في أعقاب تحقيق شركات التقنية الكبيرة في سيلكون فالي لنتائج قياسية خلال العام الماضي، تستعد ألفابت الشركة الأم لجوجل، التفوق على مايكروسوفت من حيث العائدات هذا العام، ما يدل على تغيير قادم وسط كبريات شركات البرامج التي بدأت رحلة الثراء منذ حقبة الدوت كام.
وتؤكد آخر التقارير الفصلية للأرباح، أن عائدات جوجل على وشك تجاوز 100 مليار دولار هذا العام، بفضل ارتفاع عائداتها الإعلانية، ما يرجح إمكانية تجاوزها لمايكروسوفت عند بلوغها هذا المستوى. وبلغت عائدات ألفابت في السنة الماضية 90.3 مليار دولار، لتحل خلف مايكروسوفت بنسبة قليلة عند عائدات قدرها 93.1 مليار دولار.
وتعزز نتائج ألفابت للربع الأول، النمو القوي الذي أحرزته الشركة في قطاع الإعلان، حيث ارتفعت الأرباح بنسبة 8% والعائدات بنحو 22%، في الوقت الذي اتسم فيه نمو مايكروسوفت بالبطء، الذي لم يتجاوز 2% للعائدات خلال الربع الأخير من 2016 مقارنة مع 2015.
وتعتبر خدمات الحوسبة السحابية، من أكثر الحقول التي تحتدم فيها المنافسة بين جوجل ومايكروسوفت، المجال الذي ظلت كلا الشركتين تكرس له موارد عديدة.
وأعلنت مايكروسوفت، مؤخراً عن مضاعفة عائدات خدمة أزور للحوسبة السحابية، مقارنة بالسنة الماضية.
كما ساعدت أيضاً، في تهدئة مخاوف المستثمرين حول هوامش أرباح الأعمال الجديدة، من خلال الكشف عن إجمالي أرباح بنحو 48%.
وعلى جانب ألفابت، يحرز قطاع الحوسبة السحابية نمواً فائقاً، خصوصاً بعد زيادة الشركة لوتيرة منتجاتها وإبرامها لتحالفات مع بعض الشركات مثل، إنتل وتطبيق سلاك للدردشة.
وساعد النمو في قطاع الحوسبة السحابية أيضاً، بعض الشركات العاملة في صناعة أشباه الموصلات مثل إنتل، التي أعلنت عن ارتفاع مبيعات الرقاقات ومراكز البيانات بنسبة سنوية وصلت إلى 8% خلال آخر ربع.
وفي الوقت الذي تتسابق فيه ألفابت ومايكروسوفت، لتجاوز عتبة 100 مليار دولار من العائدات، يبدو أن رواج منتجات مثل، يوتيوب، سترجح كفة محرك البحث.
وفي غضون ذلك، تسارع شركات التسويق لنيل أكبر حصة ممكنة من المستهلكين والمراهقين الذين ينفقون الكثير من الوقت والمال مقابل الحصول على خدمات يوتيوب عند الطلب والتي شكلت واحداً من مصادر النمو القوية لشركة ألفابت خلال الربع الأخير.
وعلى العكس من مايكروسوفت، فشلت ألفابت في تحقيق توقعاتها، نتيجة ارتفاع التكلفة بنحو 3% على نحو سنوي وذلك لاستثمارها في مراكز البيانات والأجهزة وشراء المحتوى من يوتيوب، بالإضافة إلى ارتفاع فاتورة الضريبة.
وفي غضون ذلك، ينبغي على مايكروسوفت الاعتماد على الاستمرار في تطوير سوق الكمبيوتر الشخصي، بجانب النمو في خدمات الحوسبة السحابية، من أجل الوصول لعتبة 100 مليار دولار المستهدفة.
وأسهمت التحسينات التي أجرتها مايكروسوفت على نشاط الحوسبة الشخصية، في دفع أرباحها خلال الربع الأخير من العام الماضي، ليكون بذلك الفرع الوحيد في الشركة الذي يحقق مكاسب في الأرباح التشغيلية.
وبعد خمس سنوات من التراجع في مبيعات الكمبيوتر الشخصي، من المتوقع أن يشهد العام الحالي تحسناً ملحوظاً، حيث من المنتظر انخفاض شحنات الكمبيوتر الشخصي 1%، مقارنة مع 6% في السنة الماضية.
وارتفعت عائدات مايكروسوفت في قسم الكمبيوتر الشخصي خلال الربع الأخير، مدفوعة بالتراخيص التي تصدرها الشركة لمصنعي الكمبيوتر.
وارتفعت عائدات القسم إلى 11.8 مليار دولار، بانخفاض قدره 4% عن 2016، ربما نسبياً بسبب تراجع مبيعات الهواتف النقالة.
وفي حين، تراجعت وتيرة البطء العام في سوق الكمبيوتر الشخصي مما يقارب 10% لدون 5%، بدأت ملامح التحسن أكثر وضوحاً لكنها لم ترق لدرجة الطموح بعد.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز