قال موقع "ناشونال إنترست" الأمريكي إن المملكة العربية السعودية التي تقود حربا في اليمن منذ سبع سنوات تبحث عن إستراتيجية خروج غير معروفة من تلك الحرب.
وأضاف الموقع -في تقرير أعده نيك دانبي، وهو ضابط مخابرات في البحرية الأمريكية، ترجمه للعربية "الموقع بوست"- أن الحرب الكارثية في اليمن، التي بدأت قبل ست سنوات، تحدت عظمة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وأجبرت مملكته على التسول من أجل الحصول على مخرج.
وبحسب التقرير، فإنه بعد ست سنوات لم تكن العملية في الوقت المناسب ولم تكن حاسمة. لا تزال الحكومة الرسمية غير منظمة وضعيفة. الرئيس هادي لا يزال منفيا في الرياض. ما زال الحوثيون غير مهزومين.
وتابع "مع دخول الصراع عامه السابع، تبحث الرياض عن طريقة لمناقشة السلام مع الحوثيين، وأسوأ شيء يمكن أن تفعله الرياض للخروج من الصراع هو التركيز فقط على منع انتصار الحوثيين في مأرب، إنها معركة لا يمكن للسعوديين الفوز بها".
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين مصممين على السيطرة على المدينة لأن ذلك سيسمح لهم بالسيطرة على شمال ووسط اليمن.
ولفت نيك دانبي إلى أن لدى الحوثيين وقتا غير محدود لغزو مأرب، على عكس السعوديين، الذين يواجهون ضغوطًا من مواطنيهم والتحالف والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب، ما يمكن الحوثيين من اللعب لكسب الوقت والفوز بشكل افتراضي.
وقال "بهذه الروح، بدأ المتمردون الحوثيون في عكس إستراتيجية الاستنزاف لفيتنام الشمالية ضد الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام". هكذا قال ترونج شينه، أحد الأيديولوجيين الرئيسيين في فيتنام، ذات مرة: "الوقت سيكون أفضل إستراتيجية لدينا، إذا كنا مصممين على متابعة حرب المقاومة حتى النهاية". بحلول عام 1968، بدأت الولايات المتحدة في الانسحاب من صراع لم يكن لديها أي مصلحة حيوية وراسخة فيه ولا فرصة للفوز به. من ناحية أخرى، لم يكن لدى العدو هدف آخر سوى كسب الحرب. في اليمن، يواجه السعوديون مأزقًا مشابهًا بشكل مخيف.
وتابع الموقع الأمريكي "إذا ركزت السعودية فقط على هزيمة الحوثيين في مأرب، فإنها إما ستخسر المدينة أو تخوض حالة من الجمود لفترة طويلة بحيث تعترف قيادتها بأنها تفتقر إلى طريق للنصر أو مصلحة إستراتيجية في استمرار الحرب".
واستدرك "في كلتا الحالتين، سيكون للحوثيين اليد العليا ويفترض أنهم سيرفضون التفاوض. لن يكون أمام الرياض خيار سوى الانسحاب وترك اليمن في حالة يرثى لها وتحت حكم الحوثيين".
وأردف "لا ينبغي للرياض أن تقبل الشروط المسبقة للحوثيين للمفاوضات"، مشيرا إلى أن التاريخ يظهر أن هذه المطالب خدعة.
وطرح الموقع الأمريكي خيارين أمام السعودية لجلب الحوثيين إلى طاولة المفاوضات والحرب: أولها "يمكنهم إعادة توزيع قوتهم البشرية وذخائرهم في مأرب على معاقل أخرى. سيسمح هذا للحوثيين بالسيطرة على مأرب، وهو هدف طويل الأمد لهم، وإجبارهم على الاعتراف بأنهم قد زادوا من مساحة الأراضي التي يمكنهم السيطرة عليها. اعترافًا بأن القتال من أجل مناطق التحالف المحمية جيدًا سيكلف كثيرًا ولن يغير ميزان القوى كثيرًا، فإن المتمردين سوف يستأنفون محادثات السلام.
ولفت إلى أن الخيار الثاني قد يغري السعوديون الحوثيين بالسعي وراء السلام من خلال حوافز خارج ساحة المعركة، يمكن للسعوديين أن يقللوا من "قدرتهم الإستراتيجية" تجاه الحوثيين من خلال خلق بيئة لم يعودوا فيها هم وتحالفهم يشكلون تهديدًا خطيرًا لأهداف الحوثيين السياسية.
وذكر ناشونال إنترست أنه "لإقناع الحوثيين بعدم رغبة السعوديين في مواصلة الحرب، يجب على واشنطن أن تحدد علنًا، وليس الإعلان فقط، عن خطتها لوقف الدعم العسكري الهجومي للسعودية".
ولفت إلى أنه يمكن لواشنطن أو الرياض، عبر محاور سري، أن تنقل لقيادة الحوثيين إمكانية الاعتراف بمركزهم المهيمن في اليمن وإضفاء الطابع الرسمي على اتفاق تقاسم السلطة السياسية خلال المفاوضات.
وختم الموقع الأمريكي تقريره بالقول إن المتمردين الحوثيين يعرفون أن انتصاراً عسكرياً شاملاً على السعودية أمر وهمي، إنهم لا يعارضون المفاوضات صراحة، لكنهم يبحثون عن الوقت المناسب لبدء الحديث.
* يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست