[ بعد التوترات الإقليمية ومضيق هرمز.. السعودية تسعى لتأمين النفط عبر المهرة اليمنية ]
قالت صحيفة ناشيونال إنترست الأمريكية إن حرب المملكة العربية السعودية في اليمن مدفوعة بمخاوف إمدادات النفط وتسليمه.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمه "الموقع بوست" أن التوترات الإقليمية مع إيران ومضيق هرمز جعلت نحو 30 في المئة من إمدادات النفط العالمي مهددة.
وبحسب التقرير الذي أعده الكاتب آشر أوركابي وهو باحث مشارك في معهد "ترانس ريجنل" التابع لجامعة برينستون، فإن التوترات مع إيران وعدم اليقين المحيط بموثوقية هرمز كممر لإمداد النفط السعودي أدت إلى زيادة الضغط على الرياض للبحث عن بدائل للتسليم.
ووفقا للتقرير، فإنه بعد التوترات الإقليمية مع إيران ومضيق هرمز، وغارات الطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين والتي استهدفت معمل شركة أرامكو، كان آخرها في سبتمبر، على حقول النفط السعودية، فإن المملكة تسعى لإيجاد بديل لتأمين إمدادات النفط عبر الأراضي اليمنية في محافظة المهرة شرقي اليمن.
تقول الصحيفة "في الرد على الهجوم الأخير على الأراضي السعودية من قبل الحوثيين، من المفيد أن ننظر ليس فقط إلى العقد الأخير من الصراع على طول الحدود بين اليمن والمملكة ولكن في المرة الأخيرة التي تعرضت فيها السعودية للتهديد الجوي وعمليات التسلل البري عبر الحدود في اليمن.
تضيف "ستصبح مسألة الحفاظ على منشآت النفط وأنظمة الإمداد دون انقطاع والآمنة أكثر أهمية مع استمرار المملكة العربية السعودية في إنشاء خط أنابيب عبر المهرة".
وأِشارت إلى أن بناء خط الأنابيب عبر المهرة وميناء نشطون على ساحل اليمن الجنوبي سيكون تتويجا لعقدين من المفاوضات السعودية والجهود الدبلوماسية، لافتة إلى أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح رفض منح السعودية السيادة على الممر الإقليمي المطلوب لبناء ومراقبة هذا الخط.
وأردفت الصحيفة أن "اندلاع الحرب الأهلية في اليمن عام 2014 أدت لفرصة فريدة للسعوديين لدعم وتنمية إدارة يمنية جديدة توافق في النهاية على استئجار الأرض اللازمة لبناء خط الأنابيب عبر المهرة".
وتابعت "رغم أن الحرب الأهلية لم تستمر كما هو مخطط لها في البداية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يظل في الرياض ويدين ببقائه السياسي إلى المملكة، مما يعني أنه لن يكون في أي مكان لردع خطط إنشاء خط أنابيب وميناء سعوديين".
وأشارت إلى أن السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، زار محافظة المهرة في يونيو 2018 بصفته المشرف العام على برنامج إعادة الإعمار السعودي في اليمن، بعد دراسات الجدوى التي أجرتها شركة أرامكو السعودية. على الرغم من أنها منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة نسبيًا، إلا أن المهرة لا تزال تشكل تهديداً محتملاً لخط أنابيب النفط المخطط في المملكة العربية السعودية.
وقالت إن هجوم سبتمبر على منشآت إنتاج النفط في بقيق كانت بمثابة جرس إنذار لوزارة الطاقة السعودية.
وذكرت أن المملكة دخلت هذا الصراع في اليمن سعياً وراء بديل لمضيق هرمز وخلق عن غير قصد تهديداً أمنياً جديداً للمنشآت النفطية.
في حال إذا كان خط أنابيب النفط في المهرة سيصبح حقيقة -حسب الصحيفة الأمريكية- فإن قوات الأمن السعودية سترث مئات الأميال من أهداف الطائرات بدون طيار المحتملة التي تمر عبر أراضٍ معادية محتملة.
وأستدرك التقرير "ستكون مدفوعات الإيجار في شكل رشاوى لزعماء القبائل المحليين، باهظة الثمن، وكذلك تكاليف الإمداد لرصد المجال الجوي المحيط بخط الأنابيب"، لافتة إلى أن المسؤولية النهائية عن تأمين خط الأنابيب هذا والمنشآت النفطية الأخرى ستقع على عاتق المملكة العربية السعودية.
* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست