[ طائرة تابعة للصليب الأحمر الدولي تحمل مساعدات ]
سلط تقرير جديد الضوء على المتعاقدين الغامضين الذين يدعمون العمليات العسكرية الأمريكية الأكثر سرية في مكافحة الإرهاب، وكما ذكر موقع "ذا وار زون" وترجمه "الموقع بوست" بأن وزارة الدفاع الأمريكية وقيادة العمليات الاستخباراتية غالباً ما تأخذ اهتماما كبيرا في تشويش وإخفاء أنشطتها في الخارج، ولكن غالباً ما تخلق هذه الأنشطة مشاكل خطرة بين قوات الأمن والجواسيس والمنظمات الإنسانية والشركات الخاصة.
وفي 27 مارس/آذار 2017 اعتقل المتمردون الحوثيون مقاولا أمريكيا في العاصمة صنعاء يدعى "داردن" الذي أطلق سراحه بعد ستة أشهر من اعتقاله عبر وساطة عمانية، حيث لم يكن هناك أي شيء يدل على أن عمل داردن في اليمن غير مألوف كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم 6 مايو/أيار 2017.
وقد كان داردن يعمل كرئيس العمليات في شركة "ترانزوسانيك" للتنمية التي تعمل على تنسيق وتخزين شحنات المساعدات الإنسانية التابعة للمنظمات الإنسانية كالجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف". ولكن كان داردن يعمل وبشكل سري أيضاً على إدارة الشحنات الواصلة للعمليات الخاصة الأمريكية.
إن هذا الأمر ليس بمفاجئة، ولكن الجيش الأمريكي أصبح بشكل متزايد يعتمد مؤخراً على المتعاقدين للقيام بمجموعة من المهام الواسعة، حتى عندما يتعلق الأمر بالمهام الأكثر سرية. إن قيام هؤلاء الأفراد والشركات بتوفير الدعم في المناطق النائية والخطرة جنباً إلى جنب مع الوحدات العسكرية وشبة العسكرية المتخصصة يعتبر بالأمر الحيوي للولايات المتحدة الأمريكية بسبب عدم مقدرتها على القيام بصراع واضح في مثل هذه المناطق.
وتدير وزارة الدفاع الأمريكية -حسب موقع "ذا وار زون" وترجمه "الموقع بوست" منذ أن استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء حملة عسكرية متعددة الأوجه لمحاربة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، حيث كانت من جهة تقوم بتدريب وتجهيز الجيش اليمني لمحاربة التنظيم، ومن جهة أخرى كانت تقوم بضربات طائرات بدون طيار وغارات للقوات الخاصة بمساعدة من المتعاقدين اليمنيين الذي تم تدريبهم لمهاجمة أفراد معينين.
ويوجد بالفعل أدلة مهمة تتعلق بمشاركة المتعاقدين في كل من العمليات العامة والسرية، حيث قامت الحكومة الأمريكية بتعيين متعاقدين عسكريين وأمنيين خاصين لتقديم مساعدة أكثر فعالية في تدريب وتجهيز قوات الأمن اليمنية، ولكن هذا العمل قد تطلب من وزارة الدفاع الأمريكية والمسؤولين الأمريكيين الآخرين استخدام الخدمات اللوجستية الخاصة أو الشركات الخاصة لنقل الموظفين والمعدات من وإلى خارج البلاد.
وقد كشف موقع "ذا وار زون" في شهر مارس/آذار 2017 عن وجود برنامج مشترك بين الجيش الأمريكي ومكتب التحقيقات الفيدرالي والذي عرف باسم مؤتمر الوكالة اليمنية الصومالية للمعلومات، حيث جاء هذا البرنامج كجزء من تحليل واسع للوضع في خليج عدن.
ومع ذلك يبدو أن وصف صحيفة نيويورك تايمز وردود الحكومة الأمريكية على الصحفيين حول شركة "ترانزوسانيك" قد انتهى إلى نقل المعدات والإمدادات العسكرية لوحدة عسكرية غامضة تعرف بإسم فرقة "48-4.2" حيث إن هذه المجموعة جزء فقط من مجموعة كبيرة تديرها قيادة العمليات الخاصة المشتركة التي تحارب الإرهاب في جميع أنحاء الجزيرة العربية وشرق أفريقيا.
لا تزال الحكومة الأمريكية وشركاؤها تطبق هذه النماذج ليس فقط في اليمن، وإنما في البلدان الساخنة الأخرى كأفغانستان والعراق وسوريا والصومال، حيث تحطمت طائرة شحن أمريكية في 30 مايو/أيار 2017 تابعة لشركة غامضة تدعى "هايدي أفييشن" في مطار العاصمة الصومالية مقديشو.
إن هذه الأعمال سوف تعرض العاملين في المجال الإنساني للخطر إذا لم يستطع الإرهابيون التمييز بين أولئك الذين يعملون في المجال الإنساني وأولائك الذين يعملون في المجال العسكري بسرية.
إن تجربة داردن وغيرها لم تثنِ الحكومة الأمريكية وشركاءها عن توظيف المتعاقدين في مهام تتعلق بالجانب الإنساني لتنفيذ مهام أخرى متعلقة بمحاربة الإرهاب.