تقول الأغنية أن بداية الحب نظرة، وتقول العرب ان بداية الحرب كلام. ويقول الشاعر
وما الحرب إلاّ ما علمتم وذقتمو**وماهي عنها بالكلام المـُرجمِ
إذا تبعثوها تبعثوها ذميمةً*** وتضرى إذا اضريتموها فتــُضرمِ
اليوم تتوسع الحرب في اليمن ونستطيع ان نسميها - حرب الجزيرة العربية - فهذه الحرب اليوم تتمدد إلى الممرات الدولية البحرية ، فنحن اليوم نتراشق بالسلاح في البحرالأحمر، وكذلك هناك مناورات غير مسبوقة في مضيق هرمز لقوات المملكة العربية السعودية والخليجية . وهناك فرقاطاتات أمريكية تتقدم صوب باب المندب لحماية الملاحة.
حروبنا تتوسع دون أدراكنا وتعليلنا أسبابها او قدراتنا على كبحها ، فالحرب تبداء كاشتعال النار في الغابات، يتسبب بها حفل شواء او صاعقة ، وتنتهي بأن تجتاح مساحات هائلة من الغابات وتتمدد بشراهة وسطوة دون القدرة على صدها، حتى تاتي على كل شيء ثم تأتي على نفسها. فالنار تأكل بعضها أن لم تجد ما تأكله.
وعن وساطات الأمم المتحدة لتكريس السلام والهدنات والإتفاقيات الهشة !! . فتاريخها يشهد من فلسطين الى سوريا مرورا بالعراق وليبيا.
ليس لدى الصيدلي اللئيم إلاّ دعواته الى الله ان يصيب الناس بالأمراض والجوائح ليرقى عمله وتزيد عوائده ومبيعاته، ولنعلم أن الأمم المتحدة ومناديبها خريجي مدرسة -عرقوب- في فنون التسويف وبيع الأماني- الهباب- نعم لنسمع إلى الأمم المتحدة، ولكن نسمعها ونخالفها.
هناك من قال وحذر من انه لو تركت دول التحالف -الإنقلابيين- لتحولت اليمن الى دولة مشاغبة ، تربك كل أمان حولها ، وتخاصم جوارها بل وتتحول الى ورشة لصناعة السلاح والبارود! إلاّ أنني لا أرى ما يؤكد هذه -الفوبيا- - فكوريا الجنوبية- على تماس مع أشرس عدو نووي وهي كوريا الشمالية، التي تتسلح حتى اسنانها وأظافرها.
لكننا نرى كوريا الجنوبية في شغلها الشاغل مع التنمية والتقدم الصناعي والإبتكاري المــُذهل.وستعود يوما ما كوريا الشمالية - صاغرة مذعنة- كما عادت المانيا الشرقية الى أحضان وطنها الكبير.
دعوا - سدنة صعدة - يكدسون حولهم الديناميت والبارود والجنون، ولا تشغلوا انفسكم بملاحقة وتحدي من لا يجد ما يخسره.
لقد حذروا قبل ذلك دول الخليج من اليمن، عند اندلاع الثورة، وراينا بعد ذلك اليمن-المهيض- يستجدي المعونات ويبني جيشه بدعم من المملكة العربية السعودية . كما وحذروا المملكة قبل ذلك من مصر- عبد الناصر- وتبين ان مصر اليوم هي الحليف المأمون للمملكة .
هناك طريقة لنجربها لمنع التوحش، وهي تجربة الإستئناس.
وكلمة أخيرة . أخاف ان ننزلق إلى مهاوي الردى دون علمنا، فالطلقة التي تقتلك لا تسمعها.