بعد أن خضعت ملكة سبأ غير مُكرهه لطلب سليمان ابن داوود في ترك الديانة الوثنية والدخول في الدين الجديد (اليهودية), حتى أصبح اليمن مجتمعا يهوديا خالصا تعاقب عليه كل ملوك سبأ وحمير من بعد.
حتى بدأت المسيحية في الانتشار وعلى يد الرومان ومساعدتهم مملكة إكسوم (إثيوبيا) وكانت اليمن من أوائل الأهداف لموقعها المهم جدا تجاريا.
لم يكن ليتحقق لهم غزو اليمن وأخذ ثرواتها إلا عن طريق الدين وهو الذي أثبت فعاليته مسبقا في الديانة اليهودية.
وبعد فشلهم عسكريا, قاموا بنشر المسيحية في سواحلها (طرق التجارة) وعندما علم الملك الحميري (اليهودي) يوسف أسار( ذونواس) بإزدياد أعدادهم شن حربا عليهم فهدم كنائسهم وبيوتهم وقتل أعدادا كبيرة منهم في ظفار يريم.
عند وفاة ملوك حمير ذوو البأس الشديد , لم يتبقى لنا سوى سيف بن ذي يزن آخر ملك حميري (يهودي) والذي طلب مساعدة الفرس في التصدي للمسيحيين, وكانت هي القاضية التي أخطأ بها السيف اليماني الأخير.
توفي سيف في ظروف غامضة قام على إثره تولية الفرس حكام لليمن في أولى خطوات الشتات وظهور نظريات متوردة غير نابعة من واقع اليمن وتاريخه الخاص الذي دُمر وتهدمت آثاره.
وهنا ضاعت اليمن مابين ديانتان لا تمثلان اليمن الحقيقي, تأكلان من ثرواتها وتقومان بهدم ما تصله يداهما من حضارة حمير وسبأ العملاقة..
حتى ضاع ماضينا العظيم تحت أقدام التطرف الديني الذي يُمثل باطنها الطمع المالي والسلطوي للدولة.
وجاء الإسلام فدخل فيه اليمنيين أفواجا لعله يأتي بحاكم يمني يعيد لليمن أمجاده...
وأن قام على هدم ما تبقى من كنائس ومعابد ومنها قصر غمدان الشهير الذي أمر عثمان بهدمه...
ولم يبقى من تاريخنا سوى معابد قليلة لا تخبرنا إلا بالذكر القليل لحضارات عملاقة تُذكر في آثار أقواما أخرى أكثر مما لدينا بسبب من كانوا ولاة أمرنا وقاموا على هدمها حقدا وخوفا وطمعا.
وهكذا كانت الأديان تقضي على ماقبلها من بناء وحضارة بحجة التنوير الجديد وهدم الأصنام والمجسمات. ولم تقم لليمن قائمة نتيجة هذا الشتات الذي مزق نسيجها الداخلي وتلاحم أبناءها.
وبعد أن تخلص من صراع الأديان من يهودية ومسيحية وزرادشتية فارسية, حتى دخل في عباءة حرب الطوائف الإسلامية.
مما سبق, يتضح لنا أن اليمن كانت يهودية خالصة, وأن مايرتديه اليهود في اليمن هو التراث الحميري القديم وقد استطاعوا الحفاظ عليه نتيجة عزلهم ومنعهم من الإنخراط في التعداد السكاني الجديد فلم يكن معهم سوى ما تبقى لهم من موروثات حميرية قديمة.
أما الستارة و(المصر الطالعي) الصنعانية, والشيدر والدروع العدنية وغيرها الكثير ماهي الا توريد ومنتجات فارسية, هندية ,حبشية ,إريتريه, عثمانية شاعت في اليمن بسبب طرق التجارة.
وإذا أردنا الحفاظ على هويتنا اليمنية الحقيقية وتراثنا النابع من تاريخنا فيجب الأهتمام على ماتبقى لنا من تراث لا يملكه حاليا سوى هود_اليمن ..