بعد أن أسست الأرثوذكسية اليهودية البريطانية جناحها المتطرف(الصهيونية) في أواخر القرن التاسع عشر، وسلمت لهم فلسطين التي كانت تحت احتلالها، وباستخدام حيل مخادعة أوقعت فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني، فكانت تعمل على احلال اليهود بفلسطين بشكل متوازي مع عمليات السلام التي كانت تقودها في المنطقة، فبليد الاولى كانت تستجلب اليهود من مختلف المناطق التي يعيشوا فيها حول العالم إلى فلسطين، وتزودهم بمختلف أنواع الأسلحة وتمدهم بمختلف أنواع الدعم، وباليد الأخرى كانت ترسل المبعوثين الأمميين الى هناك ليجروا مشاورات سلام مع الفلسطينيين ومطالبة اليهود عدم التوسع واحتلال القرى الفلسطينية وتهجير الساكنين، واصدار قرارات اممية تدين تلك التصرفات من قبل اليهود، والتي بلغت القرارات الاممية بشأن فلسطين اكثر من (40) قرار لم ينفذ منها حتى بند واحد، وانما كانت تُستخدم لامتصاص غضب العرب، وجعل القضية الفلسطينية عالقة في شراك الأمم المتحدة، التي كانت تُنمّي يوماً بعد يوم سراب حلولها المخادعة للشعب الفلسطيني، لاتاحة فرصة لليهود لترتيب صفوفهم اكثر واكثر، والامعان في جرائمهم يوماً بعد يوم.
وبعد عدة قرارات من الأمم المتحدة تدين اليهود وتحملهم مسؤولية الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني، اصبح الشارع العربي والفلسطيني لا يتحمس لتلك القرارات التي لا تراوح إدراج مكاتبها، وبدأت الثقة العربية والفلسطينية تضعف بالامم المتحدة، وأصبح الكل ينظر إلى الأمم المتحدة على أنها متماهية مع الاستيطان اليهودي في فلسطين، لذلك أوعزت الأمم المتحدة في عام 1948م لمجموعة من اليهود أن يقوموا بقتل مبعوثها لديهم، لكي يصتنعوا معركة وهمية تجعل الفلسطينيين يستبشروا بهذا العداء والجريمة التي ارتكبها اليهود مع المبعوث الأممي، وبانتظار الرد الحاسم والقاصم من قبل الأمم المتحدة ضد اليهود المتطرفين.
وبدورها الأمم المتحدة قامت بإصدار القرار الأممي رقم(57) بتاريخ 18سبتمبر1948 تدين فيه الجريمة وتحمل اليهود المسؤولية، يلية القرار الأممي رقم (59) لنفس العام، مما جعل هاذين القرارين تُشخص الأبصار، وتُرفع يد المقاومة الفلسطينية، لتتاح الفرصة أمام اليهود لالتقاط انفاس جديدة واستجلاب مزيد من أبناء ديانتهم، والتموضع في الجغرافيا الفلسطينية وتوفير كلما يستلزمهم من مؤمن وسلاح وغيره.
ليتفاجأ العرب والفلسطينيين مؤخراً أن هذه القرارات ذهبت بعد سابقتها من القرارات الاممية السابقة، وانما اليهود ازدادوا عدة وعتاد واستعداد أكثر، مما كانوا عليه، والتي مكنتهم هذه المخادعة الأممية الى إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين.
ونفس السيناريو اليوم تكرره الأرثوذكسية اليهودية البريطانية (النظام العالمي) في احلال جماعة الحوثي في اليمن، لتحقيق هدف احتلال اليمن مجددا من قبلها، والذي قد كان شارف هذا المشروع على النجاح في احتلال اخر المحافظات اليمنية، لتصبح اليمن رابع دولة تسقط تحت الحكم الاستعماري الجديد، كما صرح أحد ادوات هذا المشروع من طهران المتزعمة لهذا المشروع الاستعماري الأرثوذكسي اليهودي البريطاني في البلدان العربية والإسلامية.
لكن عاصفة الحزم كانت بمثابة اول مقصلة عربية تضرب يد النظام العالمي، والذي لازالت هذه المقصلة تنحر هذا المشروع إلى اليوم ولاخيار أمامها إلا ببتر تلك اليد العابثة الاستعمارية الخبيثة من يمننا الحبيب.
وكعادة النظام العالم في مثل هكذا مواقف يستخدم اذرعه مجتمعة فاليد الاولى هي الأمم المتحدة تستخدم للمعمعة وتبطئة المعركة بذراع إنسانية ومحاولة إيجاد ووجود فرص سلام زائفة، واصدار قرارات تدين الحوثيين وتطالبهم بتسليم السلاح لاستعطاف واسترضاء الشارع اليمني والعربي وصناعة سراب الحلول الاممية، وباليد الأخرى تعمل على التقاط انفاس ادواتها ومرتزقتها على الأرض وايصال لهم الدعم، وتزويدهم بالخبراء والصواريخ والأسلحة المختلفة، وصناعة مشاكل وازمات للملكة العربية السعودية، منها ماهو عبر أنظمة تابعة الأرثوذكسية اليهودية المتمثل بالأزمة السياسية مع كندا، ومنها ماهو استهداف بريطاني مباشر مثل هيئة التحقيق البريطانية، ومنها ماهو عن طريق نصب الكمائن المخادعة كمقتل خاشقجي، والذي تم تصوير فيه الملك الاب والأمير الابن على أنهم مجرمي العصر لتلطخ اياديهم بدماء الأبرياء، لكن في حقيقة الأمر انهم أسطورة زمانهم ولن يوجد على اياديهم سوى بصمة قطع يد النظام العالمي الأرثوذكسي اليهودي في اليمن، وغيرها من المؤامرات التي تحاك ضد المملكة العربية السعودية، بهدف إضعاف المملكة وتشتيت جهودها لتصبح منشغلة بمشاكلها وازماتها الداخلية والخارجية وعاجزة عن مواصلة تدمير المشروع الاستعماري الجديد في اليمن، وتترك ادوات هذا المشروع المواصلة من حيث انتهوا.