ما حدث هذا اليوم في عاصمة اليمن صنعاء من استهداف لصالة عزاء عمل مدان من حيث مناسبة اجتماع الذين قضوا في هذا الاستهداف بغض النظر عن نوعيتهم ومكانتهم وتبعيتهم لطرف من طرفي الصراع في اليمن، هذا الحدث يستدعي من كل عاقل حكيم وكل سياسي بصير أن يتجرد من العواطف، وأن يتوقف عند الحادثة مليا، وان لا يتعجل في إصدار الاحكام والقاء التهم يمنة ويسرة بدوافع عاطفية،
لأن حجم الحادثة ثقيلا وشديد الوطء على الوطن وعلى طرفي الصراع، ومما يصعب الوصول في النهاية إلى حلول لقضية الصراع في اليمن، ومما يمس بقدر كبير شرف وأخلاق الحرب التي تدور وخاصة لدى الطرف الذي تقوده الشرعية، باعتبارها انها من وجهة نظرها انها تقود حربا ضد انقلابين ومتمردين اغتصبوا السلطة بقوة السلاح.
وما يسري على وجهة النظر هذه الخاصة بالشرعية يسري على التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لأنها تدخلت بطلب من الشرعية ومن أجل إعادة الشرعية، الا اذا كان هذا الاستهداف خطأ صرفا.
وجريا على التفسير السابق يمكن أن نفسر ما حدث من وجهة نظر الانقلابيين وبعيدا عن العواطف ايضا والتشنجات فإنه لايمكن بحال أن يقوموا باستهداف أنفسهم ولن يرضوا أو يوافقوا على استهداف بعضهم او جزء منهم كل ذلك مستحيل إلا إذا كان هناك صراعا يدور في معسكر الانقلاب وصل إلى حد التصفيات
إذا من الذي استهدف المجتمعون في صالة العزاء في صنعاء ؟!
سؤال محير ويدعو للغرابه ..ولاغرابه في الأمر وربما هناك قوى دوليه تجاوزت طرفي الصراع وربما تجاوزت كذلك تحالفاتهما تدخلت من أجل حسابات خاصه مع قيادة التحالف العربي تتعلق بالصراع القائم في المنطقة لتحرج قيادة التحالف العربي وتبتزه وتزيد من تعقيد المشكلة اليمنية وتفرض معادلات جديده وواقعا سياسيا وعسكريا جديدا في اليمن وعلى مستوى الإقليم والمنطقة ضربة اليوم من حيث الهدف لا تبتعد كثيرا عن قانون جاستا.
والحادثة تستدعي تحقيقا عاجلا وشفافا ومحايدا يظهر الحقائق كما هي .
والأيام القادمة ستكشف الحقائق وتظهر المستور والمختبئ وراء الحادثة المدانة من المنفذين والوسيلة والمستهدفين وكل المراقبين في انتظار المواقف لكل من الشرعيه والتحالف وسلطة الانقلاب خلال الساعات القادمة.
وعلى اليمنيين أن يفيقوا وخاصة قيادة الطرفين ويفوتوا المؤامره على بلدهم وشعبهم وان يقربوا المسافات ويدكوا حجب الستر بينهما وتسكت فوهات البنادق والمدافع ويجتمعوا على ما اجتمعوا عليه قبل الأحداث "مخرجات الحوار الوطني" إن كانا حريصان على البلاد وسلامته.