هل أتاك حديث الإنتخابات الإيرانية؟. هنا في كندا نتابعها عبر وسائل الإعلام المرئية والورقية ونتابع التحليلات ونستلهم من كل هذا خطى ومسارات النجاح والإخفاق للمرشيحن.
ولقد كنت ولا زلت أشعر أن إيران تبحث عن مخرج لها ، بعد أن تورطت في تصدير الثورة وربت الجيش العقائدي- حرس الثورة- الذي وصفه الرئيس الحالي والمرشح -حسن روحاني- من أن عليه أن يلتفت الى التصنيع المدني والابحاث العلمية بدلا من حشد كل قوته وجبروته لتصنيع السلاح وتكديسه وللدفاع عن الأنظمة الحليفة.
وعن تصدير الثورات فلقد جربتها -مصر- عبد الناصر وجزائر بن - بيلا- وكذلك كوبا- كاسترو- بل وعلى راس هذه الدول كانت الصين وروسيا والأخيرة لم تتخل عن تصدير العقيدة الشيوعية الا بعد ان زالت هذه العقيدة وفنيت في عقر دارها - موسكو- .
وعن ايران فهي تعاني مرارات على كل الاصعدة. فهناك تململ كبير لدى الشباب، نتيجة الفرق الهائل في الثقافة ومفهوم الحريات، وتاثرهم الجلي في الغرب، وهناك شرائح كبيرة من المجتمع تعاني ويلات الفقر ونقص الخدمات وضعف البنية التحتية في المدن ، بل ان الشعب الإيراني بمجمله لا يعشق التطرف الديني ويبغض الصراع المذهبي وتصدير الثورات وموت شبابه في بلدان -قصّية- يدافعون فيها عن انظمة شبه قمعية.
غداً إيران - وغداً لناظره قريب- غداً سوف تحدد مساراتها وتنتخب رئيسها ، ولدي شعور بأن الرئيس الحالي -المعتدل- حسن روحاني من أنه سوف يحرز ألأنتصار الثاني له ، يسانده في ذلك شريحة الشباب والمعتدلين الذين يتوقون للخروج من عبائة - آيات الله العظمى- وتنفس الحرية والتنقل والسفر وسماع الأغاني بدلا من الأناشيد والعروض والمناحات الحسينية ، وعسكرة الحياة والوعي والمناهج الدراسية.
لو ان كوريا الشمالية بمساعدة الصين أثناء الحرب الكورية ، قيض لها أن تجتاح الشطرالجنوبي من كوريا . لكان الشعب الكوري الجنوبي اليوم منشغلا في حفر الأنفاق وبناء الترسانة النووية والوقوف في طوابير الجمعيات لشراء الزاد الشحيح والبكاء في مناحات شعبية كاسحة على الفقيد القائد - كيم أل سونج- لكن كوريا الجنوبية نجت من هذه الجائحة والطامة، فصنعت المعجزة الصناعية الكبرى خلال 30 سنة.
ايران اضاعت طريقها وهي تعيش وعثاء التدخلات والتصديرات لثورتها . لقد عجزت إيران عن توفير فولاذ سكك الحديد وفولاذ التسليح للبناء والتعمير ، بينما تخزن عشرات الألاف من الاطنان من الفولاذ في بناء الصواريخ العابرة وترسانات من المدرعات والدبابات والقذائف.فارهقت شعبها وقظّت العدوات مضاجعه.
نعم لقد شٌغلت ايران بتصدير الثورات والبحث عن حلفاء في أقاصي الأرض ،وكان جدير بها ان تشغل نفسها باهم حليف وهو- شعبها- الصابر المصابر . نعم لقد فشلت إيران في التصينع المدني وفي تصدير السيارات والهواتف الذكية والسجاد الاصفهاني وزراعة الفواكه والقمح والزهور وتصدير وروائع الزعفران. وبدلا عن ذلك كنزت البارود وكتب المذهبيات والقذائف.
لقد كلفوا الأيات ورجال الدين والحرس الثوري ، كلفوا الإيام ضد طباعاها ، ولقد تعبت أيران من عسكرة الحياة وتصدير الثورات، وصدق -روحاني- حين قال- أن من مهام الجيش الإيراني هو دعم الحكومة في المجالات الإنتاجية والإغاثة والتدريب والإعمار.