[ احط نفسك بالاشخاص الناجحين كي تنجح ]
بدأ كثير من الشعوب تدرك مدى هوسها بمفهوم "الانشغال" في حد ذاته قبل عدة سنوات ويقر كثير منا بأن المجتمعات الحديثة أصبحت مدمنة لحالة الانشغال وأصبح هناك اعتياد لنمط الحياة القائمة على الانشغال الدائم والمستمر لدرجة أن الناس يشعرون بالذنب إذا توقفوا عن ذلك.
وما زال الكثير من الناس يقولون إنهم مشغولون للغاية عندما تسألهم عن أحوالهم، يقول لك أحدهم "أنا مشغول" أو "مشغول للغاية" أو "مشغول لدرجة لا تتخيلها" وكلها كلمات تنم عن التفاخر في صورة شكوى، لكن مع الملاحظة الدقيقة تدرك أنه رغم انشغال هؤلاء الناس فإنهم لا يحرزون تقدما كبيرا فيما يبدو. تسألهم لماذا لا يفعلون الأشياء التي يقولون إنهم يريدون فعلها وردهم الدائم هو "لأني مشغول". ما هو سر انشغالك؟
متى نسينا أننا بشر ولسنا آلات؟ الانشغال لا يعني التقدم. البشر في حاجة إلى الوقت للتفاعل بين الناس، فنحن في حاجة إلى وقت لنجلس مع من نحب ونتحدث معهم عن أحوالنا. نحتاج وقتا لإجراء محادثات لها مغزى وبوتيرة هادئة دون تعجل بسبب كوننا مشغولين.
إذا وجدت نفسك منشغلا بشكل زائد ولا تحرز ما يكفي من التقدم فلابد أن تبطيء وتيرة حياتك قليلا. إن إصرارنا على الاستمرار في الانشغال له أثر مدمر على سلامتنا مثل الإرهاق والإنهاك والمزيد من التوتر والعجز عن التركيز. فقط توقف عن هذا الانشغال الشديد.
فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن تستخدمها لتجنب انشغالك طوال الوقت.
1.توقف عن استخدام كلمة "مشغول" الكلمات أدوات قوية جدا، إذ أن ما نفكر به ونتحدث عنه باستمرار يبقى محفورا في أذهاننا ويتجلى في تصرفاتنا. إذا واصلت استخدام كلمة "مشغول" فسيكون حالك كذلك سواء عن وعي أو بشكل غير مقصود. استبعد كلمة "مشغول" من مصطلحاتك اليوم، وبدلا من ذلك حاول العثور على طرق إيجابية وبناءة للتعبير عن الحاجة للوقت. مثلا عندما يسألك الناس عن أحوالك يمكن أن تقول "أحاول التغلب على بعض العراقيل لكني في تقدم، ماذا عنك؟" أو يمكن أن تقول "لدي أفكار شيقة حاليا، ماذا عنك؟"
2.كلف آخرين بإتمام العمل الزائد او أجله هناك فرق كبير بين أن تقول أنك مشغول عندما لا تكون مشغولا، وبين أن تكون مشغولا بالفعل. أحيانا نكون مشغولين فعلا بإقامة الشبكات ومقابلة الناس وكذلك إدارة مشاريع وبعض المصالح الأخرى. يمكن أن تكون هناك الكثير من الأنشطة التي تقوم بها لكن هذا لا يعني أنك تحرز أي تقدم.
فتش في حياتك وحدد ما إذا كنت قادرا على التقليل من بعض اأنشطة لزيادة التركيز وإتاحة وقت إضافي لنفسك. أنت تريد أن تكون متقنا لعدد من الأشياء بدلا من أن يكون أداؤك متوسطا في أشياء كثيرة. اختر ما يصل إلى ثلاثة أنشطة تقوم بها يوميا. كلف آخرين بالأنشطة المتبقية أو أجلها، فسيساعدك هذا على تنظيم حياتك.
3.قل "لا" لأشياء كثيرة تريد القيام بها عبارة "تعلم قول كلمة لأ" أصبحت نصيحة متكررة هذه الأيام ويسهل افتراض أنها تعني فقط أن تقول لا للمهام الصعبة المشتتة التي لا تحقق الكثير من النجاح، لكن اليزابيث جيلبرت مؤلفة كتاب "أكبر وأصعب درس" تقول إنه "تعلم كيفية قول لا لأشياء تريد القيام بها فعلا."
