ألمحت صحيفة صينية إلى أنَّ الأجواء المتوترة التي رافقت وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى قمة العشرين في الصين كانت حدثاً «تافهاً» أثاره الإعلام الغربي بحساسيةٍ.
وأثير صخب إعلامي جراء مشاهد فوضوية في مطار هانزو الدولي بعد ظهيرة يوم السبت 3 سبتمبر/أيلول 2016 مع هبوط طائرة الرئيس الأميركي من أجل لقاءاته النهائية المباشرة مع الزعيم الصيني شي جين بينغ، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وتبادل المسؤولون الصينيون والأميركيون عبارات غاضبة مع أحد المسؤولين المحليين، الذي كان يوبِّخ إحدى موظفات البيت الأبيض، فصاح قائلاً «هذا بلدنا! هذا مطارنا!» ويُقال إنَّ عميلاً سريّاً أميركياً اضطر إلى التدخل بعد أن أصبحت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس محط غضب المسؤول الصيني.
كان هناك في هذه الأثناء تخمين -نفاه لاحقاً مصدر حكومي صيني مجهول- بأنَّ بكين تعمدت توجيه إهانة دبلوماسية لأوباما، الذي لم ينزل من طائرته على سلم مفروش بالسجاد الأحمر، على عكس الزعماء العالميين الآخرين الذين وصلوا إلى الصين من أجل قمة العشرين.
قال شين دينغلي خبير العلاقات الدولية بجامعة فودان المرموقة في شنغهاي لصحيفة ستريت تايمز بسنغافورة «يجب أن تعرف الولايات المتحدة جيداً ما فعلته لتغضِب الصين» زاعماً أنَّ الغضب في بكين من انتقاد واشنطن أنشطتها في بحر الصين الجنوبي قد يفسِّر حركةً مثل هذه.
حاول أوباما التقليل من أهمية «الاضطراب» الذي حدث في المطار ، مشيراً إلى أنَّ مستضيفيه الصينيين ربما يكونون قد وجدوا أنَّ حجم وفد الولايات المتحدة «كاسح قليلاً».
مسائل تافهة
ويوم الاثنين 5 سبتمبر/أيلول 2016، عرضت صحيفة التابلويد جلوبال تايمز التابعة للحزب الشيوعي، والتي تنقل أحياناً وجهات النظر الرسمية، رأيها في ملحمة المطار.
فذكرت في الافتتاحية أنَّ «الإعلام الغربي بالغ في الواقعة بينما حاول أوباما التقليل من أهميتها».
وأضافت «يجعلنا هذا نؤمن أنَّ الجو المتوتِّر بين الصين والولايات المتحدة يمكن نسبته جزئياً إلى الإعلام الغربي، الذي يحدث ضجةً حول مسائل تافهة».
قالت الصحيفة التي تديرها الدولة إنَّ هذه الحادثة لن تحجب التعاون بين الولايات المتحدة والصين، مضيفةً أنَّ «أوباما لن يحب على الأرجح أن يشهد توترات تحت السطح في الروابط الصينية-الأميركية قبل تركه منصبه».
الاستخبارات الأميركية
وقد تدخَّلت وكالة الاستخبارات الأميركية لتبدي رأيها في الاضطراب الذي وقع في المطار.
فذكرت تغريدة على الحساب الرسمي للوكالة على موقع تويتر «تصرفٌ راق من الصين كالعادة»، مصحوبةً بمقالٍ من جريدة نيويورك تايمز عن الواقعة.
حُذِفت الرسالة سريعاً ولكن ليس قبل أن تلتقطها جريدة وول ستريت جورنال.
ونصَّت تغريدة لاحقة على التالي «نُشِرت عن طريق الخطأ اليوم في وقتٍ سابق تغريدة تخص مقالاً إخبارياً من هذا الحساب وهي لا تمثِّل آراء وكالة الاستخبارات. نعتذر عن ذلك».
في ليلة الأحد 4 سبتمبر/أيلول 2016 ، اجتمع قادة مجموعة العشرين على ضفاف البحيرة الغربية في هانزو من أجل الاحتفال والمأدبة الترحيبية ضمن فعاليات القمة.
وقالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية، شينخوا «استمتع الضيوف باحتفال به موسيقى صينية كلاسيكية ورقص شعبي وأغان تراثية وعرض باليه، مزيج من الثقافتين الشرقية والغربية».
ومع بدء تناول الضيوف الطبق الرئيسي، وهو سمك الماندرين الحامض والحلو، عزفت لهم الأوركسترا مزيجاً من الأغاني من حول العالم. ماذا كان نصيب الولايات المتحدة منها؟ اللحن الخاص بفيلم العرَّاب. Speak softly love.