أن واقعة العامري تظهر مجدداً مدى الأهمية الكبيرة للتعاون المكثّف على المستوى الأوروبي والدولي، وأضاف: هذه الملاحقة الناجحة لا تنهي بالطبع التحقيقات، موضحاً أن السلطات تسعى حالياً إلى الكشف عما إذا كانت هناك شبكات محتملة دعمت الهجوم، ومعرفة المزيد من الخلفيات ومسارات ارتكاب الجريمة وفرار المشتبه به.
إلى ذلك، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عزمها إجراء مراجعة سريعة وشاملة لأبعاد الهجوم الإرهابي في برلين. وقالت أمس في برلين إن واقعة الإرهابي المشتبه به أنيس العامري تثير سلسلة من التساؤلات، وأضافت: سنراجع الآن بحزم إلى أي مدى يتعين تغيير إجراءات رسمية.
وذكرت ميركل أنها طلبت من وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير تحليل أبعاد الواقعة وتقديم النتائج في أسرع وقت ممكن، بالتعاون مع وزير العدل هايكو ماس والسلطات الأمنية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك عواقب سياسية وقانونية. وقالت ميركل: خطر الإرهاب بوجه عام لا يزال قائماً منذ سنوات عديدة، موضحة أن حماية المواطنين تمثّل بالنسبة لها والحكومة بأكملها الالتزام الأعلى للدولة.
كما حضّت ميركل على ترحيل التونسيين المرفوض طلبات لجوئهم إلى بلدهم بصورة أسرع. وقالت إنها أجرت محادثة هاتفية مع الرئيس التونسي، مضيفة: قلت للرئيس إنه يتعين علينا إسراع عملية إعادة اللاجئين بصورة واضحة والاستمرار في زيادة عدد المرحلين. وذكرت ميركل أنّه تمّ إحراز تقدم في عملية إعادة التونسيين المرفوض طلبات لجوئهم إلى بلدهم خلال العام الجاري.
إحباط اعتداءات
وقبيل حلول أعياد الميلاد، تمّ إحباط اعتداءات عدة في كل من ألمانيا واستراليا وإندونيسيا، حيث أعلنت الشرطة الألمانية الليلة قبل الماضية اعتقال شقيقين يشتبه في تحضيرهما لاعتداء على مركز تجاري كبير في اوبرهاوسن غرب البلاد، وكشفت استراليا أمس عن إحباطها مؤامرة إرهابية لتنظيم داعش بعد اعتقال سبعة أشخاص كانوا يخططون لتنفيذ عدة اعتداءات يوم الميلاد في وسط ملبورن.
وكان الموقوفون يخطّطون لشن هجمات بواسطة متفجرات وأسلحة نارية وسكاكين، على أماكن رمزية كالمحطة وساحة الاتحاد وكاتدرائية القديس بولس.
في الأثناء، ذكرت الشرطة الإندونيسية، أنّ ثلاثة متطرفين مفترضين كانوا يعتزمون تنفيذ عملية انتحارية يوم عيد الميلاد قتلوا في تانجيرانغ في الضاحية الغربية لإندونيسيا في عملية لمكافحة الإرهاب تمّ خلالها العثور على قنابل، مشيرة إلى أنّ المتطرفين الذين قتلوا كانوا يخططون لطعن ضابط في مركز للشرطة وارتكاب عملية انتحارية يوم عيد الميلاد في مكان مكتظ.
وكشف المخطّط أحد عناصر المجموعة وقد أوقف في اليوم نفسه. ومن المنتظر أن تنشر اندونيسيا 155 ألف شرطي وعسكري في إطار تدابير أمنية مشدّدة بمناسبة الأعياد، وفق ما أعلنت السلطات.