كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن إرسال إيران طائرات بدون طيار مميتة إلى حلفائها في اليمن (جماعة الحوثي) مع اشتداد التوترات في الشرق الأوسط عبر البحر الأحمر.
وبحسب تقرير المجلة الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" فإنها اطلعت على صور وأكدها خبير يتابع الأنشطة الإيرانية في المنطقة تشير إلى وجود ذخائر إيرانية من طراز شاهد-136، وتسمى أيضًا "طائرات بدون طيار انتحارية"، منتشرة في محافظة الجوف شمال اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ونقلت المجلة الأمريكية عن الخبير قوله "لقد سلم الإيرانيون لوكلائهم الحوثيين في اليمن طائرات بدون طيار متطورة"، "إنهم ينشرون في الأمام أو يضعون هذه الطائرات بدون طيار من أجل شن هجوم ضد مجموعة متنوعة من الأهداف الموجودة في نطاقهم".
ولفت إلى أن المركبات الجوية غير المأهولة، أو الطائرات بدون طيار، هي أسلحة تم تقييم مدى فعاليتها من 2000 إلى 2200 كيلومتر، أو ما يقرب من 1240 إلى 1370 ميلًا ، مما يرسم نصف قطر هائل عبر المنطقة التي يُشتبه في وقوع هجوم محتمل فيها.
وقال الخبير: "ما يحاولون تحقيقه هو الإنكار المعقول، كما في قدرتهم على ضرب هدف أمريكي أو سعودي أو خليجي أو إسرائيلي ومن ثم تتبع الضربة إلى اليمن، على أمل إنكار ذلك ضد أي نوع من الانتقام".
وتأتي التطورات الأخيرة وسط تصعيد واضح في أنشطة البحر الأحمر، حيث كشف الجنرال الإيراني محمد حسين باقري، الأربعاء، أنه سيرسل سفنا حربية للقيام بدوريات.
وقال باقري "نحن مرة أخرى في منطقة البحر الأحمر حيث واجهت السفن التجارية للجمهورية الإسلامية بعض العدوان المحدود في الآونة الأخيرة"، "سننشر دوريتنا البحرية ونؤمن الأمن الكامل لأسطولنا النفطي والتجاري في ذلك البحر".
وكشف باقري عن سفينتين حربيتين جديدتين، قاذفة صواريخ زريه وحاملة مروحيات مكران، أعلن أن القوات الإيرانية لن تسمح لخصومها باستعراض عضلاتهم في مواجهة الجمهورية الإسلامية.
وتزامنت تصريحات الجنرال الإيراني مع مناورات بحرية في خليج عمان، تأتي في أعقاب تدريبات الطائرات بدون طيار الأسبوع الماضي التي تضمنت تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الجديدة والمتقدمة، بما في ذلك الذخائر.
تقول المجلة إن إسرائيل نقلت مؤخرًا بطاريات القبة الحديدية والدفاع الصاروخي باتريوت إلى منتجع إيلات جنوب البحر الأحمر، عبر قناة السويس، وفقًا لمقطع نشرته وكالة أسوشيتيد برس. وشنت إسرائيل أيضًا حملة من الضربات الجوية في سوريا، بما في ذلك مجموعة مكثفة بشكل خاص تم الإبلاغ عنها يوم الأربعاء، استهدفت قوات مشتبه بها مدعومة من إيران متهمة بإنشاء قواعد أمامية ونقل ذخائر كجزء من شبكة نفوذ تمتد من طهران إلى البحر المتوسط.
وأفادت التقارير أن غواصة إسرائيلية أبحرت من قناة السويس عبر البحر الأحمر الشهر الماضي في خطوة نادرة رافقت تطورات متوترة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم مشاة البحرية اللفتنانت كولونيل أنطون سيميلروث "لن نعلق على التقارير الاستخباراتية أو التكهنات مفتوحة المصدر، لكن ما يزال مصدر قلق هو أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة".
تضيف نيوزويك "واشنطن وطهران تدعمان القوى السياسية والعسكرية المتعارضة في جميع أنحاء المنطقة، وتعتبران وجود بعضهما البعض خبيثًا وحتى إرهابيًا"، لافتة إلى أن هذا التنافس في اليمن ساعد على إطالة أمد الصراع المميت الذي تفاقم بسبب انتشار المرض والمجاعة، مما خلف ما يزيد عن 250 ألف قتيل ولا يوجد حل واضح على الرغم من مطالبة الجانبين بإنهاء القتال.
فيما يتعلق باليمن على وجه التحديد نقلت المجلة عن سيميلروث قوله إن "الولايات المتحدة ملتزمة بتسوية سياسية تفاوضية بقيادة الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية والأزمة الإنسانية، والتي نعتقد أنها ستحقق المزيد من السلام والاستقرار في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية".
وأوضحت أن إدارة الرئيس دونالد ترامب اتخذت موقفًا متشددًا ضد طهران، وشنت حملة "ضغوط قصوى" تخلت عن الاتفاق النووي لعام 2015 وخنقت الاقتصاد الإيراني من خلال شل تجارتها الخارجية.
وذكرت أنه مع انتهاء ولاية الزعيم الأمريكي وسط اضطرابات سياسية غير مسبوقة في الداخل، سادت حالة من عدم اليقين حول الخليج الفارسي (العربي) ومحيطه قبل أن يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه الأسبوع المقبل، ومن المتوقع على نطاق واسع إعادة مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاقية النووية.
كما أشارت إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب استخدمت حق النقض ضد جهود الكونغرس لوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لدعم المجهود الحربي الذي تقوده السعودية.
ووفقا للتقرير فإن واشنطن لم تدخر جهدا في تأجيج نيران الحرب في اليمن، وجعلت الحرب مستمرة، وعرقلت كل طريق يؤدي إلى تسوية سياسية للازمة.
* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست