اطلق سراحي من سجنك يا أمين الشفق
بقي اسبوع وتكتمل السنة وفي ذكرى احتشادنا البطولي لفك الحصار عن تعز اتذكر ملامحك فيتحول طعم كل شي في فمي الى رماد
هم سألوني يا أمين عن الرسائل في تلفوني ، تلفوني الذي كان عندهم وانا وراء القضبان ، تلفوني الذي عندهم وفيه رسالة منك تخبرني ان الوايتات جاهزة للنزول الى تعز ، صعقوني يا امين بالكهرباء فاقررت برسائلك ومن لحظتها وانا احيا بروح يهوذا الاسخريوطي وقد سلم المسيح لاعدائه ليذبحوه
ضربوك يا امين ، اقتادوك وأهانوك ولا يزال صوتك يتردد في اذني ونحن ندلي باسمائنا لضباط الامن السياسي تقول بصوت متهدج يعرف ماالذي ينتظرنا : اسمي امين الشفق
بقي اسبوع يا امين ليكتمل العام الذي لم انم فيه ليلة واحدة ، العام الذي شاهدت فيه كل افلام محاربي الساموراي وهم يتساقطون بشرف من لم يتخلون عن واحد منهم ، وعندما اخفق قائدهم في استعادة احد فرسانه من الاغلال ، سحب سيفه وبقر بطنه محشرجا : بأي وجه اعود لزوجتي وقد تخليت عن الفارس الاخير ؟
سنة يا امين ، اظهرت الدماثة لأبو احمد الحوثي ولعبد الملك العجري الذي يقال انه خال عبد الملك الحوثي شخصيا ، اخبرتهم اننا أهل ، قلت اشياء كثيرة قد لا تتفق واخلاق الفرسان فقط ليطلقوا سراحك وأنام ، لكنهم تركوك للغياب وقلة المروءة وها نحن يا امين ، احتدام في اصابع عنتر المبارزي ورجفة في انف محمد علي عبود المليكي والكثير من التشنج في صوت احمد خرصان وقد خسرنا جميعا فكرة شرف الفرسان الذين عادوا لزوجاتهم وتركوا لزوجتك تشمم الكوت المدمى الذي بقي منك ، يا أخي وسيدي ونوني عيني ، يا بو محمد يا صاحب الربادي ،
كل الذين يكتبون عن قيودك يقيدونني بالتحذيرات " اياك ان تذهب لمقابلة رئيس اللجنة الثورية ، لا تقترب من عبد الملك العجري ، اياك ان تسقط " بينما كنت احاول فقط خوض تفاوض شريف مع المحاربين وفي كبدي تتضور ملامحك وانت ترسف في الاغلال وعيالك يبكروا صباح العيد تبحث ايديهم الصغيرة عن كف الأب الذي انتزعه الغياب تاركا لاصابعهم الصغيرة وحشة الفراغ ولؤم دنيا تسيست على حساب شتات الاطفال
تلفت كليتي عبد الله كرش في الزنزانة القريبة واستفحل امر ضار في جبهة احمد طارش بينما لاذ محمد المليكي بزوايا واشجار كوالا لامبور وتركوني بين صنعاء وإب ابحث عن ملاذ من عتابك وانت تحدق بي من وراء القضبان
نحن عاديون يا امين اذ عدنا بدونك ، ضعفاء وعيال مكالف ، الامر الذي سرق منا نشوة فروسية اذ احتشدنا وقلنا : سنفك الحصار عن تعز
في المنافي قلب يمنية تختبئ خلف اسم مستعار ، انها نبالتنا ذات السمعة الجيدة ، ابنة المناصب التي ذكرتني وهي ترسل الدولارات لاطفالك بتلك البنية " العزبة " بنت رعوي مجاور لقرية الدنوة وهي تلحق بي الى الوادي وتمنحني ريالا معدنيا من بقية قيمة الدجاج ، كان ذلك الريال الفلس مكافأة كل طفل يتصرف بشجاعة ويذهب للقرية المجاورة ولقد تشجعت انا يومها ورحت اجلب لعجوز من الدنوة طعام الغداء وقد تخليت عن الريال لكن البنت التي اظنها الان قد امست أما للكثير من الاطفال لحقت بي الى الوادي يومها ووضعت في كفي الريال المكافأة هامسة : قع رجال
من يومها وانا اكرس وجودي لتنفيذ تلك الوصية ، ومن ليلة الثاني عشر من اكتوبر ، مغرب القبض على فرسان الماء وانا احتدم اقع رجال وتخذلني اللحظات اذ اتلفت كليتي كرش وسمحت بجحيمية عيون خرصان وتوتر انف محمد علي عبود
جسدك الان مسجى يا ابن الشفق ، يا ذا الحدقات الهائلة وعقل الاستاذ الجامعي وروح ابن إب صاحب الربادي
تركناك في معسكر الاعداء ، جسد لسياطهم وعقل لانتقاوم الغباء بينما لم يصل الماء لتعز
وصل وجعك لحوض الاشراف ، وفي الذكرى الاولى السنوية للغدر بك ايها الفارس العظيم ، يفكر كل منا برجاء وحيد :
طلقة في هذا القلب الذي لا ينام .
* من صفحة الكاتب في الفيس بك