[ صورة تجمع صالح والبيض لحظة التوقيع على إعلان الوحدة اليمنية ]
كشفت وثيقة للمخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) رفعت السرية عنها مؤخرا عن الصراع بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية في الجنوب قبل تحقق الوحدة اليمنية.
وحذرت الوثيقة التي رفعت السرية عنها في مطلع سبتمبر من العام 2011 والتي تعود لتاريخ ديسمبر 1986، من أعمال عدائية وشيكة في "جمهورية اليمن الديمقراطية".
وقالت الوثيقة التي ترجمها "الموقع بوست" إن التوتر زاد بشكل ملحوظ بين شمال وجنوب اليمن خلال الشهر الفائت أي نوفمبر من عام 86، وبلغت ذروتها في شمال اليمن بإسقاط طائرة واحدة على الأقل من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وأشارت إلى أن التوترات تعكس حالة إحباط رئيس اليمن الشمالي علي عبدالله صالح من عدم مرونة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بشأن المصالحة وقضية المنفى.
ولفتت الوثيقة إلى أن شمال اليمن المضيف غير المريح لآلاف المنفيين من جنوب اليمن الذين فروا من البلاد بعد انقلاب العام الفائت.
وأكدت أن العديد من هؤلاء المنفيين هم داعمو علي ناصر- رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية المطرود، ومن منفيي القوات المتمردة المتنامية في الشمال.
وتابعت "صالح يريد الحكومة الجديدة في جنوب اليمن بالوعد بعودة المنفيين الآمنة إلى الوطن، مع إعطاء مسؤولي الحكومة السابقين بعض الدور في الحكومة الجديدة".
وأردفت وثيقة الاستخبارات المركزية الأمريكية إن "التوتر في شمال اليمن تفاقم نتيجة للمشاكل الاقتصادية المتزايدة، وكذلك نتيجة شكاوى في الجيش، خاصة من ضحايا شمال اليمن في الحرب العراقية الإيرانية".
تشير الوثيقة أيضا إلى أن خطر الاشتباك الحدودي مرتفع، والنظام في عدن قلق للغاية بشأن ما يفعله صالح في "ألعابه" مع الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والمنفيين.
وزادت "من الواضح أن صالح يحاول استغلال منافسة القوى العظمى لصالحه، مستغلا تأثير الولايات المتحدة المتزايد لجذب مزيد من الخدمات من موسكو. فضلا عن ذلك، يدرك صالح الفيتو السعودي على الولايات المتحدة، وليس السوفيتية، في شمال اليمن، وبالتالي، من غير المرجح أن يعرض علاقته السوفييتية للخطر، ومع ذلك، فقد أدت التوترات بين شمال وجنوب اليمن بالتأكيد إلى تعقيد علاقات موسكو مع كلا البلدين".
وتوقعت الوثيقة حينها استجابة جنوب اليمن لاستفزازات المنفيين أو من شمال اليمن نفسه عبر تبني ازدياد في نشاطات الجبهة الوطنية الديمقراطية في شمال البلاد. وقالت "يبدو شمال اليمن أكثر قلقا على المدى القريب بشأن هجوم صاروخي سكود محتمل من الجنوب".
وبحسب التقرير فإن بعض المحللين المجتمعيين يعتقدون أن عدم الاستقرار المحتمل في شمال اليمن ربما يكون خطيرا على المدى القريب كمشاكل الحدود بين اليمن وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.