[ فيسبوك.. زوكربيرغ في عين العاصفة ]
"مارك زوكربيرغ لديه سلطات مخيفة. لا بد من تفكيك الشركة" هكذا قالت سارة ميلر المديرة المساعدة للمجموعة الجديدة "التحرر من فيسبوك" المقربة من الديمقراطيين بصوت ناعم، ولكنه في نفس الوقت حازم.
وأكدت أن فيسبوك بما لها من "تأثير سياسي وتداول غير محدود للأخبار، مع تسيير غير مسؤول للمعلومات الشخصية للأفراد، يعد أسوأ أنواع الاحتكار بالعالم".
وقد شاركت أما أمانويل بلانكيت المستشارة السابقة لهيلاري كلينتون في ما وصفته صحيفة لكسبريس الفرنسية بالهجمة المنظمة التي تتعرض لها فيسبوك من جهات متعددة.
وعرضت بلانكيت سلسلة من الفضائح المتكررة وقعت فيها فيسبوك هذه السنة كان آخرها دخول قراصنة إلى معلومات سرية تخص 14 مليون شخص، تشمل أسماء وعناوين وأرقام هواتف مع آخر 15 بحثا على الشبكة.
وقد استدعى هذا الاختراق تحقيقا من الشرطة الفدرالية الأميركية (إف بي آي) لتقييم مدى كفاءة الطرق المستخدمة في تأمين المعلومات لدى فيسبوك.
وتقول لكسبريس في مقال بعنوان "فيسبوك.. مارك زوكربيرغ أمام الحساب" إن الأزمات المتتالية أرغمت زوكربيرغ الذي وصفته بالخجول على الظهور عدة مرات أمام الجمهور للدفاع عن شركته.
وبالفعل ظهر المدير "الخجول" أمام الكونغرس ليشرح مدى تدخل شركته في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك بعد فضيحة "كمبريدج أنالتيكا" التي حصلت على معلومات 87 مليون حساب عن طريق فيسبوك.
وقد ظهر زوكربيرغ أمام البرلمان الأوروبي والتقى بالصحافة عدة مرات، ولكن كل ذلك لم يحسن من صورته، حسب الصحيفة.
"حطمتم الديمقراطية"
وقد ازداد الأمر سوءا خلال اجتماع المساهمين بفيسبوك في كاليفورنيا، وذلك حين فاجأتهم لافتة في السماء تسحبها طائرة وقد كتب عليها "لقد حطمتم الديمقراطية".
وفي هذا الاجتماع -بعد طرد سيدة اعتبر خطابها حادا- اضطر المدير "الخجول" إلى تبرير عدم مكافحة الأخبار الكاذبة بالانشغال بالهجمات الإلكترونية.
ونتيجة لذلك قدمت "كتلة المستثمرين" شركة تريليوم لإدارة الأصول/ Trillium Asset Management مقترحا يقضي بمعاقبة زوكربيرغ وتقليص صلاحياته بسبب تسييره السيئ للفضائح المتكررة، مع الإشارة إلى أن تحقيق ذلك مستحيل لامتلاك المدير عددا مريحا من الأصوات.
وقد اتهم بنوا بيدالو عضو جمعية الدفاع عن الحريات والحقوق الأساسية للعالم الرقمي (مربع النت) فرق واتساب وإنستغرام بأن همهم جمع المال من خلال الترويج واستغلال المعلومات الشخصية، وقدم شكوى بهذا الصدد.
ولكن آن سوفي بوردري المديرة العامة السابقة للشؤون العامة لفيسبوك في فرنسا وجنوب أوروبا رأت أن هذه الأمور لن تحد من الأهمية المتصاعدة للشركة وقدرتها على التأثير، خاصة أنها استطاعت مواكبة الربيع العربي وساهمت بنجاحه في تونس رغم وقوع بعض الأخطاء.
ومع ذلك -قالت الصحيفة- فإن ما تعانيه فيسبوك أدى إلى سلسلة من الاستقالات خلال الأشهر الستة الماضية، بدءا من مؤسس واتساب جان كون وانتهاء بصاحب سماعات أوكليس للواقع الافتراضي برندان إيريب.
وإثر ذلك شهد فيسبوك هبوطا حادا في الأسهم خسر خلاله 119 مليار دولار، مما أثار قلق المستثمرين وأظهر الحاجة الماسة إلى طرق جديدة لتنمية الشبكة الأصلية التي هجرها الشباب إلى سنابشات، على أمل أن تقوم بتلك المهمة إنستغرام وواتساب اللتان يتابعهما ملياران ونصف مليار شخص، خاصة أن زوكربيرغ أثار حماس المشرفين عليهما حين كتب على قطعة من الكرتون يذكر بأنه المسيطر.
"اشطبوا فيسبوك"
غير أن سيطرة زوكربيرغ تلك أزعجت مؤسس الرسائل السريعة برايان أكتي الذي كتب مقالات بمجلة فوربس يقول في أحدها "لقد بعت الحياة الشخصية للمستخدمين وحصلت على أرباح طائلة، وبذلك حددت لنفسي خيارا، وعلي أن أتعايش بصورة دائمة مع ذلك الخيار".
وبعد أن أصبح مليارديرا لم يرتح برايان -الذي يدافع عن حرية الرسائل- للتعديلات التي تتيح لفيسبوك حرية أكثر في جمع المعلومات الشخصية.
وقد بعث برايان أخيرا برسالة على تويتر يقول فيها "اشطبوا فيسيوك. حان الوقت". وبالفعل تخلص ربع الأميركيين من فئة الشباب ما بين 18 و29 سنة من فيسبوك حسب دراسة لمعهد بيو للبحوث، ولكن فيسبوك ضاعف للمغادرين مهلة التفكير قبل الانسحاب التام منه.
وقالت الصحيفة إن هذا القرار يأتي قبل أسابيع من اقتراع جد حساس، إذ يثير قرب الانتخابات النصفية الأميركية مخاوف من تدخل جديد لفيسبوك الذي أعلن أنه اتخذ تدابير صارمة لتفادي أخطاء الماضي.
واعتبرت المدير المساعدة لمجموعة "التحرر من فيسبوك" أن هذه الانتخابات ستكون بمثابة اختبار لفيسبوك الذي ترى أنه فقد كثيرا من الأصدقاء يمينا ويسارا.