[ طيران التحالف السعودي باليمن ]
قال موقع جاست سكيورتي إن الحملة العسكرية السعودية المدعومة من الولايات المتحدة في اليمن والتي تكمل عامها الثالث لا تتسبب فقط بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بل إنها تزيد أيضاً من خطورة التهديد الإرهابي للولايات المتحدة.
وأشار في تقرير - ترجمه الموقع بوست- إلى أنه بعد أكثر من 1000 يوم من الحرب يحتاج 22 مليون يمني - أكثر من عدد سكان فلوريدا - إلى مساعدات دولية بعد أن أصبحوا على حافة المجاعة، بينما أصاب أسوأ تفشٍ للكوليرا في التاريخ الحديث أكثر من مليون شخص في تسعة أشهر فقط، وفي المتوسط يُقتل أو يصاب خمسة أطفال كل يوم بسبب القتال أو النقص أو المرض.
وأضاف: " بعد عام من دعم الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية بما في ذلك بيع الأسلحة وتزويد الطائرات السعودية بالوقود وتقاسم المعلومات الاستخبارية بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في النهاية بالتشكيك في الاتجاه الذي يسببه النزاع".
ويقول معد المادة بول ر. بيلار إن إنهاء أزمة إنسانية بهذا الحجم يشكل سبباً كافياً لتكثيف القيادة الدبلوماسية الأمريكية في اليمن، لكن ارتباط البلاد بالإرهاب الدولي يتطلب أيضاً دفعة أميركية متجددة لإنهاء الحرب.
ويتطرق في حديثه إلى هجوم القاعدة على المدمرة الأمريكية كول في عام 2000 ، مما أسفر عن مقتل 17 بحارًا أمريكيًا، ويؤكد بأن التنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعمل في اليمن سعى إلى تفجير الطائرات الأمريكية، وفي الآونة الأخيرة أقام داعش تواجدًا متزايدًا في اليمن، وأشار إلى أن الضربات الجوية الأمريكية ضد الأهداف الإرهابية في اليمن فشلت في الحد من التهديد، وعندما تتضرر قوات القاعدة في شبه الجزيرة العربية يملأ داعش في كثير من الأحيان الفراغ.
وقال بيلار في الموقع الذي تشرف عليه كلية الحقوق بجامعة نيويورك إن القصف السعودي المكثف لليمن - منذ مارس 2015 بمعدل مذهل من غارة جوية واحدة كل 94 دقيقة - لم يجعل الرياض أقرب إلى تحقيق أهدافها، ولم يفعل أي شيء للتخفيف من مشكلة الإرهاب.
ويضيف: في الواقع كانت قوات الحوثي التي تشكل الأهداف الرئيسية للهجمات السعودية من أشد المعارضين للمتطرفين السنة من القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش، وفي الوقت نفسه هناك تقارير عن مقاتلين تابعين للقاعدة في شبه الجزيرة العربية يعملون جنباً إلى جنب مع القوات اليمنية المدعومة من السعودية ومكافحة الحوثيين.
وقال: ينبغي لنا أن نتعلم في أفغانستان والعراق، ولا يمكننا نحن والمملكة العربية السعودية أن نفجر طريقنا إلى النصر، فالمتطرفون في الأماكن غير الخاضعة للحكم يزدهرون وسط بؤس الحرب وحرمانها، وطالما استمرت الحرب في اليمن سيعاني المدنيون، وسيزداد التهديد الإرهابي للولايات المتحدة، وقد أدى انهيار المؤسسات الحكومية في خضم ثلاث سنوات من الحرب إلى خلق فتحات لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم داعش لتجنيد الأراضي في اليمن وحتى السيطرة عليها.
ويشير كاتب التقرير وهو زميل كبير غير مقيم في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورجتاون وخدم لمدة 28 عامًا في مجتمع الاستخبارات الأمريكي إلى أن الخسائر في صفوف المدنيين من الحملة السعودية والعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية تشكل خطرًا على خلق جيل من المدنيين اليمنيين الذين يرون الولايات المتحدة كعدو، ويضيف: "في اليمن تتلاقى المصالح الإنسانية ومكافحة الإرهاب في أميركا، لأن كلاهما يتطلب حلاً سياسياً للصراع، وما لم يتوقف القتال سيزداد الوضع الإنساني سوءًا وستستمر زيادة قدرة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم داعش".
ويعتقد بأن إدارة ترامب اتخذت خطوة أولى مهمة في ديسمبر الماضي حينما دعت المملكة العربية السعودية إلى التأثير الإنساني لسياساتها، وطالبت بوضع حد للحصار السعودي على الموانئ اليمنية التي منعت وصول الوقود والغذاء والطب الأساسيين إلى المدنيين، بينما يركز الكونغرس بشكل متزايد على ما إذا كان دعم الولايات المتحدة للحملة الجوية السعودية هو في مصلحة أميركا، ويشكك في الوقت نفسه بشرعية الحصار السعودي.
واستدرك الكاتب بالقول: لإنقاذ حياة الملايين من المدنيين اليمنيين وتقليص المكاسب التي حققتها القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش يحتاج الرئيس ترامب إلى تأكيد قيادة الولايات المتحدة في ضمان إنهاء الصراع، وسوف يستلزم ذلك إقناع السعودية بقبول أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في اليمن، وهو الاستقرار الذي فشلت الرياض في تحقيقه في ساحة المعركة.
ويواصل حديثه بالقول: "رغم أن المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة توقفت منذ أكثر من عام، فإن الإعلان عن مبعوث الأمم المتحدة الجديد هذا الشهر يتيح فرصة للتقدم الدبلوماسي، ويمكن لقرار جديد لمجلس الأمن الدولي أن يمهد الطريق لاستئناف محادثات السلام، التي عرضت سلطنة عمان المجاورة بالفعل استضافتها".
وطالب كاتب التقرير والذي كان مسؤول الاستخبارات القومي للشرق الأدنى وجنوب آسيا، ونائب رئيس مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة الاستخبارات المركزية البيض الأبيض، أن توضح لحلفائها السعوديين والإماراتيين أن الغارات الجوية ستؤدي إلى حجب المساعدة العسكرية الأمريكية، وإلا فإن حرب اليمن سوف تستمر في تهديد حياة ملايين اليمنيين، وكذلك حياة الأمريكيين أيضًا.
*نشرت المادة في موقع "justsecurity"ويمكن العودة لها على الرابط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست