[ قوات إماراتية بعدن ]
قال معهد "chatham house" البريطاني إن الإمارات العربية المتحدة تدعم انفصال جنوب اليمن عن شماله، وتقوض دور الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الحرب باليمن تتجه بسرعة نحو الاستقلال الذاتي لجنوب البلاد عن شماله.
وذكر المعهد في تقرير له، ترجمه "الموقع بوست"، إن النتيجة غير المقصودة للحرب الأهلية هي أن جنوب البلاد يتحرك بسرعة نحو الاستقلال الذاتي، اليمن الجنوبي.
وأضاف التقرير، "إذا تم بذل جهد الانفصال قبل نهاية الحرب، فإنه سيقوض عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وقال "إذا حدثت محاولة بمجرد الموافقة على وقف إطلاق النار، فقد يؤدي ذلك إلى اندلاع صراع متجدد، مشيرا إلى أن احتمال نشوب صراع مع الحكومة المعترف بها دوليا في المناطق الجنوبية المتنازع عليها - عدن وشبوة وحضرموت - لا يزال مرتفعا.
وذكر المعهد الذي يعد من أعرق المعاهد البحثية في بريطانية في التقرير الذي كتبه "بيتر ساليسبري" وهو استشاري أول في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن اليمن أصبح بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية "دولة الفوضى".
وقال "إن اليمن تشبه إلى حد بعيد منطقة دول مصغرة - تحدق بها مجموعة معقدة من السياسات والنزاعات الداخلية - بدرجات متفاوتة من الصراع مع بعضها البعض"، مشيرا إلى أن أكثر من دولة واحدة تشارك في حرب ثنائية.
وبحسب التقرير الذي نشره المعهد في موقعه على الانترنت فإن النخب السياسية والمسؤولون الأجانب اعتقدوا أن "السؤال الجنوبي" يمكن تأجيله إلى أجل غير مسمى بسبب نقص التماسك أو الإستراتيجية بين الجماعات الانفصالية.
وقال "رغم أن الجماعات المؤيدة للاستقلال لم تكن موحدة بالكامل، إلا أنها أصبحت أكثر تنظيماً منذ قبل وأكثر تسليحاً بكثير"، لافتا إلى أن القتال الأخير في عدن بين القوى الانفصالية والموالية للحكومة الشرعية أظهرت القوة النسبية والتماسك للحركة المؤيدة للاستقلال.
وأضاف التقرير أن المحافظات الجنوبية بعد ربع قرن من السيطرة المركزية المتزايدة من صنعاء أصبحت لديها الآن بنى تحتية عسكرية وشرطية وأمنية خاصة بها، مستمدة إلى حد كبير من السكان المحليين، بإشارة منه إلى قوات الأحزمة والنخب التي أنشأتها وتدعمها الإمارات خارج سلطة الشرعية.
ولفت إلى أن الدعم الإماراتي للجماعات الانفصالية في الجنوب كان اللاعب الرئيسي، وقال "في الماضي، كافحت الجماعات الانفصالية الجنوبية بسبب عدم وجود الداعمين الخارجيين، الا أن دعم الإمارات للاعبين الرئيسيين كان أمراً حاسماً في تطورهم الأخير، مشيرا إلى اعترافات قيادات جنوبية أن أبوظبي تدعم مسعاهم من أجل الاستقلال، رغم أن الأخيرة تنكر ذلك.
واتهم التقرير الإمارات بدعمها عملية الانفصال باليمن، وقال "إن جدول أعمال الإمارات ليس واضحًا تمامًا، هناك العديد من العوامل - بما في ذلك دورها في التحالف الذي تقوده السعودية والتي تدخلت في البلاد، وكراهيتها تجاه الإخوان المسلمين، وأولوياتها الوطنية والإقليمية في التوسع والنفوذ"، وأضاف "من المرجح أن تكون لها الأسبقية على طموحات الجنوبيين في اليمن".
وبحسب التقرير فإن تعيين مبعوث خاص جديد للأمم المتحدة، في وقت يبدو فيه الصراع الأوسع راكداً، قد خلق فرصة لنهج دولي جديد للوساطة في اليمن بشكل عام، وللقضية الجنوبية على وجه الخصوص.
*يمكن العودة للمادة الأصل على الرابط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.