قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الهجوم على ميناء "رأس تنورة" شرقي المملكة العربية السعودية لم يأتِ من اليمن.
ونقلت الصحيفة في خبر لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" عن مستشار للمحكمة الملكية السعودية قوله إن "أصابع الاتهام تشير إلى إيران".
وأضاف المستشار السعودي أنه لم يكن واضحا ما إذا كان الأصل إيران أو العراق، لكنه لم يأت من اتجاه اليمن.
فيما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول عراقي لم تسمه قوله "إنه غير مدرك لأي صلة بين بلاده والهجوم، لم نحصل على رد لطلبنا من مسؤولين إيرانيين للتعليق".
وقال المتمردون الحوثيون، المدعومون من إيران، إنهم هاجموا ميناء نفط سعودي رئيسي على الخليج العربي بطائرات مسيرة وصواريخ أمس الأحد، لكن السلطات السعودية قالت إن الغارة لم تسفر عن إصابات أو أضرار، وفقا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وقالت وزارة الطاقة السعودية إن هجوما "قادما من البحر" استهدف خزانات نفطية في ميناء رأس تنورة، وفقا للصحيفة، وأدانت ما سمته "أعمال التخريب والعداء المتكررة" التي تستهدف إمدادات الطاقة إلى العالم.
ووفقا للصحيفة فإنه في أعقاب حادثة رأس تنورة، ظل الميناء يعمل كالمعتاد، بحسب عدة مصادر ملاحية لوول ستريت جورنال.
وقال مدير في وكالة شحن هناك فضل عدم ذكر اسمه إن "عمليات التحميل مستمرة بشكل طبيعي"، ولم يكن على علم بأي مركز توزيع يتعرض للقصف.
و"رأس تنورة" هو موقع أقدم وأكبر مصفاة نفط في أرامكو السعودية، وأكبر مرفق بحري لتحميل النفط في العالم. وبحسب الصحيفة، فإن المصفاة التي تبلغ طاقتها 550 ألف برميل يوميا، تقوم بتوريد أكثر من ربع إمدادات الوقود في المملكة.
وذكر البيان السعودي أن شظايا صاروخ باليستي، قال الحوثيون إنهم أطلقوه على أهداف عسكرية في الدمام القريبة، سقطت بالقرب من منطقة سكنية لأرامكو في الظهران المجاورة.
موظف لأرامكو يعيش في المنطقة قال لـ"وول ستريت جورنال" إنه رأى مقذوفين اعترضتهما الدفاعات الجوية السعودية، والتي تعتمد بشكل كبير على أنظمة مضادات باتريوت الأمريكية. كما أفاد مقيمون في المناطق القريبة أن نوافذ منازلهم اهتزت أو تحطمت من الانفجارات.
وأظهرت الصور المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي كتلا من الضوء في سماء المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، وسحب دخان أبيض وفي وقت لاحق.
وارتفعت أسعار النفط بعد افتتاح السوق مساء الأحد في نيويورك عقب الهجوم، كما أضاف خام برنت، مقياس أسعار النفط العالمية، أكثر من 2.5% وارتفع فوق 71 دولار للبرميل. فضلا عن أن الأسعار ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ مايو 2019، نظرا لارتفاع الطلب حيث أعيد فتح الاقتصاد العالمي من الإغلاق لوقف فيروس كوفيد19 وتقليص العرض في جميع أنحاء العالم، طبقا لما أوردته الصحيفة الأمريكية.
وفي عام 2019، أدى هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ بالستية على قلب صناعة النفط في السعودية إلى توقف نصف إنتاج المملكة من الخام مؤقتًا. وحينها أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجمات، لكن الولايات المتحدة قالت إن الهجوم انطلق من العراق أو إيران، اللتين نفتا الاتهامات.
لكن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن الجماعة استخدمت أمس الأحد 10 طائرات مسيرة وصاروخا باليستيا في هجوم على المنطقة الشرقية بالسعودية، فضلا عن أربع طائرات مسيرة وستة صواريخ استهدفت الجنوب السعودي في منطقتي عسير وجازان.
وصعد الحوثيون هجماتهم الجوية على السعودية عقب تنصيب الرئيس بايدن في يناير/ كانون الثاني، الذي تعهد بإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات في اليمن وإعادة ضبط علاقة واشنطن بالرياض.
وقالت إدارة بايدن إنها تريد إعادة الدخول في الاتفاق النووي لعام 2015 ثم التفاوض على اتفاقية أعمق وأوسع مع طهران تتناول أيضًا الموقف العسكري الإيراني وأنشطتها في الشرق الأوسط.
وتقود السعودية تحالفًا عسكريًا تدخل في الصراع في اليمن، والذي يواجه الآن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وقد دشن التحالف جولة جديدة من الضربات الجوية على العاصمة صنعاء في وقت سابق أمس الأحد، محذرا من أن استهداف المدنيين في السعودية "خط أحمر".
* يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا