[ طهران منزعجة من اتفاق الرياض ]
قال موقع المونيتور الأمريكي إن معارضة إيران الشديدة لاتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، نابع من مخاوف طهران حول تأثير الصفقة على توازن القوى في اليمن والمخاوف بشأن تصاعد التوترات مع المملكة العربية السعودية.
وبحسب تقرير الموقع الأمريكي الذي أعده الكاتب صموئيل راماني وترجمه للعربية "الموقع بوست"، فإن إيران ترغب في إبقاء السعودية متورطة في اليمن ومنع الرياض من إبرام اتفاق سلام بشروطها، ويمكن لطهران توسيع دعمها للحوثيين ومحاولة زيادة مكانتها كصاحب مصلحة دبلوماسية في اليمن.
يقول التقرير "رغم أن اتفاق الرياض حظي بالثناء من المجتمع الدولي لمنع حرب أهلية طويلة في جنوب اليمن، تنظر إيران إلى استعادة الوحدة داخل التحالف الذي تقوده السعودية كتطور سلبي".
ونقل الموقع عن علي أحمدي، المحلل الجيوسياسي في طهران، أن إيران تعتبر اتفاق الرياض "ليس خطوة نحو السلام" وإنما مجرد "إعادة تنظيم للقوات على جانب واحد من النزاع".
وأضاف أحمدي أن إيران تعتبر الصراع في اليمن "حرب عدوان غير شرعية سببها التوسّع الطائفي السعودي السني"، ويرى أن "الاحتكاك بين هذه القوات خطوة إيجابية نحو انسحابها في نهاية المطاف".
كما نقل المونيتور عن ميسم بهرفيش، محلل استخبارات إيراني سابق وأكاديمي بجامعة لوند بالسويد، قوله "رفض إيران القوي لاتفاق الرياض مدفوع بتصوراتها حول تورط السعودية والولايات المتحدة في احتجاجات العراق ولبنان".
وتابع التقرير أن الجهود الدبلوماسية في اليمن، ترسل إيران إشارة إلى الرياض بأنها تعتبر اليمن بمثابة وسيلة للرد على جهود المملكة العربية السعودية لاحتواء إيران.
وذكر التقرير أن إيران ترغب في إبقاء السعودية متورطة في اليمن ومنع الرياض من إبرام اتفاق سلام بشروطها، ويمكن لطهران توسيع دعمها للحوثيين ومحاولة زيادة مكانتها كصاحب مصلحة دبلوماسية في اليمن.
ووفقا للمونيتور فإنه على الرغم من أن الحوثيين يشاركون في مفاوضات مع المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، إلا أن التوترات بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية استمرت في الاشتعال.
فاطمة الأعصر، وهي خبيرة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط، قالت للمونيتور إن بإمكان إيران تشجيع الحوثيين على التوسع في جنوب اليمن من أجل "تقويض دور المملكة كوسيط". وقد شرح الإسرار هذا السيناريو المحتمل بقوله "إيران والحوثيون لديهم ثمن منخفض يدفعونه في المناطق اليمنية المزعزعة للاستقرار ، "بسبب عدم وجود رقابة وسائل الإعلام الدولية على هذه الأعمال.
وأردف التقرير "يمكن لاتفاق الرياض أن يدفع إيران إلى تكثيف جهودها لتظهر كصاحب مصلحة دبلوماسية بارزة في عملية السلام في اليمن"، لافتا إلى أن تصريحات أخيرة لكبار المسؤولين الإيرانيين تكشف عن رغبة إيران في توسيع مشاركتها في مفاوضات السلام اليمنية.
في الثالث عشر من أكتوبر، جادل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأن تنفيذ خطة إيران من أربع نقاط للسلام يمكن أن ينهي الحرب في اليمن. في 16 أكتوبر، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن طهران ستكون مستعدة للتوسط في اليمن، إذا قبلت السعودية بحل سياسي للصراع، حسب التقرير.
وأوضح المونيتور أن هذه التقييمات الواثقة لتأثير إيران المحتمل على عملية السلام في اليمن تعكس جهود طهران لإقناع المجتمع الدولي بأنها يمكن أن تلعب دوراً بناءً في اليمن.
في أغسطس / آب، استضافت وزارة الخارجية الإيرانية اجتماعًا في طهران مع الحوثيين وممثلين عن الاتحاد الأوروبي من الفئة E4 (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا) ناقشوا الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن. في سبتمبر ، كشفت إيران عن خطتها الأمنية "التحالف من أجل الأمل" في الخليج، والتي أظهرت التزامها المتزايد بالحفاظ على الأمن الجماعي الإقليمي ، وأكدت طهران على أهمية إنهاء الحرب في اليمن من أجل الاستقرار في الخليج الفارسي.
يقول المونيتور "على الرغم من تصريحات النوايا هذه، تظل إيران غامضة بشأن رؤيتها لمستقبل اليمن بعد الصراع".
يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست