رغم أشكال العناد والمراوغة كافة من قبل الانقلابيين، فإن الحل السلمي لا يزال مطروحاً ومتاحاً، ويحتاج فقط إرادة من الطرفين، وقد توافرت إرادة الحكومة اليمنية على اتفاق السلام المبدئي الذي طرحته الأمم المتحدة، وهذا دليل على أن الحكومة الشرعية والتحالف العربي، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، يسعيان بجدية نحو السلام من أجل إنقاذ اليمن من المستنقع الذي أسقطه فيه الانقلابيون ومَنْ وراءهم في إيران، ولا شك أن رفض مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الاتفاق الأممي المطروح يكشف زيف ادعاءاتهم وتلاعبهم بالعملية السياسية والمماطلة والاستفادة من الوقت لدعم موقفهم الميداني، وكذلك في سبيل ترسيخ واقعهم الانقلابي على الشرعية، واستمرارهم في نهب ثروات البلاد.
يشهد الجميع منذ بداية المساعي للمفاوضات السلمية في الكويت أن التحالف العربي قدم كل الدعم والمساندة لجهود الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب اليمني، ولم يفرض أي شروط خاصة، ولم يعق المباحثات، وصبر كثيراً على عناد ومماطلة ومساومة الانقلابيين في المباحثات، وتركهم لها وعودتهم إليها، وتحمل الاستفزازات الميدانية وأفعال الانقلابيين الخارقة للهدنة، وكل هذا من أجل السلام وإعادة الشرعية وإنقاذ الشعب اليمني واليمن من الانهيار. المجتمع الدولي عليه مسؤولية كبرى لإنقاذ اليمن، من خلال الضغط الفعلي على الانقلابيين للقبول بالقرارات الدولية ومشروع السلام.