كنت ابحث عن تاريخ وسبب تسمية شركة- كويكرأوت- الشهيرة التي من أهم منتجاتها - شربة الشوفان- وهو نوع من أنواع القمح الشبية بالشعير. إسم الشركة مترجما إلى العربية - شوفان المرتجف- اي -الجبان- الذي يستنكف الحروب ويرفض ضجيج طبولها. وسبب اطلاق هذه التسمية على -هذا المنتج- ان من اسس هذه الشركة اطلقوا عليه -كويكر- اي المرتجف، حيث استنكف وأبى حينها المشاركة، في حروب الكنيسة التوسعية المتوحشة في الشرق.
عودوا الى حرب فيتنام - والمرتجفون- كانت امريكا حينها في عنفوان قوتها وزهوها فلم تخسر اي من حروبها منذ إستقلالها، بل هي الكيان الذي تعملق في ايام الحروب العالمية الأولى والثانية، بل ومن وسدد ضرباته -النووية- فأحرق واذل الغازي الياباني. كانت اصوات -المرتجفين- اي من يكرهون وينبذون الحرب ،كانت اصواتهم خافتة وواهنه وكسيرة وتثير السخرية والتهكم بل والإتهامات ، ولكنهم واصــــلوا نشاطهــــم واستنكافاتهم لتلك الحرب الشرسة و المخيفة .
بعد حين بلغ صوت مناهضي الحرب الفيتنامية ، بلغ صوتهم العالم، وخرجت المظاهرات في أمريكا وأروباء تناشد بوقف حرب - فيتنام - التي توحشت وتشارست، حيث شردت 13 مليون مواطن فيتنامي وقتلت منهم مليون وخمسة مليون جريح ، كما ان امريكا خسرت من جنودها في هذه الحرب الضروس 58 الف جندي. مع اربعة اضعاف هذا الرقم من الجرحى.ولقد بلغ صوت -المرتجفين- مداه الواسع، وحتمت على امريكا الانسحاب.
اليوم لا نسمع اصوات تطالب بوقف الحرب الضروس التي تتوحش والبحث عن - سلام الشجعان- بين اليمن، والمملكة العربية السعودية. فاصوات مناشدي السلام تتراجع وتخفت في حمأة ضجيج اصوات المتنمرين والمتحمسين للحروب .
كم نحتاج من الضحايا ومن سيول الدماء ومن التشرد واليتم والفواجع ؟ حتى نتنبه الى أن صوت -السلام الخجول- يجب ان نسمعه وان نستحضره في هذه الجنون المخيف المتفاقم .
بعد حين قد ندرك الامر، ولكن بعد أن يكون قد بلغ الألم مداه ، سندرك مثلما ادركت -الكنيسة- ان -المرتجفين- كان صوتهم هو الذي يبلغ عنان السماء، بينما أصوات-المتنمرين- يتوه ويتلاشىء مع صلصلة المجنزرات ودوي الراجمات في وهاد الضياع والفناء .