تعد مرحلة الطفولة من المراحل الهامة التي يمر بها الإنسان حيث تتشكل خلالها نمط الشخصية وتترسخ فيها القيم والعادات والتقاليد الإجتماعية، لذا يحرص مختلف الباحثين والأخصائيين على دراسة هذه المرحلة وإجراء الكثير من البحوث والدراسات حولها بهدف الخروج بقدر كافي من المعلومة والإرشادات والنصائح التي تناسب مرحلة الطفولة.
يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر من كل عام للتذكير والتوعية بحقوق الأطفال وتعزيز رفاهيتهم والذي بدأ الإحتفال به عام 1954 من قبل الأمم المتحدة للتوعية بحقوق الأطفال حول العالم كما يصادف اليوم أيضاً تاريخ التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في 20 نوفمبر 1989 من قبل 192 دولة حول العالم.
إنه لمن الموجع أن يمر ثلاثون عاماً على توقيع اليمن على اتفاقية حقوق الطفل فيما أطفال اليمن لا يتحصلون على أدنى الحقوق المكفولة دينياً ودولياً ومحلياً بل إنهم يعيشون اسوأ مرحلة للحرمان في تأريخ اليمن إبتداء من الحرمان في الحصول على الإحتياجات الأساسية ومروراً بالحرمان من التعليم والرفاه النفسي والإجتماعي وإنتهاءً بالإنتهاكات الجسدية والنفسية والجنسية التي ترتكب بحقهم بصوره شبه يومية في زمن الحرب حيث نال الأطفال النصيب الأكبر.
لقد تسببت كل الأطراف بمعاناة الأطفال وارتكبت جميعها جرائم متفاوتة بحقهم من قتل واستهداف وحرمان من الخدمات وتجنيد واقحامهم في الصراعات السياسية والعكسرية مما جعل أطفال اليمن اسوأ الأطفال معاناة في العالم فهناك المئات من القصص على طول اليمن وعرضه والتي تدمي القلب وتذرف العين من هولها دون أن يتحرك أحد عملياً لوقفها وتخفيفها بل أن المنظمات الدولية التي تصرف عشرات الملايين من الدولارات في المشاريع ذات الصلة بالأطفال تكتفي بالتوعيات والأنشطة والبيانات والتقارير دون إحداث أي تغيير جذري لوقف الإنتهاكات مما يزيد الوضع تعقيداً وقتامة.
لقد آن الأوان لكل منظمات المجتمع المدني والخيرين من أبناء الوطن سرعة إتخاذ موقف حازم وخطوات عملية لوقف الإنتهاكات وتخفيف آثار الحرب على الأطفال خصوصاً الآثار النفسية والإجتماعية فطفل اليوم هو شاب الغد وقائد المستقبل ولن ينفع الندم بعد فوات الآوان.