لا يستطيع أي شخص إنكار أن الهواتف الذكية أصبحت في متناول أيدي الجميع ومنهم الأطفال، وهي مثل أي تكنولوجيا حديثة لها سلبيات وإيجابيات خصوصا على صغار السن، حيث استفاضت أغلب الدراسات في التحدث حول السلبيات، لكن الدراسات التي تحدثت عن إيجابيات تعامل الأطفال مع هذه الأجهزة الذكية ومحتوياتها الإلكترونية لا تزال قليلة ومحدودة.
ويؤيد الكثير من الخبراء استخدام الأطفال للأجهزة الذكية ولكن بشكل مقنن ومنتظم وخاضع لرقابة الأهل، لما لهذه الأجهزة من بعض الفوائد.
وقال أستاذ علم النفس في الجامعة الهاشمية بالأردن زهير شاكر إنه "لا ضرر نفسي على الأطفال إذا استخدموا الهواتف بشرط أن يكون بأوقات محددة".
وقال شاكر لـ"عربي21" إنه من خلال استخدام الطفل لهذه الأجهزة يتم تحفيز الطاقة الكامنة عنده، كما أن هذه الأجهزة تُنمي الذكاء المعرفي، وهذا يساعد في تطوير قدراته الذاتية والمهارات عبر اكتساب المعرفة بوساطة وسائل الاتصال والبرامج المتواجدة على هذه الأجهزة.
ومن الناحية التربوية منحت هذه الأجهزة للطفل المتعلم نافذة على المعرفة والعلوم المختلفة ولم يعد يقتصر اكتسابه للمعرفة التربوية على ما يتلقاه الطالب في المدرسة، كما أصبح يدخل من خلالها على عوالم مختلفة عن عالمه الصغير المحيط به سواء في البيت أو في المدرسة أو بيئته المحيطة به.
وشرحت نوال صالح أبوسكر، وهي مرشدة أسرية وتربوية عربية، في حديث خاص لـ"عربي21" الآثار الإيجابية التربوية لاستخدام الأجهزة الإلكترونية على الأطفال، مؤكدة أن أهم إيجابية هي "الاطلاع على ثقافات أخرى والتفرد باكتساب مهارة معينة".
لكن أبوسكر أكدت أنه حتى يتم تفعيل الأثر الإيجابي للأجهزة الذكية فإنه يتوجب على الأهل تحديد مدة معينة لاستخدام الأجهزة الذكية، وأضافت: "يُفضل ألا تتجاوز مدة الاستخدام نصف ساعة يوميا للشاب البالغ، أما بالنسبة لطلبة المدارس فالأفضل استخدامها فقط في نهاية الأسبوع ساعتين ولكن بشكل متفرق بحيث يكون هناك فاصل حركي بين كل نصف ساعة".
وتشهد أجهزة الهواتف الذكية انتشارا واسعا في مختلف أنحاء العالم، حيث أصبحت في يد كل شخص بالعالم تقريبا، كما أن نحو ربع سكان الكرة الأرضية حاليا يستخدمون شبكة التواصل الاجتماعي الرئيسية (فيسبوك)، وفي السنوات الأخيرة أصبحت أجهزة الحواسيب اللوحية تلقى رواجا واسعا على مستوى العالم، وارتفعت مبيعاتها حتى باتت تنافس أجهزة الحاسوب التقليدية، سواء الحواسيب اللوحية أو المكتبية على حد سواء.