[ تسلا قدمت واحدة من سياراتها من طراز 3 لأي شخص يتمكن من اختراق أنظمة مركباتها (الأوروبية) ]
اكتشف فريق مكون من باحثين أمنيين ثغرة أمنية مروعة في برنامج سيارة تسلا (Tesla)؛ مما سمح لهما بالاستفادة من برنامج السيارة والتحكم فيه من بعد.
ووجد الباحثان رالف فيليب واينمان وبينيديكت شموتزل أن بإمكانهما اختراق نظام المعلومات والترفيه الذي يعمل باللمس للتلاعب في إعدادات القيادة المختلفة، وتحريك الكرسي، والأخطر من ذلك فتح أبواب السيارة وصندوقها وتشغيلها عن بعد، عبر تحليق طائرة مسيرة، تنبعث منها إشارة "واي فاي" (WiFi) تتصل بأحد مكونات السيارة، وفقا لموقع "إنتريستنغ إينجرينغ" (Interesting Engineering).
لحسن الحظ، كان لدى المتسللين نوايا حسنة، وهما من الذين يطلق عليهم "أصحاب القبعات البيض"، فقد لاحظ الفريق الثغرة المثيرة للاهتمام، وتواصل بالفعل مع تسلا، ومنح صانع السيارات الوقت لإصلاح الثغرات الأمنية قبل الإعلان عنها، وأطلقوا على الثغرة اسم "تي بون" (TBONE)، وشاركوها عبر الإنترنت الأسبوع الماضي.
وقال وينمان (أحد المتسللين) في إعلان الفريق "رغم أن تسلا قامت بتصحيح الخلل، فإن الاختراق لا يزال يمثل تهديدا لشركات صناعة السيارات الأخرى التي تستخدم المكون الضعيف نفسه. ويمكن للمخترق الأقل خبرة استخدام خدعة "تي بون" بالسهولة ذاتها للسيطرة على سيارة أخرى، حتى لو لم تكن من طراز تسلا، وتحويل تلك السيارة إلى "دودة" تمنح المتسللين التحكم في المركبات الأخرى المجاورة أيضا".
وكان فريق الاختراق يأمل مشاركة ما اكتشفوه في مسابقة "بي دبليو أن 2 أو دبليو أن" (PWN2OWN) العام الماضي الخاصة بالمخترقين. وعندما لم يتم إجراء هذه المسابقة بسبب جائحة كورونا، قرر الفريق الاتصال مباشرة بسلا لإبلاغها بهذه الثغرات الأمنية، ثم نشر النتائج التي توصلوا إليها عبر الإنترنت.
وقبل نشر المعلومات، كان لدى تسلا الوقت الكافي لمعالجة الثغرات الأمنية، التي لم تعد تشكل مشكلة للمركبات الكهربائية الخاصة بالشركة.
المثير في هذا الاكتشاف أنه يمكن القيام بكل شيء عن بُعد، ولهذا السبب استخدم واينمان وشموتزل طائرة مسيرة للوصول عن بُعد إلى تسلا، ولم يكن على الثنائي حتى رؤية المركبات لاختراقها، ناهيك عن الاقتراب منها.
وشرح الباحثان دافعهما، وقالا "مهمتنا هي جلب قوة الحوسبة السحابية والمحاكاة لاختبار أنظمة السيارات المدمجة، على نطاق واسع".
ويعد هذا النوع من التسلل أو القرصنة مسموحا به، ويقوم عادة هؤلاء المتسللون بالقيام بهذه الأعمال طلبا لجوائز تقدمها الشركات لمن يستطيع اختراق أنظمتها لمعرفة الثغرات فيها، ومن هنا جاءت تسميتهم "أصحاب القبعات البيض).
فليس من المستغرب أن يجد الأشخاص ثغرات في الأنظمة، خاصةً عندما تكون جديدة أو إذا قامت بتحديثات للبرامج.
والشركات التي تصدر برامج جديدة ترحب إلى حد كبير بهذه المعلومات، ويتم تداول عدد من برامج مكافآت الأخطاء على نطاق واسع، مما يشجع المتسللين والمتحمسين للتكنولوجيا على محاولة اختراق أو اكتشاف نقاط الضعف في الأنظمة للحصول على أموال مقابل تقديم ما اكتشفوه من معلومات.
وفي عام 2019، قدمت تسلا واحدة من سياراتها من طراز 3 لأي شخص يتمكن من اختراق أنظمة مركباتها.