مع اقتراب كأس العالم في قطر والعد التنازلي لأول كأس عالم تنظم في المنطقة العربية سال الحبر كثيرا على اوراق الصحف الغربية ومواقعها الالكترونية بحملة مسعورة ليست وليدة اليوم ولا حديثة اللحظة تحاول بضراوة وشراسة أن تسوق للعالم تارة ارقام وتارة اخرى حوادث نسج خيال الأفلام كثير منها، وفي مرات أخرى مناداة ما يعتبرونه حقوق وهي تنافي القيم والفطرة الانسانية السليمة قبل منافاتها الديانات السماوية.
اتفقت الصحافة الغربية في موضوع كأس العالم في قطر أن تتلون باللون الأصفر فكانت صحافة صفراء بامتياز فدنست اسم الصحافة كما دنس اولئك ال… الوان قوس قزح، ولم تكتفي الصحافة لوحدها فقط عبر اعلاميها بقلم متعالي ولسان تصدر منه رائحة العنصرية البغيضة التي يجيدها الغرب أكثر من غيره بل ساند هذه الحملات بعض اللاعبين الذين خرست السنتهم وصمت اذانهم عن احتضان دول فتكت بالانسانية وشردت ملايين البشر وحولت العالم الى حقل تجارب فلم تنطق لسانهم بحرف واحد.
بالرغم من كل الردود على كل تلك الاتهامات التي ساقها الغرب واعلامه حول احتضان قطر لكأس العالم، الا ان الحملة تواصلت بل واشتدت في الاساببع الأخيرة وتلك النظرة الاستعلائية على بلد عربي اختار أن يكون واجهة عربية قادرة على احتضان أكبر عرس كروي بإمتياز وتحقيق المفهوم الذي صم الغرب اذاننا فيه وهو العدالة في تنظيم مثل هذه الاحداث الكبرى.
عندما تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية لاحتضان كأس العالم 2026 رفقة كندا والمكسيك لم نشاهد تلك الاقلام تكتب عن جرائم الامريكان ضد الملايين من اخواننا في العراق وافغانستان وغيرها من البلاد العربية والاسلامية، ولم نقرأ مقالات اولئك الصحفيين عن معاناة السكان الأصليين في كندا عبر التاريخ ولا عن مشاكل الأمن في المكسيك.
في 2018 في روسيا كانت هناك حملة شبيهة لهذه الحملة الا انها كانت اقل شراسة من الحملة الحالية على قطر، وتصدر وقتها الاعلام البريطاني والامريكي المشهد ودفع تكاليف تلك الحملات ضد روسيا وشعبها حتى اتضح للعالم أن تلك الصورة النمطية ماهي الا كلمات متراصة وحروف صفراء وافلام هوليودية انتجت كذبة كبيرة دحضها الواقع وكذبها من عاشوا تجربة كأس العالم في روسيا 2018.
في قطر سيعيش العالم تجربة فريدة وستتحطم تلك الصورة النمطية التي رسمها الأعلام الغربي، سيقترب العالم من شهامة أهل الخليج وسيتعرف على حضارة مصر والسودان وستبهره حضارة بلاد الرافدين سيتعمق في عادات شمالنا وشرقنا الافريقي وسيغوص في تاريخ حضارات اليمن والشام.
إنّ حدث كأس العالم يتخطى مباراة وجلد مدور داخل مستطيل أخضر ويتحول الى قوة ناعمة تعكس صوره ثقافية وهوية قومية وقيم بقت صامده وراسخة لا تزحزحها مقالات مدفوعة ولا حملات مشبوهة، فكأس العالم هو فرصة لنا لنري العالم قيمنا وعادتنا وتقاليدنا وهويتنا ماذا تعني بالنسبة لنا مهما حاول ذلك الاعلام تشويهها.