قال الكاتب جون إفلون في مقال له على موقع «ذا ديلي بيست» إن تاريخ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2016، يمثل التاريخ الذي خسر فيه المرشح الجمهوري المثير للجدل، دونالد ترامب، سباق الانتخابات الرئاسية.
وعزا إفلون ذلك إلى التسجيل الجنسي الفاضح الذي جرى تسريبه لترامب، والذي تحدث فيه بشكلٍ مهينٍ عن النساء، وكيف أنه يتحرش جنسيًّا بالمتزوجات.
لقد عملت حملة ترامب الانتخابية على استفزاز الناخبين بكل الطرق، إلا أن بلوغ الاستفزاز مرحلة التباهي بالفضائح الجنسية لا يساوي في بشاعته أو قسوته الفضائح المالية.
تظهر شخصية الإنسان الحقيقية عندما لا يكون موضع التمحيص. وقد ظهر ترامب في التسجيل وهو في كامل وعيه، وهو يتباهى بأفعاله المشينة مع رجل بالكاد يعرفه.
جاء رد فعل ترامب عنيفًا، حيث قال في بيان صادر عنه: «إن هذه المزاعم كاذبة ولا أساس لها، وقد أطلقها انتهازيون معدومو المبادئ. فلا أحد يحترم النساء مثلي».
يرى الكاتب أن دونالد ترامب يخادع مناصريه، وأن الإنكار لن يفيد. وقد وضعت هذه الفضيحة المرشح لمنصب نائب الرئيس في حملة ترامب، مايك بنس، في موقف محرج بسبب تاريخه السياسي الكبير وطموحه لانتخابات 2020.
كما أن الجمهوريين باتوا في ورطة الآن، فما عاد من الممكن استبدال ترامب بمرشحٍ آخر. انخفض التأييد كثيرًا لترامب بعد المناظرة الرئاسية الأولى، حيث انخفض تأييد النساء له بواقع 14 نقطة، و9 نقاط للمستقلين، و27 نقطة للمعتدلين، ويعتقد أن تلك النسب ستنخفض أكثر بسبب الفضيحة الأخيرة.
أما بالنسبة لأولئك الذين بدؤوا يغيرون موقفهم ويتجهون نحو التصويت له، وأعضاء الحزب الجمهوري الذين يحركهم ولاؤهم للحزب، ولم يعد أمامهم من بديل سوى التصويت له، يذكرهم الكاتب بمقولة لجون كنيدي حيث قال: «أحيانًا يحملنا الولاء الحزبي بأكثر من طاقتنا».
وقد واصل الساسة المشاهير المؤيدون لترامب تبرؤهم منه، حيث أعلن عضو الكونجرس جيسون شافيز، الذي يتولى التحقيق في فضيحة الرسائل الإلكترونية الخاصة بهيلاري كلينتون في الكونجرس، سحب تأييده لترامب، إلى جانب عمدة يوتا مايك لي، والمرشح الرئاسي السابق جو هانتسمان، والمرشح الرئاسي المستقل إيفان ماكمولان.
باتت الكرة الآن في ملعب كل من المتحدث باسم الكونجرس بول ريان، والسيناتور جون ماكين حتى يعلنا تخليهما عن ترامب. ويرى الكاتب أن ذلك لا يعني بالضرورة تأييد مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، وإنما الهدف –حسب رأي إفلون– هو إصلاح صورة الحزب الجمهوري الذي أسسه «أبراهام لنكولن»، والذي وقع ضحية من أسماه «دونالد المحتال».
إن هذه الفضيحة تفوق في تأثيرها المدمر مفاوضات الرئيس نيكسون مع جبهة التحرر الوطني الفيتنامية في عام 1968، أو أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران. والمثير للسخرية أن الفضيحة قد تفجرت أمام آل كلينتون، الذين برعوا في استغلال زلات خصومهم السياسيين.
يعتقد إفلون أن الأيام الأخيرة التي ستسبق الاقتراع ستشهد المزيد من الفضائح. وسنرى أكاذيب وإهانات متبادلة بين المرشحين، وستبلغ الإثارة قمتها مع المناظرة التي ستعقد مساء الأحد.