في السنوات الماضية قبل الحرب كنا نعيش بوضع مستقر صحيح أن هناك فساد ونهب للمال العام ألا اننا كنا ننعم بالأمن والأمان ونسافر بكل راحة وبأسعار معقولة لا احد يقول لك إلي اين ومن أين أنت؟
والطرقات مفتوحة شمالًا وجنوباً ونستطيع توفير متطلباتنا الأساسية والأسعار لابأس بها صحيح أن الكهرباء كانت مشاكلها كثيرة، إلا أن الوضع في السابق أفضل بكثير أيام النظام السابق فقد ذهب بسلبياته وإيجابياته.
تغير الوضع كلياً منذ اندلاع الحرب قطعت الطرقات إنهار التعليم وقطعت الرواتب العملة أصبحت عملتين والدولة تشظت وأصبحت دولتين!
دولة في الشمال بقيادة "الحوثيين" الذين انقلبوا على الدولة ودولة في الجنوب" الشرعية" أيام حكم هادي والآن "المجلس الرئاسي" بقيادة رشاد العليمي ومدعومة من التحالف ضد الحوثيين وتحارب الانفصاليين المدعومين من التحالف كذلك.
اصبح المواطنون بحالة يرثى لها، نزوح وتشرد اصبحوا بالعراء جراء الحرب التي انتشرت في بلادنا كما النار في الهشيم، تخيلوا حال الناس الذين كانوا يعيشون مستورين في منازلهم ليجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها بالعراء يعانون الذل والجوع والمرض لتاتي منظمة لتعطف عليهم بخيمة يستتر بظلها هو وافراد أسرته ويحصلون على معونات قد تكون متقطعة أحياناً.
اناس يبحثون عن أعمال ليوفر مستلزمات أسرته الضرورية في ظل الحرب الملعونة التي اذلت العزيز ورفت الذليل!
انتشرت المخدرات وأنعدم الأمان لم اتوقع ان نصل لهذا الوضع المرير.
انعدام للغاز والمشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء كم سيكون جهد هذا المواطن الذي سلب من ابسط حقوقه، ولازلت اتذكر ذلك المنظر المؤلم وانا في أحد شوارع صنعاء ام وبجانبها طفليها تبحث بالقامة عما يسكت صرخات بطونهم الخاوية منظر مؤلم يبكي القلب قبل العين إذا كان هذا في صنعاء فما بالكم بتعز وبقية المحافظات التي يعصف بها الغلاء ويزيد يوماً بعد يوم.
هذه البلدة الطبية التي ذكرت في القرآن الكريم لم تعد طيبة من بعد ثورة 2011م تغيرت الأحوال تغيرا كليا الثورة الشبابية التي طالبت بالإصلاحات وزيادة المرتبات ومكافحة الفساد والمساوة والوظائف، وكانت شبابية خالصة أتت إليها الأحزاب لتنظم لها واستحوذوا عليها وأبعدوا الشباب رويداً رويداً فتمكنت من السيطرة على دفة الثورة.
ليكون دخولها وبالاً عليها ليكون بهذا تمهيداً لما نعيشه الآن وإيذانا لزوال الدولة، فكل حزب يريد تحقيق مطامحة إن ما يحصل الآن ما هو إلا إعادة للماضي بتقنية اتش دي!
اذا عرفنا الانقلاب على انه محو النظام الحاكم الذي كان يتحكم ويسخر ثروات البلد لصالحة ويتقاسمها مع مواليه، وإقامة دولة عادلة جديدة تسخر موارد الدولة لبناء المشاريع التي تخفف من البطالة وتقضي على الفساد، وتثبت دعائم الأمن والاستقرار.
منذ الانقلاب على الدولة قطعت الرواتب ونهبت الثروات من قبل أطراف النزاع في اليمن وكذلك التحالف المسيطر على المناطق النفطية بواسطة ميلشياته لتعويض خسائره! وأصبحت لغة السلاح هي اللغة السائدة في كل أرجاء المعمورة.
كل طرف يحشد ويجند ويزج بالشباب لمحارق الموت وهم بناة الاوطان ومستقبل البلدان الا في اليمن فهم وقود الحرب الذي يزيدها اشتعالا.
متي سيأتي الوقت التي تنتهي فيه الحرب ويُطرح السلاح جانباً ويتصالح الأخوة فيما بينهم ويتم إيقاف نزيم الدم وتصدح القنوات بإيقاف الحرب في اليمن.
هذا الحلم الوحيد لأبناء اليمن الذين عانوا من الخوف والتشرد والتعب وراء لقمة العيش التي اصبحت هماً في كل بيت.
لا نريد أن يكرر التاريخ أحداثه مرة أخرى، ومتي سياتي منقذون من أبناء الوطن المخلصين يسعفنا الله بهم أمثال الزبيري والنعمان.