هل لكم أن تتخيلوا!
أن الجيش الوطني بتعز، لم يستلم مرتباته لقرابة «9 أشهر».. أما حصته من التغذية، فقد مر عليها «سنة وأكثر» ولم يستلم شيء منها خلال هذه الفترة، التي لا تزال مقطوعة حتى يومنا هذا.(مصدر بجيش تعز).. وكذلك الجيش الوطني بمأرب الذي لم يطرح بندقيته منذ بداية الإنقلاب حتى اللحظة؛ هو أيضاً محارب بالرواتب والتغذية، إلا أن المحافظة توفر له التغذية.. "استلمنا راتب واحد بشهر 8 /2020، وهذا العام لم نستلم بعد أي راتب، وها قد أوشك أن ينصرم" يقول جندي من مأرب، والمعارك تحيط به من كل جانب. هذا- الراتب والتغذية- كأقل حق أساسي للفرد الذي تطلب منه الثباب في المعارك والانتصار في نهاية المطاف..
ناهيكم عن التسليح النوعي: كالصواريخ حرارية والموجه، طيران مسير، بالستية، كاتيوشا.. الخ، وهو التسليح الذي يتمتع به الحوثي. أو أقلها: كالأسلحة الشخصية( يحارب الجنود بأسلحتهم التي جاءوا بها من منازلهم) والقذائف، وذخائر الأسلحة المتوسطة والخفيفة، التي يتم شراءها من المواطنين.. حتى منصة الباتريوت التي كانت تحمي مأرب من بالسيتية الحوثي، تم سحبها. مع ذلك يعلم الجميع أن الجيش في هاتين المدينتين يواجه حرباً ضارية مع مليشيا الحوثي، منذو إندلاعها حتى لحظة كتابة هذه السطور.
إضافة إلى هذه الحرب الجلية، يقف خلفها جيشاً آخر من البواقين الإعلاميين، كمنتقمين أو مأجورين؛ يتصيدون أخطاء وهفوات ذلك الجيش التي هي حتمية، ما دام وهو يواجه، عدوين، عدو يحاربه بالرصاص وآخر يمنع عنه الرواتب والتغذية، وعدو آخر تلك الأقلام!!
ورغم كل تلك الحروب المختلفة الأوجه، المُشَنة عليه وبقوة؛ وقفَ صامداً مثل الجبال الرواسي، واجه الأعداء جميعهم ولا يزال يضرب لنا أمثال بطولة لا تتكرر. أو كما يصفه سيف الحاضري: إنه هو الجيش العظيم حقاً، ونافذة الخلاص الذي سيستعيد به اليمنيون جمهوريتهم ويمنهم!
بينما، نجد على الطرف الآخر "جبهات الساحل والإنتقالي؛ تسليحها جيد ورواتبها شهرية، وبعيدة عن خطر الحوثي، في استراحة محارب مفتوحة.!!
إن كل التهاوي والتساقط، العسكري والاقتصادي، الذي يطال الشرعية بلا توقف، وحالة التعقيد والخطورة التي وصلت لها القضية اليمنية، يشير إلى التالي:
أن حرباً خليجية دولية تحت مسمى" الثورة المضادة" التي قادتها على أوطان عربية عدة ونجحت، لا تزال قائمة في اليمن، لإنهاء أي صورة من صور ثورات الربيع العربي، في اليمن، والتي ترى أنه لا يزال لها تواجدا ما، داخل منظومة شرعية عبدربه منصور..
[حتى وإن كان ذلك على حساب تدمير وطن وإبادة شعب، وتمكين ما هو خطر على كل يمني، وعلى الخليج إيضاً.!] هنا يكمن تعريف أوسخ وأخبث وأقذر ممارسات الأنسان البشري، بحق نفسه وحق الآخرين.
ولا يُستبعد أن يكون كل ما يجري في اليمن اليوم من حرب وتجويع وسحق، وهو متعمد، بداية حربٍ جديدة، ستكون أشدُ ضراوة من السبع العجاف التي قد خلت: إنهاء بقايا ثورة الربيع اليمني، بتمكين الحوثي، من المناطق التي تتواجد فيها: مأرب، شبوة، تعز.. ثم قيام حرب جديدة، حقيقية ومفتوحة، بقيادة البديل الجديد، الذي تسعى خلفه الثورات المضادة! فهي لا تزال حيةٌ في اليمن تسعى..
ولا يهم هؤلاء ومرتزقتهم "متى يرى اليمني النور؟" ليفني اليمني عمره في العذاب والشقاء، ليفنى كل شيء، كل شيء، علاوة أن لا يحكم " الإخوان" أو يتواجدوا بأي شكل من الأشكال في أي سلطة!
وتحت هذه الشماعة الخطرة جداً؛ يفعل أعداء الحرية واستقرار البشر في أوطانها، عبر المرتزقة الرخيصين جداً؛ ما يشاءون، أي شيء يخطر على بالهم!!