[ دمار ناتج عن غارة للتحالف في اليمن ]
دعت منظمة "يهود وورلد ووتش" (JWW) الولايات المتحدة إلى النأي بنفسها عن الصراع في اليمن، وعدم التورط في الحرب التي تقودها السعودية والإمارات، ولعب دور محوري يضمن تشجيع حلفائها في الخليج لوقف الهجمات على المدنيين كوسيلة من وسائل الضغط على أعدائهم المدعومين من إيران.
وقالت المنظمة التي تتخذ من مدينة لوس أنجلوس مقرا لها إن كل من السعودية والإمارات تحاربان في اليمن الذي يعد أكثر المناطق فقرا في الشرق الأوسط من العام 2015م، وأدت الغارات التي شنتها منذ العام 2015م إلى قتل المدنيين بينهم أطفال، والإطاحة بالبنية التحتية للبلد، مما أدى إلى مقتل وجرح الآلاف.
وأشارت المنظمة في تقرير لها ترجمه الموقع بوست إلى أن التحالف العربي أعلن عن معركة في الحديدة ردا على عدم ذهاب الحوثيين إلى جنيف، ونفذ العديد من الهجمات الدموية التي جرى الإبلاغ عنها من قبل منظمات حقوقية محلية ودولية.
وأكدت أن انتقال القوات المدعومة من السعودية والإمارات إلى الحديدة التي وصفها بقلب اليمن، يعد استهداف للشرايين التي تتفرع إلى بقية البلاد، حيث تنقل المواد الغذائية والإمدادات الضرورية لبقاء السكان على قيد الحياة.
وأشار التقرير الذي كتبته آن ستريموف دوربن وهي مديرة المناصرة والمنح في المنظمة أن الحديدة أصبحت بمثابة تذكار للجانبين (التحالف والحوثيين) ويجري فيها رهن المواطنين لللعبة الملتوية التي تلعبها الحكومة والتحالف العربي من فترة طويلة، قائلا إن كلا من التحالف والحوثيين يستخدمون مواطني اليمن في ألعابهم الحربية، ويدعون أحقيتهم في ذلك.
وتساءل التقرير عن الموقف الأمريكي إزاء الفظائع المرتكبة في اليمن، وأضاف: " قد يعتقد المرء أن إدارة ترامب ستقطع العلاقات مع قوات التحالف على الفور من أجل الحفاظ على سمعة أمريكا كقائد عالمي في الدفاع عن حقوق الإنسان والقانون الإنساني، لكن هذا كان بعيدا جدا، فعلى الرغم من الجهود المتضافرة لأعضاء الكونغرس المتحمسين للعب دور مهم في هذه الحرب، فإن الولايات المتحدة لم تواصل دعمها لحلفائها في الخليج (الفارسي) فحسب، بل ذهبت إلى حد تبريرها".
وانتقدت المنظمة المهتمة بالتحرك ضد جرائم الإبادة الجماعية في العالم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي شهد أن السعودية والإمارات تتخذان خطوات لمنع وفيات المدنيين، وقالت إن مشروع قانون الدفاع ربط بين الدعم الأمريكي المستمر لأفعال قادة التحالف، مما وفر آلية حقيقية لتغيير الطريقة التي يتم بها شن الحرب على السكان المدنيين.
وأردفت: "على الرغم من الضغوط الكبيرة للإقرار بأن جرائم الحرب ترتكب من قبل أصدقائنا في اليمن، إلا أن بومبو استغل الفرصة لإعطاء تقييم صادق للضرر الذي يعاني منه المدنيون والدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في تسهيل مثل هذه الانتهاكات".
واعتبرت شهادة بومبيو التي أدلى بها في الـ11 من سبتمبر/أيلول الجاري تعني أن الولايات المتحدة ستستمر في تزويد الطائرات الحربية التابعة لقوات التحالف بالوقود في الجو، وبيعها أسلحة متقدمة للسعودية والإمارات، وتزويدها بالمعلومات الاستخباراتية.
واستشهدت على ذلك بالقول: "في نفس اليوم الذي قال فيه الوزير بومبيو إن التحالف السعودي امتثل لتجنب استهداف المدنيين في اليمن قامت طائرات التحالف بتفجير سيارة أجرة مليئة بالمدنيين في منطقة كيلو 16 بالحديدة".
وقال التقرير إن الولايات المتحدة هي أكبر تاجر أسلحة في العالم، وتعد المملكة العربية السعودية أكبر زبون لها، حيث اشترت الرياض أكثر من 100 مليار دولار في مجال التسلح منذ عام 2010. مع قيام صواريخ أمريكية الصنع بدفن الأطفال في الأنقاض ، ودعت المنظمة مؤيديها إلى الاتصال بأعضاء مجلس النواب الأمريكيين ومطالبتهم بدعم الجهد البراغماتي لوقف المشاركة الأمريكية في الفظائع التي ترتكب في اليمن.
وأضافت: "بدون مساعدة أمريكا المستمرة والمستدامة، فإن قدرات التحالف بقيادة السعودية ستتأثر بشكل كبير، ومن المرجح أن يشعروا بالضغط من أجل التفاوض بجدية أكبر مع الحكومة المدعومة من الحوثيين، وبغض النظر عن السياسة الجيوإستراتيجية التي يقوم عليها هذا الصراع، فإن الشعب اليمني المحاصر - وخاصة أطفاله - يحتاج إلى إنهاء هذا العذاب".