[ انتقادات عديدة وجهت لواشنطن حول استخدام المساعدات الإنسانية ]
لم يكن لدى الرهينة السابق "داردن" البالغ من العمر 47 عاماً والذي كان يعمل في اليمن دوراً واحداً كمنسق للمساعدات الإنسانية المقدمة من الصليب الأحمر ومنظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة "يونيسف"، وإنما كان له دور آخر له صلة بوزارة الدفاع الأمريكية وهو نقل المواد لجنود القوات الخاصة الأمريكية.
وقد عمل "داردن" كمدير قُطري لشركة "ترانس أوشانيك" للتطوير والتنمية في اليمن، حيث إن هذه الشركة تعتبر شركة لوجيستيات متخصصة في شحن البضائع إلى المناطق الأكثر خطورة في العالم. وتنتمي هذه الشركة إلى مجموعة صغيرة من الشركات التي تقدم المساعدات الإنسانية للأطفال والنساء الذين يعانون من المجاعة وسوء التغذية، بالإضافة إلى توفير البيوت والوحدات الآمنة لوحدات القوات الخاصة الأمريكية.
وقال سفير سابق لليمن، وهو دبلوماسي رفيع المستوى للسياسة في منطقة الشرق الأوسط في عام 2015، إن وزارة الخارجية الأمريكية هي ثاني أكبر شركة في العالم وأنه لم يكن له اي معلومات حول علاقة داردن بالجيش الأمريكي.
إن داردن قد قدم نظرة غامضة للعالم، خصوصاً للمقاولين العسكريين الذين يعملون في مناطق الحروب التي ليس فيها قانون كاليمن والصومال وليبيا، وكل هذه الترتيبات مع القوات الخاصة الأمريكية يمكن أن تلقي بضلالها على أولئك العاملون في المجال الإنساني، ويمكن لها أيضاً أن تعرض البلدان التي تتواجد فيها المنظمات الإغاثية للخطر.
وتعتبر اليمن واحدة من أكثر مناطق الصراع نشاطاً لقوات العمليات الخاصة الأمريكية خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث تقاتل الولايات المتحدة الأمريكية مقاتلي القاعدة المتشددين منذ ذلك الحين، وقد أدت إحدى هذه العمليات بعد موافقة ترامب عليها مؤخراً إلى مقتل جندي من العمليات الخاصة.
لقد دفع هذا الأمر بعض المشرعين الأمريكيين إلى المطالبة بمزيد من التدقيق والفحص في وحدات الجيش الأمريكي، حيث قال الممثل الديموقراطي "ماساتش وستس" بأنه لا يوجد هناك أي رقابة كافية من الكونغرس.
إن استخدام غطاء المساعدات الإنسانية يعتبر خطراً جداً ويمكن أن تكون عواقبه وخيمة، حيث كشفت وسائل الإعلام أن وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية كانت قد استعانت بطبيب باكستاني للقيام بحملة تطعيم للحصول على الحمض النووي لأسامة بن لادن.
وقد رفض المتحدث بإسم وزارة الدفاع والمتحدث باسم العمليات الخاصة والمركزية الرد على أسئلة كانت قد كتبت لهم متعلقة بعلاقة داردن بالجيش الأمريكي، ورفض أيضاً داردن الإجابة على تلك الأسئلة المتعلقة بمحنته أو علاقته بالجيش الأمريكي.
ووفقاً لملف داردن الشخصي فإنه قد عمل لشركة "وايلهيلسمين" لخدمات الشحن خلال الفترة 2010 إلى 2012، حيث أشرف على عودة أكثر من 40 ألف جندي أمريكي من العراق عبر موانئ العقبة والأردن وأم قصر في العراق.
وقالت زوجة داردن إنه لم يحدثها إلا القليل حول مدة احتجازه من قِبل الحوثيين، وإنه لم يحدثها مطلقاً حول علاقته بالجيش الأمريكي، وأنها انفصلت عنه بعد 15 عاماً من زواجهما، وقد كان يعيش في دبي مع ابنه البالغ من العمر الآن 11 عاماً.
ورفضت أيضاً وزارة الدفاع الكشف عن التفاصيل المتعلقة بالتحقيقات التي يتعرض لها المقاولون العسكريون الذين يعملون مع قوات العمليات الخاصة في الخارج.
وكان ستة من المسؤولين السابقين والحاليين في الولايات المتحدة الأمريكية -بشرط عدم الكشف عن هوياتهم- قد أكدوا العقد السري للجيش الأمريكي مع "ترانس أوشنك"، حيث تصنف هذا المعلومات بمعلومات ذات درجة كبيرة من السرية.
* صحيفة نيويورك تايمز، كتبه: آدم جولدمان وإرك إسكمت، ترجمه: عادل هاشم
* لقراءة المادة الأصلية اضغط هنا