توج ريال مدريد عن استحقاق، بلقب كأس السوبر الأوروبي، بانتصاره بهدفين دون رد على حساب آينتراخت فرانكفورت الألماني.
وبنفس الصورة والحسم وقوة الخطوط، التي أنهى بها الموسم الماضي حينما توج بلقبي الليجا ودوري أبطال أوروبا، لم يظهر أي اختلاف على الريال الذي بدا لاعبوه متشوقين مجددًا لحصد المزيد من الكؤوس، وهو ما ظهر جليا في السوبر القاري.
وفيما يلي أسباب الانطلاقة الناجحة للموسم من قبل ريال مدريد، الذي يطمح فيه للتتويج بالسداسية التاريخية:
1- الرغبة في الكأس الـ 14
تحت إدارة كارلو أنشيلوتي، فإن لاعبي الفريق يظهرون احترامهم الشديد للكرة وكذلك لقميص ريال مدريد وجماهيره، ليؤكدوا رغبتهم في العودة للفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ 14 في تاريخ الملكي.
أنشيلوتي دفع بنفس التشكيلة التي سبق وراهن عليها في نهائي باريس أمام ليفربول ليتوج بالتشامبيونزليج، هي نفس التشكيلة التي حققت أكثر من ريمونتادا في البطولة القارية، التي لم يكن الفريق مرشح لها بالأسماء ولكن نعم بالتاريخ، وهو ما جعلهم يؤمنون بقدرتهم على الفوز بأي لقب.
واعتادت الجماهير على عبارة "ريال مدريد لا يلعب النهائيات بل يفوز بها"، فالفريق الملكي لم يخسر سوى نهائي أوروبي واحد منذ عام 2000، وكان أمام أتلتيكو مدريد بالسوبر القاري، لكنه فاز بـ 16 نهائيا آخر من أصل آخر 17 على مستوى القارة.
ولم يكن فرانكفورت بالمنافس القادر على مجابهة الريال، وباستثناء خطأ فادح من فيرلاند ميندي، سمح للحارس تيبو كورتو بالظهور والتألق ليحمي عرين الفريق، فإن الملكي سيطر على مجريات اللقاء وكان الأحق بالفوز.
2- بنزيما ويوم مميز آخر
كان يوما مميزا لكريم بنزيما، فقد سنحت للاعب الفرنسي، الفرصة لرفع أول لقب كقائد لريال مدريد.
كما تجاوز رقم راؤول جونزاليس ليصبح ثاني الهدافين التاريخيين للريال، بفارق بعيد عن رقم كريستيانو رونالدو، مواصلًا كذلك حصده للألقاب بالقميص الملكي ومهددا رقم مارسيلو (25 لقبا)، حيث يبتعد عنه بلقبين فقط في عام يطمح فيه للتتويج بخمسة ألقاب أخرى.
وعانى بنزيما من أجل الظهور في النهائي لكنه نجح أخيرا في فك دفاعات فرانكفورت، وكان حاسما في تسجيل الهدف الثاني من تسديدة قوية بيمناه على حافة المنطقة، لم يستطع حارس الفريق الألماني التعامل معها.
وكان هذا الهدف هو رسالة من بنزيما لإدارة الريال بعدم البحث عن بديل له في سوق الانتقالات الصيفية، بعد فشلها في التعاقد مع مبابي، فالأهداف مضمونة في وجود الفرنسي، طالما لم يتعرض لإصابات في عام مليء بالمباريات وبكأس العالم.
3- أنشيلوتي والرغبة دائما في المزيد
"يذهلني هذا الرجل وهو في الـ63 من عمره ولا يزال يرغب في مواصلة التطور، يبدو مثل الطفل وهو يرغب في تحقيق الانتصار"، كانت هذه جملة كاسيميرو التي وصف بها أنشيلوتي، التي منحته كرة القدم فرصة ثانية غير متوقعة لقيادة ريال مدريد، حينما بدا أن مسيرته بدأت في التراجع بعد مشوار طويل من النجاحات.
ويطمح أنشيلوتي في المزيد من الألقاب ويستمتع بغرفة الملابس الأكثر صحة التي يقودها، على حد وصفه، طوال مشواره.
وأصبح أنشيلوتي المدرب صاحب أكبر عدد من ألقاب السوبر الأوروبي، متخطيا بيب جوارديولا، وأضاف لقبه الثامن في بداية الموسم الرابع له في قيادة ريال مدريد، مبتعدا بثلاثة ألقاب خلف زين الدين زيدان، ويحلم بالطبع بالوصول لألقاب المدرب السابق، ميجل مونيوز (15 لقبا).
وتظهر أيدي أنشيلوتي بوضوح في تطور الفريق، سواء اعتماده على جهاز فني شاب بقيادة نجله دافيدي، أو رؤيته في التدريبات الأسبوعية للفريق.
4- رد فعل كاسيميرو
ظهر كاسيميرو بشكل مميز في السوبر، وكان له دور رائع في التغطيات وكان مستعدا دائما في معركة خط النصف، مع القيام بأدوار دفاعية أشاد بها زملاؤه ومدربه.
كما قدم دورا مهما في الهجوم، بصناعته للهدف الأول، كما تألق في الشوط الثاني وكاد يهدي فريقه هدفا ثالثا لولا تدخل العارضة، ليصبح أفضل لاعبي الفريق في المباراة، التي غادرها وساقه دامية ولكن على وجهه السعادة بفضل أدائه.
ورد اللاعب البرازيلي بهذا الشكل على الجميع وأكد كونه لاعبا لا غنى عنه، حتى في ظل التعاقد مع أوريلين تشواميني بمقابل 80 مليون يورو إضافة للمتغيرات.
5- ريال مدريد أكثر صلابة
مع تتويجه بلقب كأس السوبر الأوروبي بثنائية دون رد، فقد حافظ ريال مدريد على شباكه نظيفة للنهائي الثالث تواليا.
ويعود الفضل في جزء كبير من هذا النجاح لتألق الحارس تيبو كورتوا، الذي بدا مستعدا للتألق في إنقاذ شباكه ومساعدة زملائه، لكن مجهوده يضاف بالتأكيد للعمل الجيد من قبل خط الدفاع الملكي.
وأمام آينتراخت، سمح الريال فقط للاعبي الفريق الألماني بالقيام بـ 3 تسديدات على المرمى، وبالتأكيد ستزداد هذه الصلابة مع بدء الدفع بالثنائي المنضم حديثا للريال، تشواميني وأنطونيو روديجر، مع الوضع في الحسبان إمكانياتهما البدنية الضخمة.
كما بدا واضحا تألق إيدير ميليتاو، حيث يشعر الآن كل لاعب في دفاعات الريال بأنه بحاجة لتقديم كل ما لديه لإثبات جدارته باللعب، نظرا لشدة المنافسة.
لكن الريال سيكون المستفيد الأكبر من هذا الأمر، حيث يبدو مؤكدا أن الأهداف التي سيستقبلها الفريق في الموسم الجديد ستنخفض بشكل واضح.