[ الكرات الرسمية لكأس العالم في قطر أثناء شحنها قبل المباريات (مواقع التواصل) ]
لم يكن أكثر أصحاب الخيال العلمي يتوقّع أن تصبح الكرة التي تُركل بالقدم ذكية وتسجل البيانات وتُشحن قبل الاستخدام، لكن التقنية الحديثة حوّلت الخيال إلى واقع في الكرة الرسمية "الخارقة"، التي تُستخدم في مباريات وتدريبات المنتخبات بكأس العالم 2022 في قطر.
وصنعت شركة "أديداس" للملابس والأدوات الرياضية -المنتجة لكرة القدم الرسمية لكأس العالم المقامة حاليًا في قطر- كرة "الرحلة" لتواكب التقدم العصري، وتساعد في رصد كل صغيرة وكبيرة، كما تساعد الحكام أيضًا.
ولفتت الشركة الألمانية الأنظار إلى الكرة في بيانها التي أصدرته -أمس الثلاثاء- عن الهدف الذي طالب رونالدو باحتسابه باسمه في مباراة أوروغواي، مدعيًا أنه لمس الكرة قبل أن تسكن الشباك، وجاء فيه أنه "في المباراة بين البرتغال والأوروغواي، وباستخدام تقنية الكرة المتّصلة الموجودة في كرة المباراة الرسمية "الرحلة" من "أديداس"، يمكننا بشكل نهائي تأكيد عدم وجود أي اتصال لرأس كريستيانو رونالدو بالكرة".
وأضافت الشركة أنه "لا يمكن قياس أي قوة خارجية على الكرة، كما اتضح عدم وجود (نبضات قلب) في قياساتنا، وفي الرسم المرفق مستشعر IMU 500 هرتز الموجود داخل الكرة، يتيح لنا أن نكون دقيقين للغاية في تحليلنا".
وقد تم وضع مستشعرات متطورة وبالغة الحساسية داخل كرات المباريات في كأس العالم في قطر، لمساعدة تقنية الفيديو (VAR) على ضبط حالات التسلل بأكبر دقة ممكنة، وتمكّن هذه التقنية من جمع بيانات لكل لمسة بمعدل 500 مرة في الثانية، يتم إرسالها فورًا للحكام في غرفة "الفار" لمساعدتهم في اتخاذ القرار المناسب.
وترسل البيانات فورًا من المستشعرات إلى نظام تحديد المواقع المحلي (LPS)، من خلال هوائيات الشبكة المثبتة حول ميدان اللعب، والتي تستوعب البيانات وتخزنها للاستخدام الفوري.
بطارية تشحن قبل المباريات
وكشفت الشركة أن الكرات مزودة ببطارية صغيرة تُشحن مثل الهاتف المحمول، وذلك لتشغيل المستشعر، ويضمن الشحن أن تعمل الكرة لمدة 6 ساعات متواصلة أو متفرقة، أو حتى 18 يومًا عندما لا تُستخدم.
يزن المستشعر 14 غرامًا فقط، ويعطي إمكانية تتبع الكرة أثناء المباراة، مع وضع الكاميرات حول الملعب لمساعدة الحكام على تحديد حالات التسلل (كما في تقنية التسلل شبه الآلي الحديثة)، والقرارات الأخرى.
وقال الشريك المؤسس والمدير الإداري لشركة (KINEXON) التي صنعت المستشعر ماكسيميليان شميدت، "في أي وقت تُركل الكرة أو تُضرب بالرأس أو تُلقى أو حتى يتم النقر عليها، يلتقطها النظام بمعدل 500 إطار في الثانية".
وأضاف "عندما تطير الكرة خارج الملعب أثناء سير اللعب، ويتم إلقاء كرة جديدة أو ركلها لاستبدالها، يتحول نظام (KINEXON) الخلفي تلقائيًا إلى إدخال بيانات الكرة الجديدة، دون الحاجة إلى تدخل بشري".
والمثير أن شركة أديداس صمّمت كرة مونديال قطر لتكون سريعة للغاية، وهو أمر أوضحه لاعب المنتخب الإنجليزي كيران تريبير، حتى إنه يجعله يكافح من أجل الكرات الثابتة.
وأضاف تريبير "في كل مرة عبرت فيها الكرة (خارج الملعب)، شعرت أن الكرات مختلفة بعض الشيء، ولكن لا توجد أعذار حقًا. أود أن أقول إن الكرات مختلفة بعض الشيء، لكنها ليست الحرارة أو أي شيء آخر. أشعر أنها أخف قليلًا. تشعر أنه إذا وضعت الكثير من القوة عليه فسوف تطير بعيدًا".
سريعة لكنها قليلة الارتداد
وسألت الجزيرة نت بعض اللاعبين والمدربين في قطر عن تجربتهم مع كرة "الرحلة" فأجمعوا على أنها تتميز بالسرعة على الأرض (مثلما قال تريبير)، لكنها قليلة الارتداد إذا اصطدمت بالأرض على عكس الكرات الأخرى، وهذه الصفة تجعلها تظل بشكل أكبر داخل حدود الملعب، مؤكدين أنها تحتاج للتعود عليها في التدريبات، حتى لا يفاجأ اللاعب بخصائصها الفريدة في الملعب.
ويقول أستاذ كرة القدم والمحاضر الدولي الدكتور جمال إسماعيل النمكي للجزيرة نت إن "أحد أهداف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" رفع معدل الأهداف في المباريات، وزيادة سرعة اللعب فيها؛ لأنهما المتعة الأكبر والإثارة الحقيقية لجماهير كرة القدم، ومن المؤكد أن شركة أديداس تناغمت مع هذا الهدف بإنتاج كرة سريعة نسبيًا".
ويضيف النمكي أن الضحية الأكبر لسرعة الكرة هم حراس المرمى، الذين يتعرضون لضغط أكبر في المباريات بسبب هذه السرعة، التي من المؤكد أنها ستزيد بشكل أكبر مع تقدّم التقنية.
وعلمت الجزيرة نت أن موظفي الفيفا والشركة المنتجة للكرة هم من يجهزون الكرات قبل المباريات ليتم نشرها حول الملعب بالإضافة إلى كرة مع الحكم، الذي يكون مسؤلا عن اختبار وزن ومحيط الكرات حسب متطلبات المادة 2 "الكرة" من قانون كرة القدم.