[ انفوجرافيك نشره المركز في حديثه عن اليمن ]
قال تقرير صادر عن مركز التهديدات الحرجة التابع لمعهد المشاريع الأمريكية إن الهجوم العسكري الإماراتي الوشيك على اليمن سيعرض المصالح الأمنية الأمريكية في شبه الجزيرة العربية للخطر.
وبحسب التقرير الذي أعده الباحث توماس بيريز وهو سياسي ومحامٍ أمريكي يشغل منصب رئاسة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي وترجمه "الموقع بوست" فإن الهجوم الذي تقوده الإمارات على مدينة الحديدة الساحلية بات أمرا مؤكدا في ظل فشل مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في انتزاع موافقة الحوثيين للخروج من المدينة الساحلية.
وأضاف المركز أنن الإمارات حددت مهلة للحوثيين للانسحاب بموجب تسوية تفاوضية بحلول 30 يونيو، و من المرجح أن تبدأ بعد ذلك هجومًا على المدينة الساحلية.
وأشار التقرير إلى أن القوات اليمنية المدعومة من الإمارات تخطط للتقدم شمالاً على طول الطريق الساحلي باتجاه الميناء بينما تتحرك في نفس الوقت باتجاه الشمال الشرقي حول المدينة للاستيلاء على الطريق الرئيسي الذي يربط الحديدة بصنعاء.
وتابع " لقد صرح مسؤولو التحالف مراراً وتكراراً بأنهم ينوون الاستيلاء على الميناء وليس على المدينة بأكملها، وسيتطلب الاستيلاء على الميناء قوات مدعومة من الإمارات للتقدم إلى المناطق الحضرية الكثيفة في حال الهجوم على الميناء برا، ومن غير الواضح كيف تخطط الإمارات للحفاظ على السيطرة على الميناء ومواصلة مهامها بينما تسيطر قوات الحوثي على المدينة.
وبخصوص ردود فعل الحوثيين إزاء الهجوم المحتمل على الحديدة، يلفت التقرير الى أن الحوثي قد ينتقم من الإمارات بسبب هجوم الحديدة وأن قواته قد تطلق صواريخ باليستية على الإمارات العربية المتحدة أو قواعد إماراتية في القرن الأفريقي إذا تعرضت الإمارات للمدينة الساحلية، وقد تهاجم قوات الحوثي أيضاً السفن التجارية في البحر الأحمر بإطلاق صواريخ على أسطح السفن، أو بواسطة قارب ناسف يتم التحكم فيه عن بعد.
وأشار التقرير إلى التهديدات التي أطلقها الناطق باسم القوات العسكرية التابعة للحوثيين العميد شرف غالب لقمان والتي صرح فيها أن أبو ظبي ستصبح في مرمى الصواريخ الحوثية الباليستية.
ونوه التقرير إلى أن إطلاق الحوثي صاروخا باليستيا على الرياض في 24 حزيران / يونيو ردا على الهجوم على ساحل البحر الأحمر قد يعطي إشارة للإمارات العربية المتحدة بإمكانية وصول صاروخ إلى أبو ظبي، موضحا أن الصاروخ الحوثي بركان2 يمتلك (Qiam) مدىً واضحًا يصل إلى 1000 كيلومتر تقريبًا، أي 350 كيلومترًا للوصول إلى أبوظبي، ويمكن لقوات الحوثي تطوير القدرة للوصول إلى الإمارات العربية المتحدة.
ويحاول مبعوث الأمم المتحدة التفاوض على تسوية للحديدة للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية محتملة والحفاظ على المحادثات المزمعة في وقت لاحق في الصيف.
وأردف "وحصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث على التزام الحوثي بنقل ميناء الحديدة إلى إدارة الأمم المتحدة لكنه لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق يفي بمطالب التحالف بالانسحاب غير المشروط من ساحل البحر الأحمر، محذرا مرارًا وتكرارًا من أن هجومًا على مدينة الحديدة سيؤدي إلى تقويض محادثات السلام".
وتابع "ويعطي غريفيث الأولوية لمنع حدوث مواجهة عسكرية في المدينة من خلال تنظيم مفاوضات لحل الحرب الأهلية، مما يزيد من تأخير محادثات السلام في الأمم المتحدة، وسيؤدي الهجوم على الميناء إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في حال منع القتال المساعدات والواردات من دخول البلاد.
ووفقا للباحث تزعم الإمارات أن الاستيلاء على الميناء سيؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين الأزمة الإنسانية لأن التحالف وحكومة هادي ستديران الواردات عبر الميناء بكفاءة أكبر.
وتابع " تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتهيئة المساعدات الإنسانية حول الحديدة للتخفيف من أثرها الإنساني، ومن غير المحتمل أن تكون هذه المساعدات كافية لدعم ثلثي سكان اليمن الذين سيفقدون مصدرهم الأساسي للسلع الأساسية إذا تم إغلاق الميناء لفترة طويلة.
وفيما يتعلق بدور اللاعبين اليمنيين في مواجهة الصراع، قال التقرير إن اللاعبين اليمنيين يضعون أنفسهم في الجانب الآخر من الصراع اليمني، حيث عاد الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى اليمن للمرة الأولى منذ أكثر من عام ونصف العام في 14 يونيو بعد لقائه مع ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد في الإمارات يوم 12 يونيو، وقام هادي بعقد سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين الحكوميين المحليين في محاولة محتملة لتعزيز موقعه في البلاد، مضيفا أن مسؤولا في المجلس السياسي الانتقالي للجنوب حذر من أن "صراعا جديدا، وربما أكثر تدميرا" من أجل استقلال الجنوب قد يبدأ بعد انتهاء الحرب ضد حركة الحوثي.
وأوضح الباحث الغربي أن تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية قد يستفيد من الاهتمام بالحديدة للإعداد لهجوم مستقبلي.
ومن المحتمل- بحسب التقرير -أن يؤدي التركيز الإماراتي على الهجوم على ساحل البحر الأحمر إلى تقليص الضغط على الجماعات السلفية الجهادية في اليمن، حيث زادت القاعدة في شبه الجزيرة العربية من معدل عملياتها ضد القوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، ومن المحتمل أن تكون مسؤولة عن سلسلة من اغتيالات مسؤولي الأمن في جنوب وشرق اليمن في يونيو / حزيران.
وأضاف أن خالد باطرفي، كبير مسؤولي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، اعترف بأن المجموعة تكبدت خسائر خلال العام الماضي، لكنه تعهد بأن القاعدة في شبه الجزيرة العربية ستثبت في وقت قريب "غضبها القوي" في مقابلة أجريت في 19 يونيو.
وبخصوص الأزمة الإنسانية قال التقرير إن الهجوم الطويل على مدينة الحديدة قد يؤدي إلى دفع الأزمة الإنسانية إلى مستويات وخيمة وزعزعة استقرار اليمن.
وخلص التقرير إلى أن هجوما محتملا للحوثي على دولة الإمارات العربية المتحدة، سيؤدي إلى رد عنيف من المسؤولين الإماراتيين وذلك من شأنه أن يقلل من احتمال التوصل إلى حل سياسي للصراع.
*لقراءة المادة الأصل على الرابط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.