هناك الكثير الذي تريد القيام به لكن عليك أن تتعلم أن تقول لا بحيث تستطيع التركيز على عدد محدود من الأشياء المهمة حقا. مثلا عليك أن تقول "لا" لرسائل العمل إّذا كنت تقضي وقتا مع الأسرة بعد ساعات العمل.
4.أحط نفسك بالناجحين من ذوي الفكر المماثل لاحظ جيم رون رائد الأعمال والكاتب في مجال التنمية الذاتية أن كل شخص منا يمثل متوسط أكثر خمسة أشخاص نقضي أوقاتنا معهم. من نقضي معهم أغلب الوقت يؤثرون على تفكيرنا وتقديرنا لذواتنا وقراراتنا، بل إنهم يؤثرون على إنتاجيتنا ومدى "انشغالنا.
إذا أحطت نفسك بالأشخاص الذين يعتبرون "الانشغال" جزءا من الوجاهة الاجتماعية بمعنى أن لك أهمية ومطلوب كما يفعل أغلب الناس فمن السهل اختيار نمط الحياة القائم على هذا "الانشغال" حتى تكون مشابها لهم.
تخلص من "المنشغلين" دائما من حياتك كلما أمكن وأحط نفسك بأشخاص أكثر نجاحا وتكون بينك وبينهم قيم مشتركة. الأشخاص الأفضل منك سيجعلونك أفضل، أما الأشخاص الذين لديهم أفكار مناقضة لأفكارك وعادات سيئة سيدفعونك معهم للأسفل.
5.حدد وقتا للراحة والاسترخاء الراحة والاسترخاء مهمين جدا لحياتنا. عندما شعر لاعب كرة السلة الشهير مايكل جوردن بالتعب، قرر الجلوس والراحة ولم يكن من المهم أن فريقه خاسر بخمسين نقطة وأنه في حاجة إليه، لكنه ارتاح. قال جوردن أنه ركز 100 بالمئة على الراحة والاسترخاء خلال هذا الوقت. لم يفكر في الرمية التي أخطأها أو الأهداف التي عليه تسجيلها عندما يعود. جعل جوردن لفترة الراحة قيمة كبيرة جدا واستغلها أفضل استغلال. كان يعرف جيدا أن استغلال وقت الراحة جيدا يعني أنه سيكون في حالة رائعة عندما يعود إلى المباراة مرة أخرى.
يمكن أن نطبق هذا المبدأ في حياتنا. خصص يوما واحدا على الأقل في الأسبوع للراحة والاسترخاء. حدد الوقت في جدول أعمالك والتزم به جيدا. وحاول أن تجد فرصا للاسترخاء خلال اليوم. مثلا إذا كانت هناك أنشطة تجعلك تخرج من المكتب كن مقبلا على مثل هذه الأنشطة، فسوف تتيح لك أخذ قسط من الراحة وبعض الهواء المنعش. إذا لم تحصل على ما يكفي من الراحة والاسترخاء سوف تشعر بالإنهاك ولن تحقق أي نجاح.
6.ابتعد عن التكنولوجيا بالنسبة لكثير منا أصبح الفاصل بين العمل والبيت منعدما تقريبا. نفتح أجهزتنا دائما وبشكل متواصل من أجهزة كمبيوتر إلى الهواتف الذكية مما يعني عدم وجود فاصل بين المكتب والمنزل. عندما يخلد الأطفال إلى النوم نفتح أجهزتنا مرة أخرى ونبدأ في العمل إلى وقت متأخر من الليل.
ولا يتوقف سيل الرسائل التي تصلنا. أغلق الكمبيوتر، ابتعد عن الانترنت، وأبعد نفسك عن كل الأجهزة الأخرى وحاول الانفصال عن العمل لفترة من الوقت كل يوم. حاول أن تمشي لأطول فترة ممكنة. انفرد بنفسك وبأفكارك.
مئات الرسائل الموجودة في بريدك الالكتروني يمكن أن تنتظر. ليس من الضرورة أن يكون الانشغال جزءا من حياتك. تذكر أنك قادر على استعادة السيطرة على وتيرة حياتك مرة أخرى.