تمتلئ مواقع الإنترنت -خاصة شبكات التواصل الاجتماعي- بصور الطعام، سواء كانت طبقا من الثريد أو صحنا من الكبسة أو أسياخا من الكباب والدجاج، فلماذا يحب الناس مشاركة شيء اعتيادي للغاية مثل الطعام على الشبكات الاجتماعية؟
ويمكن ملاحظة انتشار ظاهرة تصوير الطعام التي تزداد في مناسبات معينة كشهر رمضان ومواسم الرحلات والعزائم.
وتختلف الآراء في هذه الظاهرة، بين من يراها أمرا طبيعيا، ومن يراها سلوكا نفسيا مرضيا يركز على المفاخرة، في حين يقول آخرون إن صور الطعام المنتشرة قد تعيق عملية التحكم في الغذاء وتناول الطعام الصحي، مع كل هذه المشهيات التي تفتح قابلية الشخص وتشجعه على تجربة الأطعمة التي يراها، والكثير منها غير صحي.
فمثلا أجريت دراسة في ألمانيا من قبل معهد الرأي "يوجوف" كشفت عن أن 61% من الألمان صوروا ما كانوا سيتناولونه ولو مرة واحدة، بينما صور 51% منهم الأطباق التي طبخوها بأنفسهم، وبلغت نسبة من التقطوا صورا في المطاعم حينما كان طعم الطعام جيدا أو مظهره جذابا نحو 44%.
بخلاف هذا فإن واحدا من كل ثلاثة أشخاص كان يوثق بكاميرته المظاهر المتعلقة بالطعام خلال رحلته، بينما يرفع واحد من كل أربعة هذه الصور على شبكات التواصل الاجتماعي.
ما السبب؟
هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة وفقا للخبراء، تتراوح بين تحفيز الشهية بحيث يصبح مذاق الطعام ألذ، ووجود مرض نفسي يتمحور حول التباهي والتميز.
وحول الطعم، أكد خبراء أميركيون مؤخرا أن طعم المأكولات المصورة يكون غالبا أفضل، وهو ما أوضحته دراسة نشرت في "جورنال أوف كونسيومر ماركتينج"، حيث ترى أن التصوير يحفز شهية من يلتقط الصورة ويجعل مذاق الطعام ألذ بالنسبة له.