[ الدبلوماسي الأمريكي نبيل خوري ]
دعا الدبلوماسي السابق في السفارة الأمريكية بصنعاء نبيل خوري واشنطن إلى تغيير سياستها الخارجية تجاه اليمن الذي يشهد حربا منذ أربعة أعوام بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية وجماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وبحسب المقال الذي نشره خوري في موقع "ذا هيل" الإمريكي وترجمه للعربية "الموقع بوست"، فإن مجال الديمقراطية لعام 2020 يعج بأفكار جيدة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لواشنطن.
وأضاف: "يبدو أن معظمهم يتفقون على أن القيادة الأخلاقية الأمريكية كانت غير موجودة فإن هناك أغلبية من الحزبين تقف وراء التذرع بقرار سلطات الحرب لعام 1973 للتحقق من قدرة الرئيس دونالد ترامب على دفع الأمة إلى الحرب دون تشاور أو موافقة الكونغرس".
وأشار إلى أنه لم يتم تقديم رؤية عالمية متماسكة للسياسة الخارجية مع إستراتيجية مصاحبة -شيء تفتقر إليه إدارة ترامب- من قبل أي شخص يترشح حاليًا لأعلى منصب في البلاد.
وتوقع خوري الذي عمل سابقا في منصب نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية بصنعاء وتقاعد في العام 2013 أن تكون اليمن أساس سياسة خارجية أمريكية جديدة وتتمحور في كيف أن تأخذ زمام المبادرة في إنهاء الحرب الكارثية في اليمن مع إعادة هيكلة العلاقات مع المملكة العربية السعودية مع الضغط على زر إعادة الضبط على السياسة الإيرانية لإعادة وضعها على مسار بناء.
وقال: "إذا كانت الحرب اليمنية لا تزال محتدمة في عام 2020 كما توضح المؤشرات، يجب على الإدارة الجديدة الالتزام بإنهائها".
وأضاف: "ستبدأ الخطوة الأولى بإعلان البيت الأبيض بأن هذه هي الأولوية العليا للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، يجب على المبعوث الخاص مع فريق من الخبراء من مختلف وكالات السياسة الخارجية والأمن تنفيذ هذه الأولوية".
وتابع: "سيتم تمكين هذا الفريق للتعامل مع الجوانب الوطنية والإقليمية والدولية للنزاع اليمني، حيث إن المشكلة لم تعد لفترة طويلة مجرد صراع داخلي على السلطة". وقال "لا ينبغي لهذا الفريق أن يحل محل ما يفعله مبعوث الأمم المتحدة بل عليه أن يكمله".
ولفت إلى أن المبعوث الحالي، مارتن غريفيث، يعمل بلا كلل على الفصل بين القوات حول الجبهات المختلفة حيث تم خوضها في المعركة بدءاً من ميناء مدينة الحديدة حيث تم منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المحتاجين إليها في جميع أنحاء البلاد.
وأردف: "يجب اتخاذ قرارات كبيرة وواضحة في عواصم إقليمية ودولية تعتبر مشاركة في تأجيج الحرب، مما سيتسبب في وقف الحرب من مناطق أخرى".
واستدرك: "على جانب الحكومة اليمنية تمول المملكة العربية السعودية وتسيطر على القوات المسلحة اليمنية الرسمية (الفصيل الموالي للرئيس هادي)، بالإضافة إلى القوات التي حشدها حزب الإصلاح (بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين في اليمن)، أضف إلى هذا الجانب قوات المرتزقة المتنوعة المستوردة من بلدان أخرى مثل السودان على سبيل المثال".
وأشار إلى أن الإمارات بدورها تقوم بتمويل وتسيير معظم القوات الجنوبية مثل المجلس الانتقالي الجنوبي والحزام الأمني وقوات النخبة، جنباً إلى جنب مع قوات المرتزقة المتنوعة ومعظمهم يتم التعاقد معهم عبر عقود مع شركات عالمية متخصصة في الخدمات الأمنية.
يقول الكاتب نبيل خوري: "على الرغم من تعقيد المشهد العسكري في اليمن ومع مراعاة أنه ليس متجانساً ولا متناغماً، فإن المفاتيح لا تزال إلى حد كبير مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".
ويضيف: "يجب أن ينجح مزيج من المماطلة وقطع الأموال من قبل التحالف العربي في جعل الأسلحة تتوقف وتوضع جانباً، على الأقل كخطوة أولية، ويجب على الولايات المتحدة من جانبها أن تستخدم نفس التكتيكات مع السعودية والإمارات مع إقناعمها بأن الولايات المتحدة ستعمل على مساعدتهما فيما يتعلق بوقف أي هجمات مباشرة عليهما، وذلك عن طريق حجب الدعم اللوجستي وغيره من أشكال الدعم التي سمحت حتى الآن للتحالف للقتال دون عقاب".
على الجانب الحوثي، يشير الكاتب أن القوة القتالية أقل تعقيدًا وأغلبها تستجيب لأوامر قادتها في هذه الحالة، لافتا إلى أن القوى الإقليمية ذات الصلة بالحوثيين هي إيران وحزب الله اللبناني ولكنهم يعتبرون المؤثرين وليس مزودين للحوثيين.
وقال: "هنا تكمن الفرصة مع إيران، حيث يمكن لطريقة دبلوماسية أن تقنعها بالضغط على الحوثيين لقبول خطة معقولة للسلام".
يمضي الكاتب خوري بالقول: "صحيح أن حزب الله هو الذي يوفر الخبرة الفنية والمشورة الإستراتيجية الأكثر تأثيراً مع الحوثيين ولكن يتم ذلك بالتوافق والتنسيق الكاملين مع إيران".
وعن التوترات الإقليمية بين الرياض وطهران قال خوري: "ستكون الدبلوماسية الأمريكية لتخفيف الحرب الباردة بين طهران والرياض إلى جانب العودة إلى الاتفاق النووي نقطة انطلاق ممتازة للتوصل إلى اتفاق سلام في اليمن، ولتخفيف أوسع للتوترات حول مجموعة من القضايا الإقليمية.
وقال: "قد يتم جلب روسيا أيضًا وإن كان ذلك بعناية فائقة وبشكل ملموس بالنظر إلى الدراما التي لا تزال تتكشف عن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية"، مشيرا إلى أن روسيا تتمتع بالحد الأدنى من العلاقات في اليمن ولكن يمكنها استخدام اتصالاتها مع بعض قادة جنوب اليمن للمساعدة في منع رغبتهم في الانفصال من عرقلة كل السلام في اليمن.
واستطرد أن "الحصول على موقف حميد من موسكو على الأقل من شأنه أن يقلل إلى الحد الأدنى من إمكانية استخدامهم لمقعدهم في مجلس الأمن الدولي لعرقلة عجلة السلام".
* يمكن الرجوع إلى المادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست