أمس السبت كنت في ورشة عمل أقامتها كتلة جامع وحلف حضرموت من أجل حضرموت والجنوب. في مدينة المكلا ، وقد شاركت تلبية للدعوة التي أرسلوها لي ممتناً لهم هذا الموقف ومسروراً بهذه الخطوة الصحيحة ومقدراً لهذه المبادرة الجملية ، وقد حضرت وأنا مدرك تماماً من هم ومن يكونون وماهو مشروعهم وإلى ماذا يسعون، وهم بلا شك عندما قدموا لي الدعوة كانوا مدركين من أنا ومن أكون وماهي مواقفي السياسية من مجمل القضايا . المهم أننا التقينا وشاركنا مع ثلة من رجال ونساء حضرموت بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وقناعتهم الفكرية والسياسية ومراتبهم العلمية ، وخبراتهم الفنية والمهنية ، ففيهم الأكاديمي وفيهم القانوني وفيهم المحاسب والسياسي والشخصية الاجتماعية والطالب والخريج ....الخ. وتناقشنا فيما بيننا بكل صدور رحبة حول عدد من الرؤى التي قدمت في هذه الورشة والتي هي أقرب إلى ندوة كبيرة أو مؤتمر مصغر إن صح الوصف ، وقد حضر حوالي 70 مشارك ومشاركة من مختلف المكونات والتوجهات. تجمعهم حضرموت . ..وقد وضحنا لهم وجهة نظرنا وبدورنا استمعنا لوجهات نظرهم ، وكل واحد حاول أن يعرض وجهة نظره بطريقة حضارية وراقية وجميلة.
وأجمل مافي الأمر أننا التقينا وتعرفنا أكثر.
ما دفعني لكتابة هذا السطور هو ما أثير من لغط هنا أو هناك حول الموضوع . وكأن فيما حصل شئ يثير التساؤل او القلق . بالعكس تماماً فإن ما حدث شئ يدعوا الى الإعجاب الشديد وان يفخر به كل انسان عاقل يحترم حق التعايش يدعوا الناس الى التفاهم والتقارب واعتبار ما حصل خطوة في الطريق الصحيح نحو لم الصف الحضرمي ونبذ الفرقة والخلاف بين أبناء البلد الواحد يفاخر به كل حضرمي ويجعله مناسبة تثبت أن الحضارم دوماً متميزين ، أتمنى أن تعقب هذه الخطوة خطوات أخرى من جميع الجهات والتوجهات الحضرمية لنجلس جميعاً على طاولة واحدة ونتحاور فيما بيننا ويستمع كل واحد منا لأخيه. صحيح أننا نمتلك وجهات نظر متباينة حول بعض القضايا، لكن استمرار القطيعة والتنافر ليس هو الحل الأنسب بل هو الحالقة والكارثة بحد ذاتها ، وسنحتاج دوماً للحوار والتقارب والتفاهم لأن الخلاف سنة ستظل مستمرة وليس لها من دواء الا المزيد والمزيد من التحاور .
جلسنا كأخوة حضارم وتناقشنا واختلفنا واتفقنا ثم تعانقنا وتسامحنا واعذر كل واحد منا أخيه ثم توادعنا على أمل لقاء قادم.
هذا كل ماحدث باختصار.
حقيقة أنني يوم أمس شعرت وكأنني في رحلة استكشافية جميلة تعرفت فيها على أجزاء مهمة من بلادي حضرموت لم أكن أعرفها من قبل. لقد التقيت اشخاص لم أكن قد تشرفت بمعرفتهم من قبل ذلك . فوجدت فيهم حرصاً وحباً واخلاصاً لأهلهم ووطنهم، ولديهم الرغبة في أنهم يخدمون بلادهم وشعبهم . ولا شك انها كانت فرصة أيضاً أن نجعل الاخرين يتعرفون علينا عن قرب وأن يسمعوا منا مباشرة لا أن يسمعوا عنا ما ينقله لهم الواشون والمغرضون والنافخون في نار الفتنة.
هل المطلوب منا أن نستمر في القطيعة والخصام؟! ولصالح من هذا؟!!!.
قال تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) .
وختاماً : أقول أن قلوبنا مفتوحة، وأيدينا ممدودة، وعقولنا متقبلة للجميع مهما اختلفنا معهم في وجهات النظر ، وأن المرحلة التي تمر بها بلادنا اليوم أحوج ما تكون إلى لم الصف وتوحيد الكلمة ورأب الصدع والتعالي فوق الصغائر والعفو والصفح والتجاوز عن الأخطاء وتصحيح مفاهيمنا عن بعضنا البعض، وإحسان الظن فيما بيننا. وربنا يقول : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ) صدق الله العظيم.
وفق الله الجميع الى ما يحبه ويرضاه. ونسأله تعالى أن يجمع القلوب على طاعته وأن ويصلح النوايا والأعمال .