رغم احتدام المعارك، بين السلطة الشرعية المدعومة بقوات التحالف، وبين الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية، وما يدور على الأرض اليمنية من نزاعات؛ فإن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بدور ايجابي ومحوري في مد المتضررين من الحرب بالكساء والدواء والغذاء؛ للتخفيف من معاناتهم المريرة، ونجاح هذه المهمة يؤكد حرص المملكة المستمر على إنقاذ اليمن وأهله من تسلط الانقلابيين.
ولعل من الملفت للنظر، أن تلك المساعدات الإنسانية تصل -إن لم تعرقلها أساليب الانقلابيين- إلى المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات المعتدية ولم تحرر بعد من قبضتهم، ووصول هذه المساعدات، رغم العراقيل وصعوبة المناخ اليمني الملبد بروائح الحرب، يدل على أهمية ما يقوم به المركز من أعمال كبرى في حالات الحرب تحديدا، وهي أهمية تنطلق في أساسها من الرسالة السامية التي تترجمها أعمال هذا المركز ومواقفه النبيلة.
ووصول تلك المساعدات إلى أبناء اليمن المتضررين من الحرب في مناطق الانقلابيين، يدل على نجاح مشهود لإنقاذ اليمنيين من براثن القوات الانقلابية، ومدهم بالمساعدات الضرورية؛ لمواجهة أزمتهم مع الميليشيات الانقلابية، وهذه مهمة تدل على أهمية الرسالة التي يقوم بها المركز في مثل هذه الحالة الصعبة التي يمر بها اليمن، فالمساعدات بكل أشكالها لأبناء الشعب اليمني تساعدهم -دون أدنى شك- على تحمل أعباء الأزمة التي يمرون بها.
ونجاح القوات الشرعية في استعادة مدينة وميناء المخا ضمن المناطق المحررة من اليمن، يرسم النهاية الوشيكة لاعتداءات الانقلابيين على الشرعية المنتخبة بإرادة وحرية اليمنيين، وهذا النصر المؤزر يضاف إلى انتصارات ساحقة يحققها الجيش الشرعي المدعوم بقوات التحالف من جانب، ويدل على الخزي والعار والخذلان الذي يمنى به الانقلابيون باستمرار من خلال هزائمهم المنكرة والمشهودة من جانب آخر.
ووقوف المملكة إلى جانب اليمن ومدها بالمساعدات اللامحدودة من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية هو واجب إسلامي تقوم به المملكة دون منة من أحد، وطالما وقفت المملكة مع اليمن في حالة السلم حيث مدته بالوسائل التي دفعت اقتصاده إلى الأمام، وقد ساهمت المملكة بإنفاذ عشرات المشروعات التي أدت إلى تحسن الأحوال الاقتصادية في اليمن، وها هي تقف إلى جانبه في حالة الحرب؛ ليحقق انتصاره على الانقلابيين عليه وعلى شرعيته المنتخبة.
لقد ثبت بما لا يقبل الشك أن وقوف المملكة إلى جانب الشرعية اليمنية مع أشقائها من الدول العربية يحول دون الهيمنة الإيرانية على اليمن، ويحول دون تدخل التنظيمات الإرهابية في مصير هذا القطر العربي، الذي تربطه بالمملكة وشائج قوية من العلاقات التي يصر البلدان على استمراريتها وديمومتها، رغم أنوف الانقلابيين ومن يقف خلفهم من أعداء اليمن وأهله، وهم جميعا لا يضمرون إلا الحقد والكراهية لهذا البلد، ويحولون دون تقدمه وازدهاره وتنميته، ويعرقلون الوصول إلى أمنه واستقراره.