[ قاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ]
قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن دحر تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقراً يتطلب إصلاحا لمشاكل اليمن، لاسيما القضايا السياسية والاقتصادية.
وأضاف الموقع الأمريكي -في تقرير له ترجمه للعربية "الموقع بوست"- أنه في غياب الحكم القوي، سيجد الخارجون عن القانون بما في ذلك القاعدة أرضًا خصبة للارتقاء والبقاء على قيد الحياة، ولن تجعل غارات الطائرات بدون طيار وحدها اليمن دولة خالية من التطرف.
وأشار إلى أن مقتل الريمي الذي استهدف في وادي عابدة في محافظة مأرب اليمنية، شكل صفعة قاسية للتنظيم، مما أضاف إلى قائمة خسائرها على مدى السنوات العشر الماضية.
وقال "يبدو أنه انتصار كبير لكنه ليس علاجًا لتهديدات القاعدة المحتملة، مشيرا إلى أنه تم القيام بضربات أمريكية متعددة بطائرات بدون طيار لقتل قادة القاعدة لكن هذا لم يكن كافيًا للقضاء على الوجود الكامل للقاعدة في اليمن.
وتابع المونيتور في تقريره بالقول "إستراتيجية القتل كانت فعالة في اقتلاع الرؤوس لكن جذور المشكلة لا تزال قائمة".
ولفت إلى أن الريمي كان عضوًا مؤسسًا في القاعدة في جزيرة العرب وتزايد نفوذه في عام 2015 عندما تم إعلانه كرئيس جديد للمجموعة بعد مقتل سلفه. منذ ذلك الحين، كان الريمي العقل المدبر لعمليات القاعدة في اليمن التي مزقتها الحرب. لقد أضافت نشاطات القاعدة الخبيثة المزيد من المتاعب في المحنة التي شهدها اليمن على مدى السنوات الخمس الماضية.
وذكر أن الولايات المتحدة أجرت العديد من عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية في عام 2015. وكان أنور العولقي المولود في الولايات المتحدة هو أول زعيم رفيع المستوى للقاعدة يقتل على أرض اليمن في محافظة شبوة اليمنية. أصبح رجل دين بارز ومتحدث باسم القاعدة في جزيرة العرب ثم استهدفته غارة أمريكية بدون طيار في سبتمبر 2011.
وحسب التقرير "في عام 2013، أعلنت الحكومة اليمنية أن سعيد علي الشهري، مواطن سعودي، توفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها سابقًا في عملية أمريكية لمكافحة الإرهاب في اليمن. وكان للشهري حياة إرهابية طويلة. أصيب في غارة جوية في أفغانستان في عام 2001 وتم نقله إلى السجن الأمريكي في خليج جوانتانامو. بعد حبس دام خمس سنوات، أطلقت الولايات المتحدة سراحه في برنامج سعودي أنشئ لإقناع الجهاديين بالتخلي عن العنف والمشاركة في المجتمع. لكنه فر إلى اليمن وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على الإنترنت في أوائل عام 2009 أن الشهري هو نائب قائد المجموعة الجديد".
وتطرق التقرير إلى أنه في يونيو من عام 2011، أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أن زعيمه ناصر الوحيشي قد قتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في محافظة حضرموت باليمن. كان له تأثير كبير في المجموعة وكان مساعد شخصي سابق لأسامة بن لادن. عند إعلان نبأ وفاته، أسرع التنظيم في الكشف عن خليفته الريمي، الذي قابل المصير نفسه مؤخرًا حيث تعرض لهجوم أمريكي بدون طيار في اليمن.
يقول التقرير إن الخسائر المتتالية للقاعدة في اليمن أدت إلى إضعاف المجموعة ويبدو أنها في هذه الأيام في أضعف مراحلها، وفقًا للمراقبين.
ونقل "المونيتور" عن الباحث اليمني نبيل البكيري قوله "إن القاعدة في اليمن تعيش لحظة موتها لفترة طويلة بالنظر إلى حقيقة أن العديد من الشخصيات البارزة قد تم القضاء عليها. وفاة الريمي ستسهم في إضعاف القاعدة أكثر. إنه كسوف القاعدة".
وأضاف البكيري: "لقد بالغ الإعلام في الحجم الحالي للقاعدة في اليمن وصورت اليمن كملاذ آمن للقاعدة. ومع ذلك، فقد أثبت الوقت أن القاعدة أضعف بكثير. ما زلنا نتذكر كيف سلمت القاعدة مدينة المكلا إلى ما يسمى قوات التحالف العربي في اليمن في عام 2016". في أبريل 2016، انسحب نشطاء القاعدة من المكلا في محافظة حضرموت بعد جهود الوساطة التي قام بها رجال الدين.
في حين أن غارات الطائرات بدون طيار قد تسببت في خسائر فادحة للقاعدة، فإن مقاربة القتل هذه ليست طريقة ناجحة للتخلص من الجماعة إلى الأبد، وفقًا للمراقبين.
وخلص التقرير إلى أن ضربات الطائرات بدون طيار لن تقضي على القاعدة. في الآونة الأخيرة، قتلت غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار بعض قادة القاعدة.
وقال عادل دشيلة، باحث وكاتب يمني، لـ"المونيتور": "هذا لا يكفي. يجب على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إيجاد طرق أخرى لمواجهة تنظيم القاعدة".
وأشار إلى أنه "يتعين على المجتمع الدولي دعم الشعب اليمني من خلال حل النزاع الداخلي والمساعدة في تنفيذ انتقال ديمقراطي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني وإنهاء الانقلاب العسكري الحوثي ووقف الصراع بالوكالة الإقليمية في اليمن. ثم يمكنهم القضاء على القاعدة في اليمن".
ووفقًا لدشيلة، أدى الصراع الحالي في اليمن إلى صعود تنظيم القاعدة في بعض مناطق جنوب اليمن وشرقه مما مكنها من استغلال الصراع المستمر ونشر أيديولوجيتها الراديكالية بين رجال القبائل وفي المناطق القبلية.
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، فإن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ضعيفة ولا يمكنها محاربة المليشيات الطائفية الحوثية والمليشيات الانفصالية والقاعدة".
وقال دشيلة إن جميع الشركاء الذين يكافحون الإرهاب يجب أن يعالجوا جوهر المشكلة.
وأردف: "يجب عليهم إيجاد وظائف للشباب وحل مشاكل البطالة والفقر وتنفيذ مصالحة وطنية حقيقية في اليمن".
* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست