في هذه الليلة القارس بردها والمظلم ليلها وعلى اطلال الجبال الشاهقة ذات المنحدرات الملتوية و الطابع المتعرج نقيم مأدبة عشاء متواضعة مع ابطال الجيش الوطني من ابناء اللواء ٢٠٣ في جبهة صرواح.
وجبة مكونة من قطع الجبن الصغيرة مع قليل من الحلوى إضافة الشاي الذي حضره لنا أحد الأبطال هنا بطريقته الخاصة ، والذي يعتبر اجمل مافي هذه المائدة لسخونته في صقيع البرد القارس في هذا المساء الفبرايري العظيم.
ذكرى فبراير كانت حاضرة وبقوة في حديثنا على هاذه المائدة وبدنا نرسترسل الحديث على رشفات من الشاي وقطع الكدم الممزوجه بالجبن والحلوى الباردة .
فتركز الحديث عن جمعة الكرامة وما تعرض له الثوار في جولة عصر وجوار التلفزيون وباب القاع وجولة سباء من اعتدات ممتالية على المسيرات السلمية ، وماتعرضت له ساحة الحرية بتعز من اعتداء من قبل الحرس العائلي لعفاشي وعمليات القنص والقتل الممنهج الذي كان يتعرض له الثوار في المسيرات من قبل فرق قناصة احمد وطارق عفاش .
والذي حاولوا اجهاض الثورة من اول لحظاتها ، واستمرو بمحاولاتهم الماكرة لإسقاط فبراير ، فأدخلو المليشيات الحوثية الإيرانية إلى صنعاء وقالو هيتلك معسكرات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقوات الأمن الخاصة ومخازن الأسلحة كلها فوجد الحوثي معهم ضالته وقضى حاجته وعاملهم بلطف واحسان حتى اكمل متعته ، وعندها لم يرى مكان مناسب لهم إلى الذبح والتجميد جوار كراتين الدجاج الفرنسي في الثلاجة.
لتفر بعدها بقية المسوخ العفاشية من العاصمة صنعاء باحثة عن عاشق جديد تمكنه من نفسها مقابل القضاء على الفبرايريون الأحرار ، متناسيين ما يعانية كبيرهم من انقطاعات الكهرباء المتواصلة عن ثلاجته ، وتراكم فوقه كراتين الدجاج والجبن والقشطة وغيرها من المواد الموضوعة للتجميد.
لكن هؤلاء الأبطال كما كانو أقوياء وعصيين من قبل سيضلو على عهدهم ولن ترو منهم الى قوة الرجال وبأس الأبطال ، يذوقوا العدو المر في ساحات الوغى ، ويصدرو التضحيات تلو التضحيات ، فدمائهم يروون بها ثراء الوطن ونفوسهم ترفرف في السماء ، وشعارهم بالروح بالدم نفديك يايمن.