عاشت اليمن عهد طويل من قيام ونهاية ممالك ودويلات صغيرة , موازاة لما ما يحدث في العالم من اندثار حضارات قديمة وقيام جديدة وظهور القارة الأمريكية على الخريطة..
كما نعرف كانت سبأ وحمير وقتبان وغيرها من الممالك التي كانت تقضي على بعضها لغرض السيطرة ...
وكانت للأسف تقضي حتى على تراث وآثار من سبقوها للحفاظ على ديمومة بقاءها...
ولكن , كانت من اهم الخلافات التي بعثرت باليمنيين كثيرا , وجعلت منها ممالك ممزقة بسبب صراعاتها الداخلية هي الخلافات العقائدية التي تنهش في أرضنا وأرض الجزيرة العربية منذ القدم ...
في حين كانت اليهودية تكتسح العالم، بدأت المسيحية ونسفت التعايش بين البشر بسبب الدين الى جانب السلطة ..
وكانت اليمن تشهد نزاعا عصيبا في دياناتها من اليهودية ,والنصرانية الرومانية عن طريق عميلتها الحبشة, الى الزرادشتية الفارسية ...
وجاء الاسلام, وكانت اليمن من أوائل الشعوب التي دخلت بالاسلام كاملة, وأحبها محمد وأصحابه لذلك ,وكانت في مقام المعسكر الذي يعتمدون عليه في غزواتهم وجهادهم ..
اعتمادا على تاريخ اليمنيون القديم في الصراع والبناء وشدة البأس والوفاء لقاداتهم كيفما كانوا , قبائل ترحب بالموت والهلاك ولا ترضى بالهزيمة ..
وبسبب مصاهرة اليمنين من آل هاشم والذي ظهر حبهم الشديد للرسول ولعلي وآل بيته من يوم السقيفة .. وتولي أبوبكر خلافة المسلمين , ظهرت اولى نزاعاتنا العقائدية الحديثة حتى اليوم ...
استقبل اليمن المخدوع بكل قاداته على مر العصور , دينيون جدد الى أرضها وكان أولهم بن حوشب والخنفري الداعيتين الاسماعليتين من العراق والذي على أثرهما قدم الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم أحد احفاد الحسن بن علي ابن ابي طالب الى صعدة في 893 بعد الميلاد ...
ومن هذا التاريخ , ظهر الصراع الشيعي بين طائفتيه الزيدي والاسماعيلي من جهة , ومن جهة اخرى الصراع الزيدي مع اليمنيين انفسهم الذي لا يوالون علي واتباعه من جهه اخرى...
وعاشت على أرضنا صراعات تلو الصراعات ...
مارست فيه دولة الامويين والعباسيين ظهور ائمة وقيادات وطوائف بأسم الدين الجديد بنزاعات جديدة ..
وظهرت قصور وثقافات جديدة , وشُيدت المدن المبهرة كلا حسب قوته وبطش سيطرته وقتل أقرب الأقربون لضمان البقاء ...
وفي حين بدأ العالم الحديث في بناء نفسه ومحاولة السيطرة على الصراع الديني حينذاك ألذي اهلكها حين من الدهر ..
ظهرت الامبراطورية العثمانية لتأخذ اليمن الى منحى آخر تماما , ويتم على إثره قيام الدولة المتوكلية للأئمة في اليمن..
وكانت فرصتهم الأولى لحكم اليمن حكما ظاهرا مستقلا بذاته , مستغلين بذلك نسبهم وقاعدتهم الأولى في الحكم " الولاية" لبقاء حكمهم وعدم زواله ...
وانهيار كل الدول السابقة التي ظلت تحكم اليمن عن طريق عمالهم ووسطائهم ومن يأمرون بتوليته عليها ..
أعلنت اليمن استقلالها التام تحت حكم المملكة المتوكلية التي ما ان تسلمت الحكم حتى ظهرت حقيقتها في تهميش بقية اليمنيين وعزلهم عن العالم ...
وللحديث بقية...
*المقال خاص بـ "الموقع بوست"