لا يعتبر فتح مواقع التواصل الاجتماعي أمرا جيدا بمجرد فتح عينيك صباحا، وعليك أن تعطي نفسك مهلة قبل أن تلتقط هاتفك الذكي في الساعات الأولى للنهار.
ونشر موقع "آف.بي.ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن تأثير استعمال مواقع التواصل الاجتماعي في وقت مبكر من اليوم.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الوظيفة الأساسية لمواقع التواصل الاجتماعي هي تسهيل التواصل مع الأصدقاء والعائلة والحصول على الأخبار والمعلومات والترفيه. وقد وصل الحال بالبعض إلى تفحّصها بمجرد الاستيقاظ من النوم لمعرفة ما حدث في العالم بينما كان يغط في النوم.
انخفاض مستويات الدوبامين
ذكر الموقع أن الدوبامين ناقل عصبي يلعب دورًا مهمًا في التحفيز والمكافأة والتعلم.
وعند تلقي شيء محبب، مثل إعجاب على صورة أو منشور على حسابك، يطلق الجسم الدوبامين مما يخلق شعورًا بالسعادة والرضا. لكن الاستخدام المستمر لمواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى انخفاض مستويات الدوبامين نظرا لتعوّد الدماغ على التدفق المستمر للمحفزات الإيجابية. ونتيجة لذلك، يصبح المرء في حاجة أكثر إلى تصفح مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على نفس المستوى من المتعة.
العواقب السلبية
تتعدد تأثيرات انخفاض مستويات الدوبامين وتشمل زيادة خطر إدمان مواقع التواصل الاجتماعي. وعند الإدمان على شيء ما يصبح المرء غير قادر على التحكم في سلوكه ويفكر باستمرار في كيفية الوصول إلى هذا الشيء ويصيبه نوع من القلق عند فعل ذلك. وتشمل هذه التأثيرات انخفاض الدافع والأداء.
وعند وجود مستويات منخفضة من الدوبامين، يقل الاهتمام بتحقيق الأهداف وإكمال المهام ويصبح من الصعب التركيز وبذل الجهد.
زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى
يرتبط الاكتئاب بانخفاض مستويات الدوبامين، بحيث يؤدي الاستخدام المزمن لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، خاصة لدى الأشخاص الذين يزيد لديهم خطر الإصابة به بالفعل.
الانتقال إلى موجات بيتا العالية
عند الاستيقاظ في الصباح، يمر الدماغ بشكل طبيعي بمراحل مختلفة، بما في ذلك موجات ثيتا المرتبطة بالاسترخاء والتأمل وموجات ألفا المرتبطة بالإبداع والخيال. واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة بعد الاستيقاظ يمكن أن يعطل هذه العملية الطبيعية، مما يجعل الدماغ ينتقل مباشرة إلى موجات بيتا التي ترتبط باليقظة والانتباه.
في الحقيقة، يحمل الانتقال إلى موجات بيتا العالية مباشرة بعد الاستيقاظ العديد من التداعيات من بينها زيادة التوتر والقلق لأن موجات بيتا عادة ما ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق. وعند انتقال الدماغ مباشرة إلى موجات بيتا، قد نشعر بمشاعر القلق والتوتر والتعب. كما ترتبط موجات بيتا بالتفكير السطحي وانخفاض القدرة على التعلم والتذكر لأنه عند انتقال الدماغ مباشرة إلى موجات بيتا نكون أقل قدرة على تذكر المعلومات وتعلم أشياء جديدة.
كيف تحد من التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على الدماغ؟
أورد الموقع أن تقليل التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على الدماغ يتطلب الالتزام بمجموعة من النصائح على غرار الامتناع عن تصفحها مباشرة بعد الاستيقاظ ومنح العقل وقتًا للتحول بشكل طبيعي إلى موجات بيتا، فضلا عن الحد من الوقت الذي تمضيه عليها.
ويمكن إيجاد طرق بديلة لبدء اليوم فبدلاً من التحقق من حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن القيام بشيء آخر، مثل القراءة أو ممارسة الرياضة أو التأمل. وفي حال المعاناة من الإدمان عليها، ينبغي طلب المساعدة من مختص في هذا المجال.
وأشار الموقع إلى أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي له آثار إيجابية وسلبية على الدماغ، لذلك من المهم استخدامها باعتدال وإيجاد توازن بينها وبين الأنشطة الأخرى التي يمكن أن تكون مفيدة للصحة العقلية والجسدية.
