[ عناصر من مليشيات الانتقالي المدعوم إماراتيا ]
قال مركز كارنيغي للشرق الأوسط إن بعض أطراف الصراع في اليمن تستغل انشغال المجتمع الدولي بالوباء العالمي المستجد (كورونا) لإعادة فتح جبهات جديدة.
وأضاف المركز -في تقرير لها أعده الباحث اليمني أحمد ناجي وترجمه "الموقع بوست"- أن القتال بين الحكومة المدعومة من السعودية والمعترف بها دوليًا وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران والمجلس الإنتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، استمر بل وتصاعد في بعض الجبهات في الشهرين الماضيين على الرغم من وقف إطلاق النار المعلن عنه مؤخرًا.
وتابع "الأكثر إثارة للقلق هو أن جميع الأطراف تستخدم بالفعل الوباء كفرصة لدفع أجندتها الخاصة".
وبحسب تقرير كارنيغي فإن جماعة الحوثي أكدت مواصلة القتال رغم دعوات الأمم المتحدة وآخرين إلى وقف عالمي لإطلاق النار من أجل التفرغ لمواجهة فيروس كورونا. كما نشرت الجماعة ما سمته "رؤية شاملة لإنهاء العدوان"، حيث طرحوا العديد من الشروط القصوى.
يقول التقرير "قبل أسبوعين من إعلان هدنة السعودية، رحب الحوثيون والحكومة اليمنية بدعوة الأمم المتحدة لوقف عالمي لإطلاق النار. ولكن بعد وقت قصير من الإعلان عن بيانهم، شن الحوثيون هجومًا في عدة مناطق من محافظتي مأرب والجوف، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عسكرية كبيرة مع القوات الحكومية. كما أطلقوا صاروخين باليستيين على مدينتي الرياض وجازان السعوديتين، في أول هجوم للحوثيين داخل المملكة منذ الضربتين على المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر 2019. في المقابل، نفذ السعوديون غارات جوية متعددة على العاصمة اليمنية صنعاء. في مدينة الحديدة، اندلعت اشتباكات بين الحوثيين والقوات الحكومية. في غضون ذلك، تصاعدت التوترات في الجنوب بين القوات المدعومة من السعودية ومقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين وعدن.
وقال كارنيغي "ليس هناك ما يشير إلى أن الأطراف المتحاربة ملتزمة حقاً بتنفيذ وقف إطلاق النار حتى الآن، على الرغم من المشاورات "الافتراضية" لمبعوث الأمم المتحدة مع جميع الجهات الفاعلة".
وأضاف "كل طرف مقتنع بأن الحرب لا تزال غير مكتملة. لا أحد منهم على استعداد لمتابعة السلام قبل تحقيق أهدافه في زمن الحرب حتى عندما يكون تهديد فيروس كورونا على أبوابه".
وأردف "الأكثر إثارة للقلق أن بعض الفصائل تنظر إلى الوباء باعتباره فرصة لتجنيد المزيد من المقاتلين. على سبيل المثال، يذكر بعض نشطاء الحوثي في خطابهم الإعلامي أنه "من الأفضل أن يموت شهيدًا في المعارك البطولية بدلاً من الموت في المنزل بسبب فيروس كورونا"، ويقترحون أن "التواجد في جبهة القتال أكثر أمانًا من التعرض للخطر في المدن المزدحمة".
ولفت إلى أن جميع الأطراف تستخدم ذريعة تدابير الوقاية من الجائحة والاستجابة لها لكسب المال أو لدفع أهدافها، مشيرا إلى أنه في بعض المناطق، يستخدمون عذر الوقاية من الجائحة لابتزاز الأموال من المدنيين الذين يأملون في السماح لهم بالمرور عبر نقاط التفتيش المحلية.
وتطرق التقرير إلى نهب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المعدات الأساسية المتعلقة بفيروس كورونا التي أرسلتها منظمة الصحة العالمية في ميناء عدن لمنع الطاقم الطبي الحكومي من الوصول إليها.
وذكر كارنيغي أن المجلس الانتقالي يأمل من خلال إجبار المجتمع الدولي على التعامل مباشرة معه الحصول على اعتراف بحكمه الفعلي المستمر في عدن والذي يقاتل من أجل الحفاظ عليه منذ أغسطس الماضي.
يقول التقرير إن التصعيد الحالي خلال فترة فيروس كورونا يذكر بكارثة الكوليرا في السنوات الثلاث الماضية، وهي تجربة وضعتها الأطراف المتحاربة في الاعتبار. حتى مع تأثير هذا المرض شديد العدوى على أكثر من مليون شخص وتسبب في وفاة الآلاف، استمر القتال واستغل الفاعلون المسلحون الأزمة لجني الأموال من تدفقات المساعدات الدولية.
وقال إنه من المرجح أن تستخدم جميع الأطراف نفس النهج مع فيروس كورونا، مما يدل على عدم مبالاتهم تجاه الضحايا والفجوة بين اهتمامات المدنيين ومصالح الميليشيات.
وحسب التقرير فإنه مع دخول الحرب في اليمن عامها السادس، تبدو الآمال بالسلام بعيدة المنال وسيؤدي الفيروس إلى تفاقم الأزمة الإنسانية العميقة بالفعل.
واستطرد كارنيغي في تقريره أن الدبلوماسية الوبائية التي حاول مبعوث الأمم المتحدة استخدامها لجلب الجهات الفاعلة إلى طاولة المفاوضات لا تؤخذ على محمل الجد.
وخلص المركز في تقريره إلى أنه لا يمكن للوساطة الخارجية ولا للفيروس وقف هذه الحرب إذا لم تكن أي من الفصائل اليمنية على استعداد لإنهائها.
* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة