قال مراكز الدراسات الإستراتيجية والأمنية في أمريكا "ستارتفور" إن "التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ضد مليشيات الحوثي الانقلابية يفقد بنيته".
 
وبحسب تقرير للمركز ترجمه "الموقع بوست" فإنه منذ فترة طويلة يحارب التحالف المتمردين الحوثيين في اليمن ويتألف من مجموعة واسعة من القوات، لكل منها أهدافها ونواياها وسلطاتها.
 
وأشار التقرير إلى مشاركة العديد من الفاعلين اليمنيين الذين يقاتلون تحت مظلة تحالف دول مجلس التعاون الخليجي قضية مشتركة ، لكن هذه القضية المشتركة - حسب التقرير- لن تدوم إلى الأبد، بمجرد انتهاء القتال ضد الحوثيين، وستعطى الأولوية للولاءات المتنافسة وستنشب صراعات جديدة في اليمن.
 
ولفت التقرير إلى أن بعض القضايا سلطت الضوء مؤخرا على التوترات الكامنة داخل التحالف والتي تهدد بإبقاء اليمن في صراع طويل بعد هزيمة الحوثيين، حيث أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بيانًا يتهم فيه الحكومة المعترف بها دوليًا التي يسيطر عليها الرئيس عبد ربه منصور هادي وجماعة الإصلاح المرتبطة بالإخوان المسلمين بأنها سبب التوتر في عدن.
 
وفي وقت لاحق من نفس الأسبوع، قام عنصران من التحالف بأكثر من مجرد إصدار بيانات تهديد، و في 31 مايو / أيار، أعلنت قوات "الحزام الأمني" المدعومة من الإمارات العربية المتحدة أنها استولت على مدينة دالي بعد حدوث مواجهات دامية مع قوات المقاومة الجنوبية التي خلفت سبعة قتلى والعديد من الجرحى.
 
وبحسب التقرير فإن قوات المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي جزء من قضية مناهضة الحوثيين، لكنهم مصممون أيضاً على النضال من أجل انفصال جنوب اليمن واستقلاله.
 
ويؤكد إنذار المجلس الانتقالي الجنوبي أن نزاعًا آخر سيقع بعد سقوط الحوثيين، يؤكد الحتمية على خوض القتال حول بنية اليمن وأن الحكومة ستحارب  لسنوات قادمة، وإذا ما  أرادت الإمارات العربية المتحدة الحفاظ على سيطرتها ونفوذها على جنوب اليمن (وهي تفعل ذلك)، فسوف تشترك في الصراع بصورة أكبر، حسب المركز.
 
وقال التقرير إن شقوق دول التحالف لا تنتهي عند هذا الحد"، مشيرا إلى أن سيطرة التحالف الوشيك على ميناء الحديدة يؤكد على أن الوحدة غير مستقرة في اليمن، و يعد الميناء نقطة دخول رئيسية للواردات، ويعتزم ائتلاف دول مجلس التعاون الخليجي استعادته من الحوثيين لمنع  إيران من تزويد  المتمردين الحوثيين با السلاح، ومع ذلك، من غير الواضح من الذي سيحكم المنطقة أو يتحكم في الميناء بمجرد التقاطه.
 
وتطرق التقرير إلى معركة تحرير الحديدة، وقال إن "قوات المقاومة المحلية المنضوية تحت قيادة التحالف  تقاتل مليشيات الحوثيين في المنطقة منذ  العام الماضي، لكن قوات الحوثي بدأت تتعرض للهزيمة بسرعة منذ وصول طارق صالح المدعوم من الإمارات، وهو - حسب التقرير- شخصية مثيرة للجدل هو ابن أخ الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ولدى هذه  القوات حافز كبير لطرد مقاتلي الحوثي من الحديدة، مضيفا "لكن من غير المحتمل أن توافق بسهولة على حاكم المنطقة القادم على المدى الطويل".
 
وخلص التقرير إلى أن القوى داخل التحالف تتفق على أن اليمن الجنوبي لا ينبغي أن يكون تحت سيطرة الحوثي، على الرغم من أن الخلاف قد بدأ بالفعل حول من يجب أن يسيطر على المنطقة.
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
*مركز ستراتفور أحد مراكز الدراسات الإستراتيجية والأمنية في أمريكا، وهو أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، وتطلق عليها الصحافة الأمريكية اسم "وكالة المخابرات المركزية في الظل" أو الوجه المخصخص للسي آي إيه.
 
*لقراءة المادة الأصل على الرابط هنا
                               
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.