[ ريهام البدر قتلت في تعز برصاص مليشيا الحوثي ]
قتلت الناشطة الحقوقية ريهام البدر الذبحاني وزميلها مؤمن سعيد حمود سالم في 8 شباط / فبراير أثناء توزيعهما المعونات الإنسانية في تعز، وهي مدينة في جنوب غرب اليمن شهدت أشد المعارك حدة منذ تصاعد النزاع الجاري في اليمن في عام 2015.
وقد وفر المجتمع المدني والمبادرات الاحتياجات الضرورية للسكان في المدينة المحاصرة. وقد قامت نساء شجاعات بقيادة العديد من هذه الجهود. وتقول داليا لصحيفة "عرب نيوز": "كانت ريهام مثل النحلة، بإمكانك أن تجدها في كل مكان في تعز. "أولئك الذين يعرفون ريهام، هم من يعرفون الخسارة الحقيقة لتعز".
وقد تسببت الحرب في اليمن بخسائر جسيمة على حياة المدنيين. ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، فقد قتل 16,200 شخص من بينهم 10,000 مدني، ونزح أكثر من 3,4 ملايين شخص. وقد تدمرت البنية التحتية، والصحة، والتعليم في البلاد. وأصيب مليون شخص بوباء الكوليرا في أكبر تفشٍّ للمرض في العالم.
وقد أدى الحصار البري والبحري للسلع التجارية، بما في ذلك بعض المساعدات الإنسانية، إلى تفاقم الأزمة، مما دفع البلد الذي يعاني من الفقر إلى حافة المجاعة. ويواجه اليمن ما وصفه الكثيرون بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، حيث يحتاج أكثر من 22 مليون شخص إلى مساعدات لإنقاذ حياتهم.
وقد احتلت اليمن المرتبة الأخيرة في المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين ومؤشر عدم المساواة بين الجنسين قبل تصاعد النزاع، مما أدى إلى تفاقم أوجه عدم المساواة. وزادت معدلات النساء اللاتي يعانين من سوء التغذية، وكذلك حالات العنف ضد المرأة، وزواج القصر.
وقد قطعت المرأة اليمنية خطوات كبيرة نحو الاندماج السياسي في مؤتمر الحوار الوطني لعام 2013، لكن مشاركتها تم تهميشها فيما بعد، ولم تشارك سوى مجموعة بسيطة من النساء اليمنيات في عملية السلام المتوقفة في الوقت الراهن.
هذا هو السياق الأصعب الذي عملت فيه ريهام، من بين العديد من النساء الأخريات اللواتي بذلن جهوداً جبارة لتقديم المساعدات الإنسانية للذين هم في حاجة ماسة لها كما توسطن في إيجاد حلول في مختلف محطات الصراع.
وتقوم المرأة بتنسيق خدمات الإغاثة، وفتح المدارس والوحدات الطبية؛ وتقديم المساعدات الغذائية والطبية؛ وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان؛ مما أدى إلى احتجاجات من أجل إطلاق سراح المخفيين قصراً، وذلك بالتغلب على المصاعب لمساعدة المتضررين من الحرب.
كما أن المرأة اليمنية تقود وتؤثر على الجهود الهادفة إلى دعم وإعادة تنشيط عمليات حل النزاعات المحلية. وفي العديد من المحافظات، نجحت المبادرات النسائية في حل النزاعات المحلية، واحتواء العنف، وأبعدت المجتمعات عن النزاع المسلح.
وفي هذه العملية، تمارس المرأة في بعض الأحيان أدواراً في حل الصراعات، سواء على أساس معايير النوع أو تشجيع الدعم المجتمعي، وإشراك القادة، والتفاوض على وقف إطلاق النار، والمطالبة بالسلام.
إن قيادة المرأة في دعم استقرار المجتمعات اليمنية المهددة بسبب النزاع ليست نادرة أو معزولة أو جديدة ". لكن جهودها غير معترف بها بما فيه الكفاية.
يجب أن نلاحظ التزام المرأة وقوتها في تعزيز السلام والاستقرار في مواجهة الصراع المعقد وتداعياته الإنسانية، وإحداث تغيير تحويلي.
وفي مقابلة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أواخر العام الماضي، قالت ريهام: "النساء يرين مجتمعاتهن وبلدهن التي دمرتها الحرب، ويدركن أن هذه التحديات لا يمكن حلها بدونهن".
وفي جميع أنحاء اليمن، تتحدى النساء الموت والدمار من حولهن، وغالبا ما يدفعن ثمنا باهظاً للقيام بذلك. ومع ذلك، لا تزال أصواتهن ومهاراتهن مهمشة وتهمل مشاركتهن.
كما أن العنف الذي يتعرض له المدنيون والشركاء في المجال الإنساني في اليمن، والذي أودى بحياة ريهام وزميلها، يلعبان دوراً قوياً في إسكات أولئك الذين يسعون بنشاط إلى حل التحديات المتعددة في البلد.
ويجب ألا نسمح باستبدال هذه المناقشة والحوار بالصمت والخوف. ونطالب باحترام حياة المدنيين. وإلى جميع الذين يسعون إلى إيجاد حل دائم للصراع في اليمن، يجب علينا أن نعترف بخبرات جميع من هم في المجتمع ونستفيد منها، متجاوزين المعايير النوعية والاعتقادت المختلفة، لجعل جهودنا شاملة.
*يمكن الإطلاع على المادة الأصل على الرابط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.