كرم الله الإنسان على سائر المخلوقات وشرع الأحكام التي تكفل له حقوقه وتحفظ كرامته فقد حرم سفك دمه دون وجه حق ولأجل ذلك جعل وزر من قتل النفس كقتل الناس جميعا وإحياءها كإحياء الناس جميعاً وهذا أعلى مراتب التكريم للنفس البشرية.
يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من سبتمبر من كل عام بالرغم أن حقوق الإنسان متجذرة وراسخة منذ خلق الله آدم وهي في الحقيقة ليست وليدة يوم معلوم لكن ما يعطي هذا اليوم رونقاً خاصاً مميزا ًهو صدور الإعلان العالمي للإنسان وهنا يتبادر إلى الأذهان حجم الإنتهاكات الجسيمة التي ترتكب في مختلف بلدان العالم ومنها اليمن بالرغم من مرور سبعين عام على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مثل هذا اليوم العاشر من ديسمبر عام 1948م لكننا نبدو غير مقتنعين في إعمال تلك الحقوق وبعيدون كل البعد عن تطبيق العهود والصكوك الدولية بالرغم من الترحيب والتصديق والتوقيع عليها من معظم بلدان العالم التي تتصدر قائمة الدول في إنتهاكات حقوق الإنسان وكأن توقيعها كان من باب البروتوكولات الروتينية لا أكثر.
لقد شكل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عهدا جديداً للعالم أجمع بعد أن طحنته الحروب والصراعات وأبرزها الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية التي أوصلت الجميع إلى قناعة تامة بضرورة إحترام وصون الحريات العامة والحقوق الأساسية للإنسان مهما كان لونه أو جنسه أو عرقه أو دينه أو عقيدته.
إنه لمن المؤسف أن تمر اليوم الذكرى السبعون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما زلنا نعيش هذا الواقع الرديء والإنتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان بل تجريده من أبسط الحقوق خصوصاً في مجتمعاتنا العربية التي يفترض أن تكون نموذجاً يحتذى به في تطبيق العهود والمواثيق التي شرعها الدين الإسلامي قبل أن يملي علينا الغرب تطبيق حقوق الإنسان بإنتقائية كما يريد وبما يتفق مع مصالحه ولعل الإزدواجية والإنتقائية في تطبيق وإعمال حقوق الإنسان التي طفت إلى السطح مؤخراً خير شاهد على ذلك.