[ مقاتلون أمام عربات عسكرية مقدمة من الإمارات ]
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن حرب اليمن هي بؤرة محتملة لعودة ظهور تنظيم القاعدة الذي تعتبره الإدارة الأمريكية أخطر فروع القاعدة على مستوى العالم، مؤكدة أن التنظيم لايزال مرنا وأقوى من الدولة الإسلامية المتنافسة في دول منها اليمن والصومال.
وكشفت الصحيفة في تقرير لها - ترجمه الموقع بوست - أن لدى القاعدة ما بين 4000 و 7000 مقاتل في اليمن، كما يقول الخبراء حول نفس العدد قبل الإطاحة بها من المكلا.
وقالت الصحيفة إن امتياز المجموعة المتطرفة الذي يركز بشكل كبير على مهاجمة الغرب يستفيد من الدمار الإنساني والاقتصادي للصراع الذي تدعمه السعودية في اليمن.
وتضيف: بعد قرابة عامين من طردها من معقلها في اليمن، ترسخت واحدة من أخطر الامتيازات في تنظيم القاعدة في المناطق النائية من اليمن، حيث تخلق الحرب المدمرة الظروف لعودتها.
اقرأ أيضا: بلومبيرج: حرب السعودية والإمارات مستمرة في اليمن بمساعدة الحلفاء الجهاديين
وتشير الصحيفة إلى أن السكان المحليين في المكلا عاصمة محافظة حضرموت بدؤوا في التعبير عن الحنين إلى الجماعة المتطرفة التي حكمت المكلا وأطيح بها في العام 2016م من قبل قوات تدعمها الإمارات، لكن تواجد الإمارات أدى إلى توقف التطور وأثار أزمة اقتصادية، واشتبكت الشرطة في المكلا مؤخرا مع متظاهرين ضد الأوضاع السيئة في ظل الحكومة اليمنية الموالية للحكومة.
وقال سالم سعيد (33 عاماً) وهو من سكان المكلا الذين شاركوا في الاحتجاجات: "تدهور الوضع الاقتصادي بعد أن غادر تنظيم القاعدة، لهذا السبب هناك أشخاص يعتقدون أن تنظيم القاعدة قام بعمل أفضل عندما كانوا في السيطرة".
ويضيف التقرير: "من مخبئها في محافظتي حضرموت والبيضاء حيث بقيت منذ طردها من المكلا كان تنظيم القاعدة قد قضى إلى حد كبير وقته كقوة سعودية بقيادة إماراتية في محاولة لتدمير المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران".
وعن الجهود الدبلوماسية لإحياء السلام في اليمن، ووعود المبعوث الأممي في اجتماع الأطراف المتحاربة، قالت الصحيفة إن الاختراق الدبلوماسي المحتمل لا يبدو مدفوعا بالتهديد المتواصل من القاعدة.
وقالت إليزابيث كيندال، وهي باحثة مهتمة بالشأن اليمني في كلية بيمبروك في جامعة أكسفورد للصحيفة إن الحل السياسي يمكن أن يديم الظروف التي تنعش قيام تنظيم القاعدة، وأكدت أن عملية السلام حتى الآن تفسد مسائل تحسين التمثيل السياسي لأجزاء من السكان التي لا تشكل جزءا من الصراع المسلح.
وتشير الصحيفة إلى أن الفرع اليمني لتنظيم القاعدة هو من صنع المتفجرات بواسطة إبراهيم العسيري الذي خطط لمحاولة عام 2009 لإسقاط طائرة ركاب متجهة إلى ديترويت بمتفجرات مخبأة داخل الملابس الداخلية للركاب، وذكرت أيضا بأنور العولقي اليمني الأمريكي الذي قتل في في غارة جوية أمريكية عام 2011م، بسبب تهديده للولايات المتحدة. كما أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن الهجوم على مجلة شارلي إبدو في باريس عام 2015.
وقال هانز جاكوب شيندلر مدير أول في مشروع مكافحة التطرف والرئيس السابق لفريق الأمم المتحدة المعني بمراقبة القاعدة إن خطر وقوع هجوم آخر من قبل فرع القاعدة في اليمن لم يتضاءل، وأضاف: "يسمح للقاعدة بالقدرة على التنفس بما يكفي لتشكل تهديدًا دوليًا، وطالما لا توجد تسوية مستقرة في النزاع الرئيسي فلن يكون هناك أي تغيير".
وتوضح الصحيفة أن تنظيم القاعدة في اليمن تمكن من تضخيم خزائنه المالية، وتنقل عن مسؤولين يمنيين قولهم إن القاعدة خرج من المكلا محملا بما يصل إلى 100 مليون دولار.
وأشارت إلى أن الناطق الرسمي باسم التحالف العربي تركي المالكي رفض التعليف حول الأموال التي خرج بها القاعدة، لكنه قال إن قواته طردت القاعدة من المكلا حتى تتمكن من إنفاق جميع موارد المحافظة (حضرموت) المالية وتخليص المدينة ومواطنيها من القاعدة.
وقالت الصحيفة إن الضربات التي وجهتها واشنطن للقاعدة أسفرت عن مقتل العديد من قيادات القاعدة، لكنها تعتمد على من وصفتهم بالمليشيا المحلية غير النظامية التي أظهرت في الماضي القليل الولاء للحكومة، وتتهمها منظمات حقوق الإنسان بإساءة معاملة السكان المحليين، بما في ذلك التعذيب في مرافق الاعتقال السرية.
وعلقت المحللة كيندال على هذا بالقول "في الوقت الحالي تتدهور القاعدة بشدة، لكن هناك الكثير من القضايا التي تتخمر تحت السطح والتي يمكن أن تسمح لها بإعادة تنظيم صفوفها".
وقال إبراهيم اليافعي وهو محلل يمني متخصص في تنظيم القاعدة إن الانتهاكات التي تقوم بها القوات المدعومة من قبل الولايات المتحدة -في إشارة للقوات المدعومة من التحالف العربي- دفع بعض اليمنيين للانضمام للقاعدة في سبيل الثأر، مشيرا إلى عوامل أخرى تؤثر على استقطاب القاعدة أعضاء جدد منها توسع المشاكل الاقتصادية العميقة التي تعاني منها البلاد.
لكن المتحدث باسم التحالف السعودي تركي مالكي قال إن التحالف يهدف إلى الحفاظ على الأمن وتحرير المواطنين في تلك المحافظات، باعتبار تلك القوات شريكة لشعب وحكومة اليمن، نافيا أن تكون قوات التحالف قد شاركت في أي اعتداء منهجي ضد اليمنيين.
وتقول الصحيفة إن القاعدة ظل قويا بما يكفي لشن هجمات وتخويف السكان المحليين ضد التعاون مع قوات التحالف، مضيفة بأن تنظيم القاعدة يحاول تقوية نفسه وتطهير صفوفه من الجواسيس الذين يعتقد أنهم مزروعون من قبل المخابرات السعودية، كما حظر على مقاتليه استخدام الهواتف المحمولة لمنع التنصت.
*لقراءة المادة الأصل على الرابط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.