[ أطفال يمنيون يواصلون تعليمهم في مدرسة تعرضت لقصف بطيران التحالف العربي ]
قالت صحيفة "بوسطن غلوب" الأمريكية إن تواطؤ الولايات المتحدة في الحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية على اليمن سيكون جزءاً من إرث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضافت بوسطن غلوب في تقرير لها أعده الكاتب ستيفن كينزر وهو زميل أقدم في معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، أن "مقاولي الدفاع الأمريكيين يوفرون بموجب ترخيص من إدارة ترامب، الأدوات الأساسية التي تشن بها هذه الحرب".
ووفقا لتقرير الصحيفة الذي ترجمه "الموقع بوست" فإن الصواريخ التي تدمر القرى اليمنية هي أمريكية الصنع، الطائرات الأمريكية تزود الطائرات السعودية بالوقود في الجو، المستشارون الأمريكيون يساعدون السعوديين في تحديد الأهداف.
وقالت الصحيفة "قد يعزى الكثير من الفوضى في عالم اليوم إلى القرارات الكارثية التي اتخذها رؤساء الولايات المتحدة".
وتابعت "جيمي كارتر وقع في حرب لا داعي لها في أفغانستان. كثف رونالد ريغان تلك الحرب وعزز الصراع بين الأشقاء في أمريكا الوسطى. لقد قصف بيل كلينتون يوغوسلافيا ودفع بتهور قوات الناتو إلى حدود روسيا. جورج دبليو بوش غزا العراق. لقد دمر باراك أوباما ليبيا وأسقط عشرات الآلاف من القنابل على سوريا".
وأردفت "حتى الآن، أثبت دونالد ترامب أنه أقل انجذاباً للحرب من أي منهم. ومع ذلك فهو يحمل بالفعل صورة لا تمحى تضعه في نفس فئة أسلافه الملطخين بالدماء. حتى لو أنهى فترة رئاسته دون إرسال قوات أمريكية إلى القتال، فإن التاريخ لن يغفر دعمه للحرب السعودية المستمرة ضد اليمن".
واستطردت "قد تعتقد المملكة العربية السعودية، واحدة من أغنى دول العالم، أن لديها سببا وجيها لقصف اليمن التي تعتبر واحدة من أفقر الدول". من خلال حساباتهه -تقول بوسطن غلوب- يبدو أن الدمار الذي أصاب اليمن والذي شمل قتل 100 ألف شخص وتفجير ما تسميه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، يعتبر أمرا منطقيا.
ووفقا للصحيفة، فإن هذه الحسابات خاطئة بشكل كبير لكن الولايات المتحدة ليس لديها القوة المعنوية أو السياسية لإجبار الدول الأخرى على أن تكون جيدة. مع ذلك، يمكن اختيار عدم التواطؤ. لكن من خلال رفضه القيام بذلك جعل ترامب الولايات المتحدة طرفًا متعاونًا في حرب اليمن.
وبحسب التقرير، فإن الرئيس ترامب يفضل السعوديين بشكل رئيسي لأنهم يعدون بإنفاق مليارات الدولارات لشراء الأسلحة الأمريكية ولا يبدو أنه يهتم بكيفية استخدامهم لتلك الأسلحة. لكن مستشاريه الرئيسيين لديهم دوافع مختلفة. إنهم يهتمون قليلاً بالمملكة العربية السعودية وحتى باليمن. بالنسبة لهم، هذه الحرب لها غرض أكبر حيث إنها جزء من الحملة التي يرأسونها ضد الدولة الشرق أوسطية التي يكرهونها بشدة وهي إيران. إنهم يرون أن إيران مذنبة كبيرة لأنها تقاوم القوة الأمريكية. المجموعة التي تقصفها الطائرات السعودية في اليمن هم الحوثيون، اللذين لديهم تعاطف مع إيران لذلك يرى مستشارو ترامب قتل الحوثيين كوسيلة لإيذاء إيران.
وخلص التقرير أنه حتى إذا لم تستطع الولايات المتحدة إيقاف الحروب، فيمكننا الامتناع عن شنها أو تأجيجها، خاصة تلك التي لا تخدم مصلحة أمريكية.
* يمكن الرجوع إلى المادة في موقعها الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست