[ صورة تجمع الكاتب سالم الكتبي ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد ]
في مقال بصحيفة عبرية، أظهر كاتب ومحلل سياسي إماراتي مقرب من رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، تأييده لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي بمختلف أنواع الأسلحة والتي خلفت أكثر من 42 ألف بين قتيل وجريح غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وزعم سالم الكتبي وهو محلل سياسي ومرشح سابق للمجلس الوطني الاتحادي بالإمارات في تحليل نشرته صحيفة العبرية "إسرائيل هيوم" تحت عنوان "المشكلة الحقيقية في الشرق الأوسط" وترجمه للعربية "الموقع بوست" أن هذه الحرب ليست من أجل استئصال حركة "حماس" الذي سماها بـ "الإرهابية" وغيرها من التنظيمات الفلسطينية فقط، بل من أجل استئصال كل الميليشيات من الشرق الأوسط، وهي الصفة التي تطلقها دولة الإمارات على جماعة الإخوان المسلمين وكل المناوئين لمشاريعها وأجنداتها المشبوهة في المنطقة العربية.
وتابع "لم يكن العالم في حاجة إلى قيام جماعة الحوثي الإرهابية بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من اليمن باتجاه إسرائيل، ليدرك خطورة الميليشيات الإرهابية وما أحدثته من فوضى واضطرابات ناجمة عن هذه الظاهرة الكارثية، والتي يعد ما يحدث في غزة أحد آثارها".
كما زعم أن تدخل مليشيا الحوثي الإرهابية في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس هو خطة مدروسة مسبقا لنشر الفوضى وتوسيع نطاق الحرب وإنهاء كافة محاولات تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في المنطقة.
وقال إن الحوثيين يدركون أن صواريخهم وطائراتهم المسيرة غير قادرة على الوصول إلى أهدافهم في إسرائيل، سواء لأسباب عملياتية أو في ظل كثافة جدران الدفاع الصاروخي التي تنشرها إسرائيل والولايات المتحدة تحسبا لهذا السلوك المتوقع.
يواصل المحلل الإماراتي الذي طبعت بلاده مؤخرا مع الكيان المحتل تبريراته بالقول إن "المسألة ما هي إلا خطوة رمزية لاستدراج أطراف أخرى وتأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية ضد دولها وقادتها وحكوماتها".
وأردف الكتبي "ما يجري من جانب "حزب الله" اللبناني أو مليشيا "الحوثي" اليمنية لا يشكل دعماً للفلسطينيين بأي حال من الأحوال، فهناك تخطيط إيراني متقن ينفذه عملاء الإرهاب المخلصون بكل دقة. والسلاح. لإشعال الأوضاع في الشرق الأوسط تحسبا لتوسيع اتفاقيات السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب" حد قوله.
واشار إلى أن هناك عزلة إقليمية معينة للمشروع التوسعي الإيراني الذي لم يعد يجذب إلا عملاءه من الميليشيات والحركات والتنظيمات الطائفية التي تتاجر بدماء شعبها وقضاياه، سواء في لبنان أو اليمن. أو الأراضي الفلسطينية.
ولفت إلى إن سلوك ميليشيا "الحوثي"، وكذلك "حزب الله" اللبناني، يمثل خلطاً للأوراق في الشرق الأوسط. وقال "يدرك الجميع خطورة تدخل هاتين الميليشيتين الإرهابيتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحويل قضية سياسية وحقوقية عادلة ومشروعة إلى حرب دينية لا يريدها أحد في الشرق الأوسط".
بكل صفاقة يصور المحلل السياسي الإماراتي الصراع مع إسرائيل بأنه ليس دينياً كما تريده إيران وحلفاؤها، لكن إيران تدفع المنطقة والعالم إلى صراع ديني سيدفع فيه الجميع ثمنه أمنه واستقراره.
واستطرد "استخدمت إيران حزب الله الإرهابي في سوريا، وهي تستخدمه الآن في الصراع الدائر مع إسرائيل، ليس لدعم حركة حماس أو الفلسطينيين كما تروج وتدعي، بل في إطار صراعها الثنائي على النفوذ مع إسرائيل وإسرائيل. الولايات المتحدة" -حد زعمه- وهو صراع لا علاقة له بالحقوق الفلسطينية التي يتم استغلالها زورا في هذا الصراع من أجل استقطاب تعاطف الشعوب العربية والإسلامية.
وعن الحوثيين في اليمن يقول "أما مليشيا "الحوثيين" فقد دمرت الدولة اليمنية، والآن جاء دورها لنشر الفوضى والإرهاب إقليمياً".
وأضاف "نقولها بصراحة إن العالم صمت عن سلوك هذه الميليشيات الإرهابية، التي لا يقتصر تهديدها على إسرائيل، بل يهدد أمن العديد من الدول العربية، حيث سبق أن سقطت صواريخ الحوثي على أراضيها بعد تدميرها في اليمن. تصدت لها الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر".
يعود المحلل الإماراتي ويقول "إن تدخل الميليشيات الإرهابية الموالية لإيران، سواء كنا نقصد “الحوثيين” أو “حزب الله”، في صراع غزة يهدف إلى تحقيق هدف إيراني حيوي، وهو توسيع نطاق القتال ومحاولة إشراك أطراف إقليمية أخرى في هذا الأمر. الصراع، إذ من الصعب التأكد من أن الصراع سيبقى في دائرة ضيقة في ظل وجود اشتباكات".
ووفقا للكتبي فإن السيطرة على هذا الأمر مسألة غير مؤكدة العواقب، سواء في ظل استمرار خلط الأوراق، أو في ظل المحاولات المتوقعة لإغراء الآخرين عبر عمليات عسكرية مخططة بإحكام، أو بسبب آثار اتساع نطاق الصراع وضرورة من بعض الأطراف إلى التدخل لحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
واستطرد "هكذا يبقى الجميع سلبيين ومتفاعلين مع المخطط الإيراني الذي يتم تنفيذه بدقة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتنجر المنطقة بل والعالم أجمع إلى صراع إقليمي واسع قد يتحول في مرحلة ما ليشمل قوى كبرى، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".
إن المعضلة الحقيقية في الشرق الأوسط -حسب الكاتب الإماراتي- ليست في استئصال حركة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية فقط، بل في استئصال كل الميليشيات من الشرق الأوسط، لأن انتشار هذه الميليشيات يغري الآخرين بتقليد نماذجها، كما يقول.
وزعم أن بقائهم واستمرارهم، والدور الذي يلعبونه في أزمات المنطقة، يدفع قادة الحرس الثوري الإيراني إلى التمسك بنظريتهم القائمة على الحرب بالوكالة في عدة مناطق إقليمية، وضخ المزيد من أموال الشعب الإيراني وموارده إليها.
وختم الكتبي مقاله بالقول "لو كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اقترح تشكيل تحالف دولي على غرار التحالف الدولي الذي تم تشكيله لمحاربة داعش من أجل القضاء على حماس، لكان الأجدى أن تتوسع هذه الفكرة وتتعمق لتشمل الرد الدولي على الميليشيات المنتشرة في أنحاء البلاد. الشرق الأوسط برمته، وأن يكون هذا التحالف فعالا ودقيقا في تحديد أهدافه ومواجهة تهديد كافة الميليشيات".
وفي وقت سابق اليوم كشفت مصار مطلعة على سياسات دولة الإمارات، اعتزام الأخيرة الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على الرغم من الاستنكار الدولي إزاء ارتفاع حصيلة الحرب في غزة منذ فجر السابع من أكتوبر الماضي.
ونقلت وكالة رويترز عن المصادر قولها إن ابوظبي تأمل في أن يكون لها بعض التأثير المعتدل على الحملة الإسرائيلية مع حماية مصالحها الخاصة.
يشار إلى أن الإمارات أصبحت أبرز دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ 30 عامًا بموجب اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة في عام 2020. وقد مهد ذلك الطريق أمام الدول العربية الأخرى لإقامة علاقاتها الخاصة مع إسرائيل من خلال كسر المحرمات المتعلقة بتطبيع العلاقات دون إنشاء الدولة الفلسطينية.